اعتقلت أمس فصائل من المعارضة السورية، قيل إنها مدعومة من أنقرة، خمس نساء من قرية دير صوان في ريف عفرين في سوريا. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن حملة اعتقالات وسرقة وتعذيب وقتل.&

إيلاف: قال إبراهيم إبراهيم، المنسق الإعلامي لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، في تصريح لـ "إيلاف" إن حالة المداهمات والاعتقالات، لا بل والقتل والسرقة والنهب، "من قبل الكتائب "الإرهابية" التابعة لما يسمى بالجيش الوطني السوري أو الجيش الحر أصبحت سائدة في عفرين، وأجواء الهلع والرعب في كل بيت في عفرين".

قتل الإرادة الكردية&
اعتبر إبراهيم أن كل ذلك "يجري بقرار تركي إخواني رسمي، غايته قتل الإرادة الكردية والحس الكردي".

وأوضح أن ما جرى في دير صوان هو جزء من كل ما هو سائد في عفرين، حيث قُتلت أمس الجمعة فقط "المسنة حورية محمد بكر بعد قتل زوجها محي الدين أوسو أثناء عملية سطو من قبل تلك الكتائب الإرهابية على منزلهما في الأسبوع الماضي والتعدي عليها، ما سبب لها جروحًا أودت بحياتها".

بروباغندا إعلامية
لكن فاتح حسون القيادي في الجيش الحر قال لـ"إيلاف" إنه لم تذكر أي مداهمات أو اعتقالات ضمن الأجهزة الأمنية، و"هذه القرى بشكل مباشر تحت سلطة الجيش الوطني، فلا يمكن أن تدخل قوة خارجية، فكل القرى مقسمة لقطاعات".

أضاف حسون "لا يوجد فصيل اسمه (درع الفرات)، ولا فصيل اسمه (أحفاد الرسول)، ولا يوجد في (قطمة) أي تواجد لفصائل غير الجبهة الوطنية للتحرير وهيئة تحرير الشام، ولا يمكننا أن نعتبر كل حامل للسلاح ينتمي إلى فصيل عسكري، ويكون فصيله مسؤولًا عن حياته الشخصية إن كان بلطجيًا".&

واعتبر أن بعض وسائل الإعلام لا تختلف كثيرًا عن (قناة دنيا) التابعة للنظام، وذلك نقلًا عن عاملين فيها، وطريقة عملها معروفة وتندرج ضمن وسائل الإعلام الموجّهة".

وأكد حسون "ومع هذا سيتم الضرب بيد من حديد على كل خارج عن القانون، وتصاعد العمليات الأمنية المتطرفة ميدانيًا في مناطق عمل (غصن الزيتون، ودرع الفرات)". وشدد على أن الهجوم الإعلامي على الفصائل يأتي "ضمن إطار منع تواجد الفصائل في المنطقة الآمنة في شرق الفرات".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن اعتقال النساء الخمس جاء بعد مداهمة القرية في ناحية شران في ريف عفرين، من دون معرفة الأسباب، والنساء الخمس تم اقتيادهن إلى جهة مجهولة، من دون مزيد من التفاصيل.&

إلى ذلك، اختطف أحد الفصائل المدعومة من تركيا، شخصًا من سكان قرية (جقلا وسطاني) في ناحية شيه في ريف عفرين، بحسب المرصد. وأوضح المرصد أن فصيل (العمشات) طالب ذوي المختطف بدفع 10 آلاف دولار أميركي، مقابل إطلاق سراحه.

وكانت جماعة الشرطة العسكرية، المدعومة من تركيا، قد اعتقلت 22 شخصًا في الثاني من سبتمبر الجاري، في قرية (معراته) بتهمة تعاملهم مع الإدارة الذاتية السابقة، بحسب المرصد السوري.

كما تناقلت وسائل إعلام محلية، الجمعة، نبأ وفاة امرأة كردية مسنة من مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، متأثرةً بجراحها بعد تعرّضها مع زوجها المسنّ للتعذيب على يد عناصر "درع الفرات".

واتهمت المصادر مجموعة من عناصر فصيل "درع الفرات" في 25 أغسطس الفائت، باقتحام منزل المواطن محي الدين أوسو، (البالغ 78 عامًا) في قرية قطمة، حيث يسكن فيه مع زوجته حورية محمد بكر، (البالغة 74 عامًا) بغرض السطو المسلح على منزلهما.

وبحسب المصادر، فإن عناصر درع الفرات قاموا بسرقة مبالغ مادية من منزله خلال ساعات الفجر، وعندما دافع الرجل المسن عن منزله، عمدت العناصر إلى ضربه وخنقه وتكبيل زوجته، الأمر الذي أدى إلى وفاة الرجل متأثرًا باللكمات على الفور.

في حين أصيبت الزوجة بكدمات كبيرة في منطقة الوجه والصدر، ما تسبب بنزيفٍ داخلي لديها، وبعد قضائها يومًا واحدًا في المشفى، تمّت إعادتها إلى منزلها لتفارق الحياة هي الأخرى، بعد مرور 12 يومًا على مقتل زوجها.

كما وتداول ناشطون من عفرين صورًا للمواطن الكردي أصلان بيرم سينو، مشيرين إلى أنه قتل تحت التعذيب في سجون فصيل "المعتصم بالله"، بعدما تمّ اعتقاله من قبل عناصر "أحفاد الرسول".

وكانت فصائل الجيش الوطني المدعومة تركيًا سيطرت بدعم من تركيا في الثامن عشر من مارس في العام الماضي على كامل مدينة عفرين، وطردت الوحدات الكردية منها ضمن معارك أطلقتها تركيا، وحملت اسم "غصن الزيتون".

ووثقت منظمة (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) في تقرير، 80 حالة اعتقال تعسفي، على الأقل، في عفرين وريفها، على يد الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة، خلال أغسطس الماضي، وازدادت عمليات التوقيف والاعتقال التعسفي بشكل ملحوظ، خلال الشهر الماضي.