أعلن الجيش السوداني أنه تمكن من إحباط محاولة انقلاب جديدة، واعتقلت قوات عسكرية قيادات وأعضاء المحاولة الانقلابية، بينهم رئيس الأركان وقادة عسكريون كبار، وخال الرئيس السابق عمر البشير ووزير خارجيته وقيادات بالحركة الإسلامية وصحافيون مقربون من نائب رئيس المجلس العسكري حمدان دقلو "حميدتي".

إيلاف من القاهرة: أحبط الجيش السوداني محاولة انقلاب عسكري جديدة، واعتقل قيادات وأعضاء المحاولة الإنقلابية، وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش السوداني، الفريق أول هاشم عبد المطلب، وأعضاء كبار في الحركة الإسلامية ورموز النظام السابق.

إجهاض الثورة
قال الجيش السوداني، في بيان له: "بعد مجهودات ومتابعات للأجهزة الأمنية تم الكشف عن المخططين والمشاركين في المحاولة الانقلابية، وعلى رأسهم رئيس الأركان، الفريق أول هاشم عبد المطلب، وعدد من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات ذوي&الرتب الرفيعة، بجانب قيادة من الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني البائد (حزب الرئيس السابق عمر البشير)".

أضاف الجيش السوداني: "تم التحفظ على المشاركين في المحاولة الانقلابية، وجار التحقيق معهم لتقديمهم إلى المحكمة"، مشيرًا إلى أن "هدف المحاولة الانقلابية هو إجهاض ثورة الشعب المجيدة، وعودة نظام المؤتمر الوطني البائد".

وذكر أن المحاولة الانقلابية "استهدفت قطع الطريق أمام الحل السياسي المرتقب، الذي يرمي إلى تأسيس الدولة المدنية التي يحلم بها الشعب السوداني".

هوية المعتقلين
كشفت وسائل إعلام سودانية أن "الضباط المعتقلين تحركوا منذ وقت متأخر من مساء الثلاثاء لتنفيذ المخطط"، مشيرة إلى أن "الاعتقالات شملت رئيس الأركان المشتركة، الفريق أول هاشم عبد المطلب، وقائد سلاح المدرعات، اللواء نصر الدين عبد الفتاح، وقائد المنطقة المركزية التي يقع في محيطها مقر قيادة الجيش، اللواء بحر الدين أحمد بحر، ووزير الخارجية السابق، علي كرتي، والأمين العام للحركة الإسلامية، الزبير أحمد الحسن، إضافة إلى عشرة ضباط برتبة لواء".

كما شملت الاعتقالات عسكريين آخرين وصحافيين ورجل أعمال، ومنهم رئيس مجلس إدارة شركة زين الفريق طيار الفاتح عروة، والقيادي في الحركة الإسلامية أسامة عبد الله وشقيقه مدير التصنيع الحربي الفريق محمد الحسن عبد الله، واللواء عبد الهادي عبد الباسط والطيب مصطفى خال الرئيس السابق عمر البشير، ورئيس اتحاد الصحافيين السودانيين الصادق الرزيقي المقرب من نائب رئيس المجلس العسكري حميدتي، والصحافي الهندي عز الدين".

بيان رقم 1
حسب المعلومات المتوفرة، فإنه جرى تدبير محاولة الانقلاب في مقر جهاز الأمن والمخابرات، وسيطرت عليها قوات الدعم السريع، وتسلمت جميع مقار هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، وتخيير منتسبي هيئة العمليات في المخابرات السودانية بين التقاعد أو الالتحاق بإدارات أخرى.

وبثت وكالة الأنباء السودانية، مساء الأربعاء، مقتطفات من فيديو، قالت إنه بيان قائد المحاولة الانقلابية الفاشلة، رئيس الأركان هاشم عبد المطلب، وظهر في مقطع الفيديو وهو بالزيّ&العسكري يتلو البيان الأول للانقلاب.

خاطب الشعب السوداني بالقول: "تحييكم القوات المسلحة في ظل ظروف عصيبة يعيشها الوطن داخليًا وخارجيًا، وكادت أن تعصف بالسلم الاجتماعي للشعب السوداني". أضاف: "لقد قررت قواتكم، القوات المسلحة استلام السلطة، وإنهاء المشهد السياسي الذي صنعه المجلس العسكري الانتقالي".

محاولات فاشلة سابقة
لم تكن هذه المحاولة الانقلابية الأولى، لكنها الأكبر. ففي شهر مايو الماضي، ذكر شمس الدين الكباشي في مؤتمر صحافي أنهم أفشلوا محاولتين للانقلاب على الحكم، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وفي شهر يونيو الماضي، أعلن المتحدث باسم المجلس، شمس الدين الكباشي، إفشال محاولتي انقلاب، شارك فيها عدد من الضباط وآخرون متقاعدون، ومجموعات سياسية.

وفي 12 يوليو الجاري، أعلن المجلس العسكري، إحباط محاولة انقلاب، والتحفظ على قائدها، واعتقال 7 ضباط في الخدمة، و5 آخرين متقاعدين، و4 ضباط صف.

وكان المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية التغيير قد وقعا في 17 يوليو الجاري، بالأحرف الأولى، اتفاق "الإعلان السياسي"، ينص على إنشاء مجلس سيادي، تكون رئاسته بالتناوب بين المدنيين والعسكريين، وتشكيل حكومة مدنية.