نصر المجالي: اتهمت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل عملاق وسائل الاتصال الاجتماعي (فيسبوك Facebook) بإعاقة الحرب ضد الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال من خلال خططه الجديدة لزيادة التشفير.

وانتقدت وزيرة الداخلية الجديدة، يوم الأربعاء، خطة تطبيق فيسبوك للتشفير على غرار "واتسآب WhatsApp"، وطالبت بإنشاء بوابة خلفية لمراقبة حالات إساءة معاملة الأطفال ومحاربة الإرهاب.&

وأعادت الوزيرة باتيل إلى الأذهان بأنه سبق لوكالات الاستخبارات والأمن البريطانية (GCHQ) أن دعت إلى تطبيق تقنية مشابهة للتنصت على خدمات الاتصال السلكية.&

وحثت باتيل (فيسبوك) على إنشاء بوابات خلفية لوكالات الاستخبارات لإمكانية الوصول إلى رسائل تحمل إساءة لمعاملة الأطفال، وقالت الوزيرة في مقال كتبته في صحيفة (ديلي تلغراف): "عندما يتم تصميم الأنظمة بشكل متعمد باستخدام التشفير من طرف إلى طرف، والذي يمنع أي شكل من أشكال الوصول إلى المحتوى ، بغض النظر عن الجرائم التي قد تمكن ، يجب علينا أن نتصرف".

وكالة الاستخبارات

وقالت إن إحدى الأفكار التي كانت طرحتها وكالة الاستخبارات البريطانية GCHQ هي ما يسمى بـ "بروتوكول الأشباح" الذي يتجنب اختراق أي تشفير، ولكنه يتطلب بدلاً من ذلك خدمات مراسلة مشفرة "لنسخ الرسالة" بشكل فعال إلى طرف ثالث.

وأكدت إن وكالة الاستخبارات لن تكون في المطلب الجديد أكثر تدخلا من التنصت على الاتصالات غير المشفرة. وأضاف باتيل: "[التشفير من النهاية إلى النهاية] سيعرقل أيضًا وكالات إنفاذ القانون الخاصة بنا، ووكالات حلفائنا ، في قدرتهم على تحديد وإيقاف المجرمين الذين يسيئون معاملة الأطفال أو الاتجار بالمخدرات والأسلحة والأشخاص أو الإرهابيين الذين يخططون للهجمات".&

يشار إلى أن مارك زوكربيرغ مؤسس (فيسبوك) كان أعلن في مطلع مايو 2019 خططا جديدة للتشفير توفر نفس مستوى الخصوصية مثل خدمة WhatsApp الخاصة بها.

وقال زوكربيرغ في حديث أمام مؤتمر مطوري F8 على Facebook في سان خوسيه إن التغيير الجديد في التشفير سيوفر للمستخدمين "مساحات حميمة" حيث يمكنهم التحدث بثقة تامة بأن اتصالاتهم ستبقى سرية.

احتجاجات سياسية

واضاف: كما يمكن للمستخدمين تخطيط أشياء مثل "الاحتجاجات السياسية" على منصات مشفرة ، في أمان من التفتيش من قبل أي شخص، بما في ذلك حكومات Facebook نفسها.

وأكد زوكربيرغ: يتوقع الناس أن تكون اتصالاتهم الخاصة آمنة، وأن لا يراها سوى الأشخاص الذين أرسلت إليهم، وليس المتسللين أو المجرمين أو الحكومات أو حتى الأشخاص الذين يديرون هذه الخدمات.
وقال: لهذا، سيكون على فيسبوك استخدام التشفير التام (ُEnd-to-End) في جميع خدماته، على غرار تطبيقه واتسآب المعتمد على هذا النوع من التشفير.

ويُشير زوكربيرغ إلى كيف "تقوم الحكومات في كثير من الأحيان بطلبات غير قانونية للبيانات"، وكيف أن التشفير قد أنقذ حياة المعارضين في بعض الأحيان.