تضاربت الأنباء حول دخول قوات النظام السوري منطقة خان شيخون بعد حملة عسكرية تصعيدية في ريفي ادلب وحماة.

وقال فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر في تصريح لـ "إيلاف" أنه نتج عن إتفاقية خفض التصعيد ومباحثات أستانة انتشار 12 نقطة مراقبة تركية "وكان لها أثر إيجابي في الحفاظ على المناطق المحررة التي تتمركز بها هذه النقاط".

واضاف: "حاول نظام الأسد وميليشياته التحرش مرارا بالقوات التركية لإجبارها على سحب هذه النقاط أو تغيير مكان تمركزها، واستهدف هذه النقاط عدة مرات منتظرا ردا تركيا عسكريا قد يؤدي لإدخالها في حرب مباشرة ليست معه فقط إنما مع روسيا وإيران كذلك الموجودتين على الأرض".

وقال: "وفق متابعاتنا واجتماعاتنا فقد آثرت تركيا ضبط النفس والرد بطرق مختلفة كدعم الفصائل الثورية في مختلف المجالات، لكن قوات الأسد التي تحاول السيطرة على القطاع الجنوبي لمنطقة إدلب الكبرى تمادت مؤخرا بذلك".

هجوم على أرتال تركية&

ورأى حسون أن روسيا وإيران المتضررتين من إنشاء منطقة آمنة شرق الفرات من قبل تركيا وأميركا، أعطيتا ضوءا أخضر، فقامت قوات النظام بتنفيذ هجوم عسكري من عدة محاور تحاول من خلاله " عزل مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك، وبالتالي تطويق نقطة المراقبة التركية الموجودة في مدينة مورك، فكان الرد التركي بإرسال أرتال للمؤازرة في قوامها دبابات وعربات قتالية تتوجه لمنطقة خان شيخون لمنع تطويق نقطتها في مورك، وقد قام طيران النظام باستهدافها قبل وصولها"، لافتا أن ذلك "خرق&لسيادته غير الموجودة أصلا، وفي نفس الوقت فتركيا تعمل بشكل حثيث لمنع تطويق جيشها، فهي دولة كبيرة ، ولا يمكنها السكوت عن هذه التحرشات، لكنها لا ترغب بالدخول في حرب مباشرة في سوريا".&

ورقة ضغط&

واعتبر حسون أن ما يحدث بالتأكيد "هو برغبة روسية لتشكيل ورقة ضغط جديدة على تركيا من أجل حصولها على مكاسب لها في المنطقة الآمنة شرق الفرات التي لا وجود لها فيها، وأميركا كذلك قد تستخدم هذا الضغط الجديد المتشكل على تركيا للتخفيف من حدة المطالب التركية شرق الفرات، وبالتالي نرى أن تركيا مستهدفة من قبل الجميع، وتتعامل مع الجميع بحكمة وحذر ، لا سيما أن تاريخهما السياسي يدل أنها رائدة في سياسة التوازنات، وتحقيق المصالح من القوى المتناحرة، وهذا ما سينعكس إيجابا على الشعب السوري المضطهد".

ودخلت قوات النظام مساء الأحد مدينة خان شيخون في جنوب إدلب وبدأت بالتقدم فيها وسط معارك عنيفة مستمرة مع الفصائل الجهادية والمقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الا أن ناشطين نفوا ذلك وقالوا ان المعارك مازالت مستمرة ولم تحسم في تلك المناطق بعد &.

وأوردت وكالة فرانس برس نقلا عن المرصد "إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014 وأنها اقتحمتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبانٍ عدة.

محاولات&

وحاولت قوات النظام مرارا التقدم باتجاه خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يعبرها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق.

وكانت الاشتباكات عنيفة مستمرة تدور داخل المدينة وفي جبهات أخرى عند أطرافها بين قوات النظام من جهة والفصائل الجهادية والمقاتلة من جهة ثانية.

وواجهت قوات النظام مقاومة شرسة من قبل الفصائل، وقد لجأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى شن هجمات انتحارية عدة في محيط المدينة.

ويشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن التي تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

تقدم ميداني&

وتتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات سورية ، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة، لقصف يومي من قبل النظام وحليفه الروسي.

وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي وتسبب ذلك في قتل مدنيين وسقوط قتلى من النظام والفصائل.

ومنطقة إدلب مشمولة مع محيطها باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر العام 2018، ونصّ الإنفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب بعض المجموعات المسلحة لكن لم يتم تنفيذه