ينعقد في بغداد غدًا الأحد اجتماع وزاري ثلاثي عراقي مصري أردني لتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب وتوسيع الاستثمار بين الدول الثلاث وإعادة إعمار العراق.

إيلاف: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحَّاف إن الاجتماع الوزاري الثلاثي هذا سينعقد على مُستوى وزراء خارجيّة العراق محمد علي الحكيم، ومصر سامح شكري، والأردن أيمن الصفدي، في مقر وزارة الخارجيّة في بغداد.

وأشار إلى أن المُجتمِعين سيحثون موضوعات مكافحة الإرهاب والاستثمار المشترك ودعم العراق في إعادة الإعمار، كما قال في بيان صحافي السبت تابعته "إيلاف".

يأتي هذا الاجتماع استكمالًا للقمة العراقية المصرية الأردنية، التي عقدت في القاهرة في 24 مارس الماضي، وشددت على العمل على مكافحة الإرهاب بجميع صوره ومواجهة داعميه.

ترأس القمة الثلاثية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، حيث استعرضوا التطورات التي تشهدها المنطقة، وأكدوا على أهمية التعاون والتنسيق الاستراتيجي بينهم، ودعم العراق في جهود إعادة الإعمار بعد الانتصار على تنظيم داعش.

كما ناقش القادة عددًا من الأفكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي، ومن بينها تعزيز المنطقة الصناعية المشتركة، وشددوا على أهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدول الثلاث، والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، إضافة إلى الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة، وذلك لتطوير التعاون بينها "في ظل ظروف دقيقة تمر بها الأمة العربية، وتحديات غير مسبوقة يواجهها الأمن القومي العربي"، كما قال بيان مشترك للقمة.

من اليمين وزراء خارجية العراق الحكيم ومصر شكري والأردن الصفدي

أكد القادة كذلك على أهمية مكافحة الإرهاب بصوره كافة ومواجهة كل من يدعمه بالتمويل أوالتسليح أو توفير الملاذات الآمنة والمنابر الإعلامية، مشددين على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب والمضي قدمًا لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث، ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، إضافة إلى زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي.

وقرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعة أعمال هذه القمة تحت رعاية القادة الثلاثة لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادي والإنمائي والسياسي والأمني والثقافي، كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه في ما بينهم.

العراق مصمم على إنهاء المأساة الإنسانية للمفقودين الكويتيين
أكد العراق اليوم أنه لن يدخّر جهدًا للكشف عن مصر المفقودين الكويتيين وإنهاء هذه المأساة الإنسانية، مؤكدًا العثور على رفات 32 منهم أخيرًا.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف إن السلطات العراقـيّة تسعى وباهتمام بالغ إلى إنهاء آثار المأساة الإنسانيَّة التي تعرّض لها الأشقاء الكويتيون إبّان الاجتياح الصدّامي لبلادهم عام 1990، والتوصُّل إلى مصير الأسرى والمفقودين الكويتيّين.

وأشار في بيان صحافي إطلعت على نصه "إيلاف" السبت إلى أن الفريق الفنّي العراقيّ المعنيّ قد تمكن بمُشارَكة بعثة الصليب الأحمر في بغداد من العُثُور على إحدى المقابر الجماعيّة في محافظة المثنى الجنوبية في مارس الماضي تضمُّ رفات 46 شخصًا وأسفرت النتائج الأوليّة للتحليل الجينيّ عن أنّ 32 من هذه الرفات عائدة إلى مفقودين كويتيين.

أضاف إن "وزارة الخارجيّة ترأست الوفد العراقيّ إلى اجتماعات عمّان للجنة الفنية الفرعيّة واللجنة الثلاثيّة الأربعاء الماضي، وستعمل مع الجانب الكويتيّ لنقل هذه الرفات، وإتاحة كلّ الدعم المُناسِب لتيسير النشاطات المقبلة".

وشدد المتحدث الرسمي على أن العراق "لن يدّخر جُهدًا من أجل تحديد مصير باقي المفقودين".. منوهًا بأن ما تمّ اكتشافه أخيرًا يُؤشّر إلى استمرار الجُهُود التي أدَّت إلى التوصُّل إلى معلومات تتعلق بهذه الرفات، و"نعدّه تقدّمًا ملموسًا في طريق إنهاء هذا الملف، حيث يأمل العراق ويعمل بجدّ لتحديد مصير جميع المفقودين".

وانعقدت في عمان في 31 من الشهر الماضي اجتماعات لجان من الصليب الأحمر والكويت والعراق، حيث بحثت ملف المفقودين منذ اجتياح العراق للكويت في منتصف عام 1990.

عقد الإجتماع في أحد فنادق عمان بحضور أمين عام وزارة الخارجية العراقية حازم اليوسفي ومدير عام اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الكويتيين ربيع العدساني.&

قال اليوسفي عقب الإجتماع المغلق للصحافيين إن "هذا ملف شائك جدًا، ومنذ 30 عامًا ونحن في العراق والكويت الشقيقة نبحث هذا الملف، ونحاول إيجاد حلول واقعية له".

وأضاف إنه تم "العثور على رفات نعتقد أنها تعود إلى مفقودين كويتيين في محافظة المثنى في مارس الماضي".. موضحًا أن نتائج "الفحوصات الأولية أظهرت تطابق بعض العينات مع قاعدة البيانات الكويتية الخاصة بالأسرى والمفقودين".

أشار المسؤول العراقي إلى أن "عملية العثور على الرفات هذه جاءت بعد 14 سنة من آخر عملية عثور على رفات مفقودين كويتيين".

في السياق نفسه، وفي ما يخص تصريحات حديثة لمحافظ المثنى (جنوب العراق) بخصوص العثور على مقبرة جماعية جديدة في بادية السماوة في محافظة المثنى يعتقد أنها تعود إلى مفقودين كويتيين، قال اليوسفي إنه "بحسب ما أكد المحافظ فإنها معلومات شبه مؤكدة".&

وأشار أيضًا إلى "قرب تسليم دفعة جديدة من المحفوظات الكويتية يحتمل أن تتم بعد عيد الأضحى المبارك، تحتوي كتبًا كويتية تعود إلى المكتبة المركزية والجامعات الكويتية". وأكد تصميم العراق "على إنهاء هذه الملفات جميعها، ملف المفقودين والأرشيف والمحفوظات الكويتية وأملاك الكويتيين الموجودة في العراق".

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في 11 يونيو الماضي، بمبادرة من الكويت للمرة الأولى، قرارًا يتعلق بالمفقودين في النزاعات، يدعو الدول إلى إنشاء مكاتب للمعلومات وإحصاء المعتقلين وأسرى الحرب.&

تعتبر مسألة المفقودين حسّاسة بالنسبة إلى الكويت منذ غزو العراق لها في عام 1990، حيث إنه بعد حوالى 30 عامًا من نهاية حرب الكويت لا يزال هناك 369 مفقودًا كويتيًا.

ويذكر أن المرة الأخيرة التى تم فيها العثور على رفات مواطنين كويتيين كانت عام 2005، فيما تم العثور على آخر مجموعة من الرفات الخاصة بعراقيين عام 2011، ولا تزال اللجنة الثلاثية تعمل على الكشف عن مكان وجود الأشخاص الذين لا يزالون مفقودين في كلا البلدين منذ حرب تحرير الكويت (1990 - 1991).