هناك أحداث يتمنى كل لبناني أن يلغيها من خريطة وتاريخ البلد ومنها النظام الطائفي والإنقسام الحاصل بين الفرقاء واغتيال رفيق الحريري والشخصيات السياسية فضلًا عن الحرب الأهلية التي مر بها لبنان لفترة طويلة.

إيلاف من بيروت: ما هو الحدث الأبرز الذي يفضل السياسي أن يلغيه من أحداث لبنان، لو قدر له أن يفعل ذلك؟.

يعتبر النائب السابق خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أنه لو عاد بنا الزمن إلى الوراء كنت أتمنى لو ألغي النظام الطائفي الذي تأسس في لبنان، لأنه حتى اليوم ندفع أثمانه، وكل المشاكل في البلد ناتجة منه، ومع عدم وجود النظام الطائفي سيكون لبنان في مكان آخر، وكنا سنكون دولة مختلفة تمامًا.

أما كيف العمل اليوم على إلغاء النظام الطائفي في لبنان؟. يجيب زهرمان: "العمل على إزالته يبقى أمرًا صعبًا، لأن النظام الطائفي قد أعد بطريقة في لبنان تخدم المصالح السياسية في البلد، وهي مرتبطة به ارتباطًا وثيقًا، والطبقة السياسية في لبنان لا رغبة لها في إزالة النظام الطائفي، وهناك صعوبة في القيام بالأمر، ومنظومة الطائفية والفساد والتحكم برقاب الناس أصبحت مرتبطة ببعضها البعض، لكن في الوقت عينه علينا ألا نيأس، والمفروض أن نبدأ بخطوة ما للتأسيس والعمل على وضع مخطط لإزالة الطائفية السياسية، وهو عمل يحتاج أن نقوم به في التربية والمدارس كي نبني جيلًا جديدًا بعيدًا عن النظام الطائفي.

أضاف: من تربى على العقلية القديمة لا يمكن العمل عليه حاليًا لإزالة الطائفية السياسية، والمفروض العمل على الجيل الجديد، والهيئة الوطنية بمجرد أن تأسست في لبنان نحتاج سنوات عدة كي نلمس نتائجها على الأرض.

أما النائب السابق أمل أبو زيد، فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن ما يلغيه هو الانقسام اللبناني الذي ندفع ثمنه بشكل كبير، وكذلك تحسين الشؤون المالية والإقتصادية في لبنان.

أحداث
عن الأحداث الكثيرة التي مر بها لبنان، يلفت زهرمان إلى أن اغتيال رفيق الحريري يبقى الحدث الأبرز الذي "لو قدر لي سألغيه عن الخريطة السياسية، وهو حدث كبير، الجميع يريد أن يلغيه من المعادلة اللبنانية ككل" و"كذلك الحرب اللبنانية، إذا عاد بنا التاريخ سنطالب أن يستمر فؤاد شهاب بالرئاسة، لأنه يجب ألا ننسى أن عهده أقام مؤسسات الدولة في لبنان، وهي مؤسسات تشكل بنية لبنان الحديثة، وهي كانت في عهد فؤاد شهاب".

أما أبو زيد فيعتبر أن أهم حدث يمكن إلغاؤه هو الحرب الأهلية في لبنان، لأن الحرب كانت بداية الإنقسام اللبناني.

عن المحطات التي يجب تعزيزها في تاريخ لبنان السياسي والإقتصادي، يلفت أبو زيد إلى أنه يجب التركيز على المحطات التي لها علاقة بالوضع اللبناني، والتي لها علاقة بالمصلحة الوطنية، هذه المحطات يجب العمل عليها إنطلاقًا من حفظ المواثيق والدستور، حتى لا يشعر أي فريق بأنه مستهدف أو غير حاصل على حقوقه كاملة.

السياسة
أما لو عاد الزمن بك هل تعود وتعمل في السياسة&وتترشح كنائب عن المنطقة التي تمثلها؟

يلفت زهرمان إلى أن هذا يمكن أن يحتمل الإيجابة بالنفي وبالنعم.&فنعم، التجربة التي عشتها خلال 9 سنوات في العمل النيابي قد رسمت مسيرتي، ولا لأن شخصيتي لم تتأقلم مع الوضع، لأن طريقة التفكير بالشأن السياسي تختلف تمامًا عن طريقة تفكيري كباحث وعلمي.

أما ما هي الأمور التي يمكن تغييرها في حال العودة إلى الشأن السياسي، يؤكد زهرمان أن هناك أحلامًا كثيرة، لكن للأسف كنا نحلم بتغيير الكثير، لكن لم نحققها، نظرًا إلى الظروف السياسية في البلد، ولكن ما أحلم به هو إعادة منطقة عكار إلى خريطة الإنماء مجددًا.

يلفت أبو زيد إلى أنه لا يزال يعمل في السياسة، حتى لو لم يعد نائبًا، ويجب إعادة النظر في المرحلة التي مرينا بها في العمل النيابي، مع الجو السياسي السائد، ويجب العودة عن الأخطاء، وأن نضع نصب أعيننا مصلحة لبنان في الدرجة الأولى وتحديدًا مصلحة منطقتنا جزين.
&
&