تتجه الأنظار إلى ما سيحمله المبعوث الأميركي الجديد دايفيد شينكر لبيروت، بصفته مكلّفا بمتابعة وساطة بلاده في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل خلفًا لدايفيد ساترفيلد.

إيلاف من بيروت: تتجه الأنظار إلى ما سيحمله المبعوث الأميركي الجديد دايفيد شينكر لبيروت، بصفته مكلّفا بمتابعة وساطة بلاده في ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، خلفًا لدايفيد ساترفيلد. شينكر يستهل مهمّته في محطّتها الأولى من بيروت بلقاء المسؤولين اللبنانيين، ولهذه الغاية طلب مواعيد من الرؤساء الثلاثة.

ما الذي يمكن أن يتباحثه المعنيون الأميركيون في لبنان غير موضوع النفط؟. يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف"، أن هناك موضوعات عدة تتعلق أساسًا بالوضع السوري في المنطقة ووضع اللاجئين السوريين في لبنان، وبالمسألة المتعلقة بحزب الله والعقوبات التي تزداد على الحزب بشكل واضح، والطرف اللبناني بحاجة إلى أن يتباحث مع الأميركيين ليرى ما مدى توجّه الجهات الأميركية، والتخفيف من الأعباء في المنطقة، ووضع اللجوء، وكذلك كما ذكرنا العقوبات الأميركية على حزب الله.

إسرائيل
هل تبقى تلك الزيارات الأميركية ضمانة للبنان لاستخراج نفطه من دون أي مواجهة مع إسرائيل؟.

يؤكد علوش أن معرفة ما تحاول إسرائيل من خلال اختلاقها للإشكال مع لبنان تبقى&سؤالًا قد يكون مرتبطًا بإجبار اللبنانيين على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، والمشكلة الأساسية تبقى في أن لبنان لا يستطيع بمقاومته أو قواته الخاصة أن يقوم بمواجهة في هذا الخصوص، من هنا على لبنان أن يتجه إلى الأمم المتحدة كي يحقق مسألة الحدود الدولية، التي تبقى حقوقًا مضمونة دوليًا، وعلى لبنان أن يشتغل على هذا الأساس.

سلاح حزب الله
هل يبقى موضوع سلاح حزب الله أمرًا ملحًا إلى درجة إرسال مبعوثين دوليين أميركيين إلى لبنان؟. يلفت علوش إلى أنه بالنسبة إلى الأميركيين ليس السلاح فقط ما يهمّهم، بل حزب الله كمؤسسة تابعة لإيران، وتثير القلق في المنطقة ككل، إضافة إلى أن سلاح حزب الله يبقى مشكلة داخلية وإقليمية. أما عمليًا فلا توجد سيادة في لبنان إلا مع السلاح الشرعي، فالمشكلة تبقى محلية لبنانية، ألقت بظلالها الأمنية والسياسية على الوضع اللبناني برمته بشكل سلبي جدًا على مدى السنوات الماضية، وفي الفترة الأخيرة، إضافة إلى الوضع الإقليمي، حيث أصبح حزب الله قوة إقليمية مقلقة ومؤثرة بشعوب المنطقة، مما تسببب بدمار كامل خلال السنوات الماضية.

الإتفاقية الروسية
وردًا على السؤال هل موضوع روسيا اليوم التي تسعى إلى اتفاقية عسكرية متكاملة مع لبنان، قد يؤدي إلى سعي أميركا من جهتها من خلال مبعوثيها إلى لبنان إلى تثبيت أقدامها في المنطقة بمواجهة روسيا؟.&

يؤكد علوش أن الأمر مرتبط بنوعية التفاهمات القائمة، ولبنان تاريخيًا لديه علاقة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية تتمثل أولًا في مساعدات مباشرة تقدمها أميركا إلى لبنان، وتبقى أساسية بالنسبة إلى الجيش اللبناني، إضافة إلى تدريب الكوادر والضباط، وتاريخيًا التدريب وعملية القتال أكثرهما في الجيش اللبناني مبنيان&على العقيدة الغربية، وخاصة الأميركية، لذلك لا نعلم مدى أهمية الاتفاقية العسكرية الروسية بين لبنان وروسيا، ولكن من المرجح أن يستمر الأميركيون في القول إنهم يسعون دائمًا إلى دعم لبنان.

الاشتباك الإسرائيلي&
ولدى سؤاله هل من حرب إقليمية متوقعة في المنطقة بعد الإشتباك الإسرائيلي مع حزب الله الأخير، وما دور أميركا من خلال موفديها بتجنيب لبنان والمنطقة حربا إقليمية كهذه؟.&

يشير علوش إلى أنه قد لا تريد أميركا تجنيب تلك الحرب على المنطقة، لكن المهم يبقى تخفيف حرب كهذه على لبنان، فالوضع في المنطقة مفتوح على مختلف الإحتمالات، وعمليًا إذا كانت إسرائيل ترى أن هناك خطرًا إستراتيجيًا حقيقيًا من التوغل الإيراني في المنطقة، فستقوم بما تراه في هذا الخصوص، والمشكلة الأساسية أن الحرب الإسرائيلية إن حصلت فسوف تجري في أراضي الدول المجاورة، أي بين سوريا ولبنان، وأهم أمر بالنسبة إلينا أن يكون الخطر والأذى على لبنان أقل ما يمكن.


&