إيلاف من الرياض: دعت السعودية مجلس الأمن إلى رفض الاحتلال والعنف والاضطهاد والتحريض وإثارة الفتن التي تمارسها كل من إسرائيل وإيران، وتثير بها القلاقل في الشرق الأوسط.

أكد المندوب الدائم لوفد السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، أمام مجلس الأمن، التزام المملكة بمبادئ القانون الدولي ودعمها كل ما يمكن أن يساعد على استتباب الأمن والاستقرار والسلم لدول المنطقة.

قال المعلمي خلال جلسة "صون السلم والأمن والدوليين: التحديات التي تعترض تحقيق السلام والأمن في الشرق الأوسط"، إن المملكة تسعى دائمًا&إلى مد يد التعاون والالتزام بالحوار سبيلًا&إلى حلّ المشكلات بالطرق السلمية، إلا أنها في الوقت نفسه تؤكد على أن دعوات الحوار، ينبغي أن تكون منسجمة مع وقف التهديدات والتدخل في الشؤون الداخلية والأعمال العدائية، مثل الاعتداء على البعثات الدبلوماسية ومحاولات اغتيال الدبلوماسيين، والهجمات السيبرانية على البنى التحتية، والحملات الدعائية، وتأجيج الفتن والطائفية ودعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية ورعايتها.

&وأشار المعلمي &إلى أنه بدون وقف عملي لهذه الممارسات، فإن أي دعوة إلى الحوار لا تعدو كونها مجرد ذرّ للرماد في العيون وأداة لتحقيق أهداف التوسع والهيمنة، حسب ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقال إن الإدّعاء بأن الجذور العرقية والدينية من الأسباب الجذرية للصراعات في الشرق الأوسط، بعيدا عن الصحة، خاصة في ما يتعلق بالكيانين الأساسيين المسؤولين عن تعريض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، وهما إسرائيل وإيران".

وأكد السفير المعلمي أنه ليست بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين ثارات تاريخية، بل هي مسألة مبادئ أساسية أقرّها القانون الدولي وأقرّتها قرارات الأمم المتحدة بدءًا&من قرار التقسيم الجائر رقم 181، الذي أكد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة وانتهاء بالقرارات 242 و 338 و497 و672 و694 و1860 و2334 التي أكدت على قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وقال: "في حين أن العالم بأسره قد أقرّ بحتمية حلّ الدولتين، فإن إسرائيل مازالت تماطل في تنفيذ هذه القرارات، وتمتنع عن الاعتراف بالحقوق التاريخية الوطنية لشعب فلسطين على أرضه، بل إنها لم تنفك عن الاستفزازات المستمرة التي كان آخرها اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على حرمته في يوم عيد الأضحى المبارك، وهو اعتداء ندينه ونندد به بأشد العبارات".

الصراع المذهبي
وحول الخلاف السني الشيعي، كشف المعلمي أن الحديث عن صراع مذهبي تاريخي يكتنف المنطقة بأسرها منذ ألف عام أو يزيد، هو ببساطة ضرب من الخيال، فالشيعة في الوطن العربي عاشوا وتعايشوا مع أشقائهم من أبناء المذاهب السنية المختلفة بأمن وسلام وتعاون، والخلاف مع إيران لم يظهر إلا بعد الثورة الإيرانية التي اعتنقت المذهب الشيعي، وأولته الصدارة، بل حتى الحصرية في بعض المجالات.

أضاف أن الثورة الإيرانية لم تكتفِ بذلك، بل إنها دعت إلى تصدير الثورة إلى العالم الإسلامي، حيث ينص الدستور الإيراني على ما يلي: "يمهد الدستور الطريق لمواصلة هذه الثورة في الداخل والخارج".

واختتم &المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، كلمته قائلًا إن الاعتراف والإقرار بهذه الحقائق التاريخية هما&نقطتا&الانطلاق نحو تحقيق الأمن والسلم الدوليين في الشرق الأوسط، حيث ينبغي الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة، كما يجب الإقرار برفض العنف والاحتلال وتشريد الأسرى وتدمير المنازل، والالتزام بحق كل دول المنطقة في العيش بسلام وأمان بعيدًا&عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وبعيدًا&عن تصدير الثورة عبر الميليشيات والأتباع، مثل الحوثيين وحزب الله، وتحريضهم على أبناء أوطانهم.