هيربورا: داهم الجنود بعد منتصف الليل منزل عابد خان الذي ما زالت يداه ترتجفان جراء التعذيب، وهو واحد من حوالي عشرين شابا في منطقة واحدة بكشمير قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب على أيدي الجيش الهنديّ.&

ويقول عدد من سكان منطقة كشمير إنّ الهدف من هذه التجاوزات المزعومة خلق مناح من الخوف بعد أنّ ألغت نيودلهي الحكم الذاتي للشطر الهندي من كشمير حيث غالبية السكان من المسلمين في الخامس من أغسطس.

وقال خان البالغ 26 عاما والذي يعيش في قرية هيربورا في منطقة شوبيان إنه تعرض للسحل وتم تعصيب عينيه في 14 آب/أغسطس رفقة شقيقه الذي يعاني من صعوبات في التعلم.

وقال خان لوكالة فرانس برس "صعقوا شقيقي بالكهرباء حين أخرجونا للشارع. سمعته يصرخ بألم"، مشيرا إلى علامات في ذراعيه وساقه وأردافه.

وبعد اقتياده لمعسكر شاوغام العسكري القريب، قال خان إنّ الجنود جردوه من ملابسه تماما وربطوا قدميه ومعصميه وعلقوه على قضبان حديدية.

وأضاف أن رئيس المعسكر اتهمه بدعوة زعيم جماعة "حزب المجاهدين" رياض نايكو لحفل عرسه.

ويشهد الشطر الهندي من كشمير حركة تمرد مسلحة منذ العام 1989 ضد الحكم الهندي، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين.

وقال خان "أخبرتهم مرارا أنّ ذلك ليس صحيحا"، وتابع "ثم صعقوني بالكهرباء مجددا في أعضائي التناسلية وقال لي أحدهم +سأجعلك عاجزا جنسيا+".

وبعد إطلاق سراحه فجرا كان خان بالكاد يستطيع الوقوف، وقد قال إنّه ظل يتقيأ لعشرة أيام، ولم يتمكن من التحرك مجددا الا بعد مرور 20 يوما.&

وقال بأسى "لم اعد استطيع تناول الطعام في شكل طبيعي"، وتابع "لم اعد اذهب للغرفة التي تقيم فيها زوجتي ... من الأفضل الموت برصاصة بدلا من التعرض لهكذا تعذيب".

"مزاعم لا أساس لها "

وتقول نيودلهي إنّ الإغلاق الذي تفرضه منذ أغسطس الفائت في كشمير، حيث لا تزال خدمات الهواتف المحمولة والانترنت مقطوعة في معظم المناطق، يهدف لمنع "الإرهابيين" المدعومين من اسلام اباد من إثارة فوضى واضطرابات.

ونفى مستشار الأمن القومي الهندي أن يكون جيش بلاده ارتكب أي فظائع وهو ما قاله أيضا المتحدث باسم الجيش الهندي في كشمير الكولونيل راجيش كاليا.&

وقال لفرانس برس إنّ "جميع عمليات مكافحة الإرهاب تتم بأكثر الطرق احترافية وملاءمة للناس. مزاعم سوء المعاملة الموجهة ضد الجيش لا أساس لها على الإطلاق".

لكنّ سكان هيربورا يقولون إنهم يسمعون صرخات آتية من معسكر الجيش ليلا.

وأفاد ثلاثة قرويين فرانس برس أنهم أيضا تعرضوا للتعذيب. وإجمالا، روى نحو 24 شابا في ثلاث قرى في شوبيان قصصا مماثلة.

وقال أحد سكان شوبيان والذي يحصي عدد من تعرضوا للتعذيب إنّ "الجيش (الهندي) يختار شابين أو ثلاثة في كل قرية لترهيب الآخرين".

وأوضح أنّ الجنود يداهمون المنازل ويصادرون هويات وهواتف الشبان الصغار ويبلغوهم أن عليهم الذهاب لمعسكرات الجيش لاستعادتها.

وقال شاب يبلغ 21 عاما، رفض ذكر اسمه، إنّه ذهب لمعسكر باهنو ثلاث مرات منذ 27 آب/اغسطس وقد تعرض لانتهاكات في المرات الثلاث، وقد عرض صورا لجروحه على صحافي فرانس برس.

وقال أيضا إنّ ضابطا اتهمه بتوفير الطعام للمتمردين ثم عرض عليه مالا نظير إمداده الجيش بالمعلومات. ثم تعرض لتحقيق قاس بشأن زميل دراسة بات الآن متمردا مسلحا.

وقال الشاب "صعقوني بالكهرباء في غرفة معتمة لساعتين"، مشيرا إلى ندبات على مقدمة رأسه.

"عودوا بأسماء"

وقال عبيد خان البالغ 21 عاما والذي يعيش في قرية جوغلورا إنّه اضطر للذهاب للمعسكر نفسه لاستعادة هويته وهاتفه المحمول في 26 آب/اغسطس.

وأفاد أنّ ثمانية جنود ظلوا يضربونني بقضبان لفترة طويلة. وقبل أن يسمحوا لي بالمغادرة، طلبوا مني أن أعود باسماء من يلقون الحجارة في قريتي"، مشيرا إلى المحتجين الذي يشتبكون مع قوات الأمن.

وقال ساجد خان المسؤول المحلي في قرية بنيجورا لفرانس برس إنه شاهد قائمة تضم 1800 شخص اعتقلتهم الشرطة والجيش من منطقة شوبيان وحدها، احدى أربع مناطق في وادي كشمير الجنوبي.

وتابع "برأيي المتواضع، كل ما يمكنني قوله إنّ هذا الضغط يهدف لمنع الناس من الاحتجاج"، مشيرا إلى أنّ الأمر حقق المرجو منه.

وأشار إلى أنه "لم تقع حوادث رشق للجنود بالحجارة منذ 5 آب/أغسطس".