أثارت موجة من السخرية عبر مواقع السوشيال ميديا، من رجل أدى صلاة العيد على دراجته الهوائية، غضب علماء الأزهر الشريف، لاسيما في ظل انتشار أنباء تفيد بوفاة الرجل بأزمة قلبية، متأثرًا بتلك السخرية، وطلاق ابنته، قبل أن يخرج الرجل نافيًا تلك الأنباء.

انتشرت صورة لرجل يؤدي صلاة عيد الأضحى، على دراجته الهوائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بموجة واسعة من السخرية، معتبرين أنه يصلي بطريقة خاطئة، وخرجت أنباء تفيد بأن ابنته أعلنت أنه أصيب بأزمة قلبية وتوفي متأثرًا بحملات السخرية، وأن إحدى بناته طلقت للسبب نفسه.

وأثارت سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الرجل الستيني، غضب علماء الأزهر الشريف، الذين وأكدوا أن صلاته صحيحة. وقال الشيخ صالح محمد عبد الحميد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، على الواقعة، قائلا إن "ما أصاب الرجل في رقبة كل من ساهم في النشر، والتشهير به وبأهله".

وقال الشيخ صالح، إن صلاة الرجل صحيحة، وتابع: "للعلم لكل من شير (نشر) وفضح وأجزم وأفتى بدون علم أو دراية أن صلاة الرجل باطلة وغير مقبولة، هذا جهل واضح بأحكام الشريعة وإفتاء بدون علم أو دراية، لأن صلاة الرجل صحيحة، وجائزة ومقبولة إن شاء الله".

وأضاف: "هذه مسألة يعرفها كل طلاب العلم الشرعي فضلا عن العلماء والمتصدرين للفتوى، وهي الصلاة على الدابة أو حتى الصلاة في النعلين".

وقال الداعية المصري، عبد الله رشدي، الخطيب بوزارة الأوقاف، إن "صلاة "رجل العجلة" صحيحة مئة بالمئة، وليس كما ادعى البعض بأنها باطلة، موضحًا أن "من سخر من هذا الرجل الكبير بالسن لا يعلمون أن صلاة العيد نافلة، وبالتالي يجوز للمسلم أن يُصلي جالسًا إما على كرسي أو دراجة، وله نصف الأجر".

وأضاف في مقطع فيديو له: "هذا الرجل حصل على نصف الأجر، ومن يصلي قائمًا له الأجر كله"، متابعًا: "ما فعله هذا الرجل هو أنه أدى صلاة عيده جالسًا، وهذا ليس حرامًا، أو عيبًا، وكل ذلك لا يستدعي أن تتم&السخرية والاستهزاء به، كما طالب بضرورة احترام الكبار، من قبل جيل الشباب الحالي".

وأشار إلى أن "النبي محمد، كان يُصلي السنن على دابته الحمار أو البغل، وعندما يريد صلاة الفريضة يصليها قيامًا، وهذا الأمر مُتفق عليه في المذاهب الأربعة".

وطالب الداعية المصري، كل من ساهم بنشر الصورة، وجرح الرجل العجوز بكلمة، أن يحذف الصورة ويعتذر للرجل، ويستغفر ربه.

وتسبب تصدي علماء الأزهر لسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في ظهور موجة مضادة من التعاطف مع الرجل، الذي& ظهر اليوم الأربعاء، معلنًا أنه لم يمت.

وقال المواطن المصري ويدعى، محمد محمد سنقر، إن اضطر لأداء صلاة العيد راكبًا على دراجته الهوائية، لأنه مريض ولا يقوي على الركوع أو السجود، وأضاف في تصريحات له، اليوم الأربعاء، أنه أصيب بالتهاب شديد في فقرات الظهر وخشونة بالركبتين، وأثر ذلك على صحته حتى أنه أصبح لا يستطيع الركوع أو السجود ويضطر للصلاة جالسا على الكرسي.

ولفت إلى أنه في أول أيام عيد الأضحى، حرص على أداء الصلاة في ساحة مساكن كفر حجازي بمدينة المحلة الكبرى بوسط الدلتا، بغرض كسب الثواب، رغم إلحاح زوجته وبناته على الذهاب للمسجد القريب من المنزل تخفيفا عنه حتى لا يشعر بألم في ظهره أو قدميه، ولكنه رفض ذلك وأصر على الذهاب للساحة للصلاة فيها، مبتغيا الأجر والثواب من الله.

وأشار إلى أنه استقل دراجته الهوائية وتوجه إلى ساحة الصلاة، ولم يجد مكانا مرتفعا عن الأرض للجلوس والصلاة عليه، نظرا لعدم استطاعته الركوع والسجود، ولم يجد أي رصيف يجلس عليه في الساحة، وبدأ المصلون في الصلاة.

وأكد على أنه اضطر للوقوف على الدراجة والشروع في الصلاة، حرصا منه على عدم تفويتها، وقام بخلع حذائه ودخل في الصلاة مع المصلين.

وكانت صورة الرجل انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يصلي راكبًا على دراجته الهوائية، وانهال عليه الناس سخرية، معتبرين أنه يصلي بطريقة خاطئة.