كشف مسؤول أمني عراقي رفيع اليوم تفاصيل أكبر مخطط إرهابي استهدف العاصمة ومدنًا في الجنوب والشمال استطاعت السلطات إحباطه واعتقال مائتي متورط&فيه، وقتل قيادات في التنظيم، وتدمير أنفاقه ومضافاته خلال قتال مباشر وضربات جوية، مبيّنًا أن زعيم التنظيم البغدادي موجود في سوريا مع معاونيه، حيث مازال يشكل خطرًا. &

إيلاف: قال رئيس خلية الصقور الاستخبارية مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية "أبو علي البصري" إن الخلية استطاعت احباط أكبر مخطط إرهابي في عام 2019 لاستهداف العاصمة بغداد ومحافظات أخرى، فيما وصفها بحرب اختراق استخبارية طويلة تقودها الخلية والأجهزة الأمنية والاستخبارية الأخرى في العراق ضد تنظيم داعش، داعيا الى تضافر الجهود الدولية على جميع الجبهات لهزيمة هذا التنظيم بكل امتداداته الفكرية والاجتماعية.

واكد نجاح الاجهزة الامنية في إحباط أكبر مخطط ارهابي لعام 2019 كانت أعدته جماعات داعش خلال شهر رمضان وعيد الفطر الماضيين، لضرب بغداد وعدد من المحافظات وإقليم كردستان بعمليات إرهابية مزدوجة في محاولة يائسة لإثبات وجود التنظيم عبر التصعيد الإعلامي لعملياته باختياره استهداف فئات مدنية ومراكز حيوية لها صدى مسموع.

الدواعش العائدون الى بلدانهم
أقر البصري بأنه لا تزال لداعش عناصر إرهابية تعمل خلايا نائمة في المدن المحررة من سيطرته وأخرى هاربة من سوريا استقرت في صحراء الرمادي غربًا والبعاج في نينوى شمالًا وأطراف صلاح الدين وديالى شمال شرق وغرب أوكلت إليها مهمة تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات ضد من دعموا ووقفوا في وجه التنظيم، وكذلك استغلال عصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات للتمويل.

حذر البصري في مقابلة مع صحيفة "الصباح" العراقية المملوكة من الدولة الاثنين وتابعتها "إيلاف" من أن انتشار الخلايا النائمة والهاربة من القتال في سوريا في العراق والعائدين منهم الى بلدانهم الأم في أوروبا وتركيا وشرق آسيا وشمال افريقيا سيظلون مصدر قلق قائما للفترة المقبلة، كما سيظلون سببًا لتواصل الحرب الاستخبارية والعسكرية.

حرب الأنفاق
أشار الى ان غالبية قيادات داعش الإرهابية التي رجعت الى العراق اتخذت من الأنفاق وأطراف محافظة نينوى الشمالية مقار موقتة لها.. موضحًا بالقول "من ضمن هؤلاء الذين شخصناهم كل من: ملا غريب قرداش آمر قاطع البادية، وهو من أهالي تلعفر بنينوى، وأبو أحمد الراوي في قاطع الانبار، و أبو ياسر العيساوي أمير قاطع شمال بغداد".

ضربات جوية
واشار مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الى أن خلية الصقور وبالتنسيق مع مديريات استخبارات الداخلية في المحافظات استطاعت تشخيص وتتبع الأهداف الإرهابية وتدميرها تارة بالضربات الجوية وأخرى بالقتال المباشر وجها لوجه مع الإرهابيين.

واكد تدمير الأنفاق والمضافات وقتل كل من كان فيها وتفجير العجلات والأسلحة المفخخة &الموجودة بالأنفاق في مناطق "جبال تل الشور في ناحية العياضية وفي وادي غدق وفي صحراء البعاج والرمادي غربا وأطراف صلاح الدين وكركوك شمالا وجبال حمرين شرقا" وفي بغداد والبصرة خلال العمليات النوعية للخلية التي اعتادت أن تدخل في صمت إعلامي لمنع تسريب الاعتقالات وإثارة الفوضى والخوف بين المواطنين.&

كسر الصمت الإعلامي
وأعلن البصري عن كسر جدار الصمت الاعلامي الذي اتخذته خلية الصقور بشأن برنامج حربها السرية لتدمير أنفاق داعش التي أنشئت في بداية عام 2015 في عمق صحراء البعاج والرمادي في مناطق وعرة تتوزع على مساحة &700كم بالعمق في أماكن لا يرتادها أحد حتى رعاة الغنم لاستخدامات التخفي ومراكز للقيادة وإيواء الإرهابيين ومعامل للتفخيخ تتسع لثلاث عجلات وإخفاء وصناعة العبوات والأحزمة الناسفة وتصنيفها في المواقع البديلة لتقديرات التنظيم بعدم &قدرته على الحفاظ على المناطق التي احتلها في عام 2014.

