تسود أجواء التوتر الشديد الشارع المصري، على خلفية الدعوة التي أطلقها رجل الأعمال والممثل المقيم في الخارج محمد علي، إلى الخروج في تظاهرة مليونية اليوم الجمعة، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.

إيلاف من القاهرة: تنتشر قوات الأمن المصرية في شتى الميادين والشوارع الرئيسة. ففي ميدان التحرير، يتواجد الأمن بكثافة، سواء بالزي الرسمي أو المدني، في حالة تحفز واضحة.

ينطق المشهد نفسه على الميادين ذات الرمزية الشعبية في القاهرة، ولاسيما ميادين عبد المنعم رياض، ورمسيس، ورابعة العدوية والجيزة ونهضة مصر، حيث تتمركز الآليات العسكرية، وينتشر أفراد وقوات الأمن في زيهم الرسمي أو الزي المدني.

زادت قوات الأمن من تمركزاتها وتحصيناتها أمام الميادين والمقار الحكومية الحيوية، ومنها مبنى الإذاعة والتلفزيون، ومقر الحكومة في وسط القاهرة، والسفارات الأجنبية، ما أدى إلى خلق حالة أشبه ما تكون بالحصار الأمني. والسبب دعوة أطلقها رجل أعمال غاضب من تدخل الجيش في الاقتصاد وإنشاء قصور رئاسية، في الوقت الذي يعاني فيه المصريون من الفقر والعوز، على حد قوله.

وتزداد الحالة توترًا في &الشارع المصري، لاسيما في ظل حالة التحشيد الشديدة التي تتبناها الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين المعارضة، إضافة إلى النشطاء الغاضبين من حكم الرئيس السيسي.

أصيبت المعارضة المدنية بحالة من الغضب، بعد إلقاء القبض على مجموعة من رموزها، ومنهم الدكتور حسن نافعة، عضو اللجنة الوطنية للتغيير التي أنشأها الدكتور محمد البرادعي، إضافة إلى الدكتور حازم حسني، المتحدث باسم حملة الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري السابق، وخالد داوود، القيادي في حزب الدستور، الذي أسسه البرادعي، فضلًا عن آخرين من الشباب.

ومع استمرار حالة الاستنفار، وللمرة الأولى منذ توليه الحكم في 2014، احتشد أنصار السيسي، صباح اليوم، لاستقباله أمام مطار القاهرة، أثناء عودته من أميركا بعد المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في إشارة إلى أنه ما زال يتمتع بشعبية واسعة.

قال السيسي لأنصاره إنه "لا داعي إلى القلق" من الدعوات إلى التظاهر ضده. أضاف: "لا يمكن خداع المواطنين ولا داعي إلى القلق... مصر بلد قوي بالمصريين".

تابع بالعامية المصرية: "الوضع مش مستاهل خالص"، مشيرًا إلى أن: "الشعب المصري أصبح واعيًا جدًا (لما يحدث حوله) وما يحدث هو صورة ترسم لتزييف الواقع، فلا تستمعوا إلى ما يقولون، ولا تتعاملوا معه على أنه حقيقة، هذه صورة غير حقيقية".

وأصدرت السفارة الأميركية في القاهرة تنبيهًا، دعت فيه مواطنيها إلى الحذر. وقالت فيه: "في ظل دعوات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى التظاهر اليوم الجمعة 27 سبتمبر، نذكر مواطني الولايات المتحدة المسافرين والمقيمين (في مصر) بضرورة تجنب مناطق التظاهرات وتمركزات الشرطة".

وأوصت السفارة الأميركيين أيضًا بتوخي الحذر في حال تواجدهم بالقرب من تجمعات الناس والاحتجاجات، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية كي يكونوا على علم بتطورات الوضع.

وأعلن النائب العام المستشار حمادة الصاوي المصري، إجراء تحقيقات موسعة في وقائع التحريض على التظاهرات بالميادين والطرق العامة في عدد من المحافظات، وما تبعها من أحداث لكشف حقيقة تنظيمها والمشاركة فيها.

وذكر بيان صادر من مكتب النائب العام، أمس الخميس، أن النيابة العامة استجوبت عددًا لا يتجاوز ألف متهم من المشاركين في تلك التظاهرات في حضور محاميهم، كما بادرت بالتحفظ على تسجيلات آلات المراقبة الكائنة في نطاق أماكن تلك التظاهرات ومداخلها ومخارجها في مختلف المحافظات.

أصدرت النيابة العامة أمرًا بفحص صفحات وحسابات المتهمين على مواقع التواصل الاجتماعي. فيما ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الإنسان أن السلطات المصرية أوقفت "قرابة ألفي شخص" على خلفية الاحتجاجات، وحجبت "مواقع إنترنت سياسية وإعلامية، كما عطلت خدمات إنترنت أخرى يستخدمها المتظاهرون للتواصل".

وكانت مصر شهدت تظاهرات محدودة، الجمعة والسبت الماضيين، استجابة لدعوة رجل الأعمال والممثل المقيم في الخارج محمد علي إلى الثورة ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.