وبيّن أن عمليات حرب الانفاق تعد من أخطر العمليات السرية لمواجهة الإرهابيين في المناطق التي كانت محتلة سابقاً.. موضحا ان داعش أنشأ أنفاقاً أخرى تحت سطح الأرض في نينوى بعد احتلالها في عام 2014 لاتخاذها مواقع للتحصن والمواصلات وحرب الشوارع لمواجهة القوات المسلحة خلال عمليات التحرير.
&
قيادات هالكة
وأشار رئيس خلية الصقور الاستخبارية الى اعتقال نحو 160 إرهابيا في نينوى وأكثر من 40 إرهابيا في بغداد، كما ألقي القبض على أربعة إرهابيين في البصرة تمت تعبئتهم وإعدادهم للقيام بعمليات انتحارية بالأحزمة الناسفة وتفجير عجلات مفخخة في بغداد وأربيل والبصرة والمحافظات المحررة، وذلك بالتعاون مع أجهزة الأمن في إقليم كردستان خلال عملية إلقاء القبض على الإرهابيين بمخطط رمضان.

واشار البصري الى إن من بين الهالكين في العمليات الاستباقية الأخيرة: والي الجزيرة وحيد أمنية، والمسؤول عن زعزعة الأمن والتفجيرات ونقل العجلات المفخخة في مدينة الموصل جاسم محمد المعماري، ومسؤول مفرزة نقل النفط الأسود الى صحراء البو كمال السورية الإرهابي سعد وهاب محمد العبيدي، ومسؤول تزوير المستندات لمصلحة داعش الإرهابي ياسر عباس مال الله، إضافة الى مقتل والي الجنوب في معارك الباغوز السورية بعد إطلاق سراحه من سجن للتنظيم في سوريا بتهمة اختلاس أموال التنظيم.

واوضح ان من أبرز القتلى لداعش في الباغوز خلال عمليات الصقور المشتركة مع القوات &الجوية العراقية والتحالف الدولي عام 2018: عبد الغني الجبوري الملقب والي البركة، والذي تسلم المنصب بعده خالد الشيباني وأبو مصعب الجزراوي، إضافة الى ما يسمى القائد العسكري العام للولاية أبو حارث العزاوي والمدعي الشرعي العام أبو أحمد المصري.

مصير البغدادي
وزاد القائد الامني البصري قائلا إنه بعد مقتل قياداتها في الحرب السرية والانفاق في المنطقة الغربية والانتكاسة العسكرية لداعش في العراق وسوريا أصبح هناك خطر داهم "على المجرم إبراهيم السامرائي والملقب بالبغدادي" الموجود حالياً في سوريا من معاونيه العرب والأجانب، حيث عمد ولتلافي التهديدات الى جعل العراق ولاية واحدة وجعلها ولاية أمنية تتحرك في عملها على المفارز الأمنية خلافا لما اعتاد عليه عمل التنظيم بتسيير مفارز قتالية وكذلك أعطى أولوية كبرى للتصدي للتهديدات الاستخبارية وحفظ التنظيم من الاختراقات.

ولفت إلى أن البغدادي مازال يتمتع بنفوذ قوي وطاعة بين أتباعه من جنسيات أجنبية وعربية وعراقية، وقد أجرى تغييرات لتعويض الإرهابيين الذين قتلوا على يد الصقور خلال العمليات المشتركة في سوريا وعمليات تحرير نينوى والرمادي وصلاح الدين وباقي المناطق المحتلة رغم أنه يعاني من عجز وشلل في أطرافه بسبب إصابته في العمود الفقري خلال عملية لخلية الصقور بالتنسيق مع طائرات القوت الجوية بشظايا صاروخ أثناء اجتماعه بمعاونيه في منطقة (هجين) السورية في محافظة دير الزور السورية القريبة من الحدود العراقية قبل تحريرها عام 2018 حيث تعد هذه ثاني ضربة موجعة للبغدادي وقياداته حيث قتل خلالها عدد كبير منهم وكانت البداية لذوبان أسطورة داعش وانهيار عناصره في العراق.

التحالف الدولي
وأكد رئيس خلية الصقور الاستخبارية أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين ويجب مواجهته وهزيمته.. وقال إن العراق ملتزم بالمواجهة حتى بعد النصر العسكري عليه، وقد حذر من تداعيات بقايا وجود أفراد من داعش.. مشدداً على ضرورة عدم بقاء اي مكان لداعش لنشر أفكاره بين النساء والأطفال الذين كانوا يشكلون عوائل تعيش في ظل النظام الارهابي في المناطق التي استولى عليها في سوريا والعراق.

واكد ضرورة توفير الأموال اللازمة من دول التحالف الدولي لمواصلة عمليات مواجهة ضد الإرهاب والدول المستهدفة.. منوها الى اهمية تمويل برامج تأهيل وإعداد المتأثرين بالفكر الإرهابي وإعادتهم إلى الحياة في المناطق المحررة والدول المتضررة بالإرهاب.