فيما وضع العراق قواته المسلحة في حال الإنذار فقد أعلنت الأمم المتحدة أن مطالب المتظاهرين مشروعة، داعية إلى حوار مباشر بينهم وبين الحكومة، بينما أعيد إغلاق المنطقة الخضراء بطلب من السفارات بداخلها، في حين ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات إلى سبعة أشخاص.&

إيلاف: قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق في بيان صحافي تلقته "إيلاف" إنه تماشيًا مع ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لتقديم المشورة والدعم إلتقت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت عددا من المتظاهرين في بغداد الليلة، حيث جددت دعوتها إلى الهدوء، وأكدت على أهمية إجراء حوار مباشر بين الناس الذين خرجوا إلى الشوارع والقيادة العراقية.

أضافت أن المتظاهرين يطالبون بإجراء إصلاحات إقتصادية وإحداث فرص عمل وتوفير خدمات عامة يمكن الإعتماد عليها والمساءلة والحكم الرشيد والمحايد ووضع حد للفساد. وشدد بلاسخارت على "هذه مطالب مشروعة وقائمة منذ أمد طويل. إن الحوار المباشر لمناقشة سبل المضي قدمًا وتحقيق نتائج فورية وملموسة يكتسي أهمية كبيرة".

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السلطات على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع الإحتجاجات وإتاحة المجال للمتظاهرين المسالمين للتعبير عن آرائهم بحرية، في إطار القانون. وقالت إن "القدرة على الحفاظ على الحق في الإحتجاج تعكس علامة على النضج السياسي والديمقراطي، وعلاوة على ذلك، فإن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى تأجيج الغضب، لذلك فإن هناك حاجة ماسّة إلى وقف التصعيد". وحذرت هينيس- بلاسخارت من تسلل جهات ذات برامج سياسية أو أجندات أخرى إلى هذه التظاهرات، مما يقوّض الهدف الرئيس للمتظاهرين.

وزير الدفاع يضع القوات المسلحة بالإنذار
من جهته، أمر وزير الدفاع نجاح الشمري بإدخال جميع القطعات العسكرية بالإنذار "للحفاظ على سيادة الدولة والمنشأة الحكومية والأهداف الحيوية".

مصاب في احتجاجات بغداد

قالت وزارة الدفاع في بيان تابعته "إيلاف" إن "الشمري وجّه جميع القطعات الأمنية بالحفاظ على سيادة الدولة والمنشأة الحكومية والأهداف الحيوية وجميع السفارات والبعثات الدبلوماسية"، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضبط النفس.

إغلاق المنطقة الخضراء بطلب من السفارات فيها
وقررت السلطات العراقية إعادة إغلاق المنطقة الخضراء في وسط بغداد التي تضم مقار الرئاسات العراقية الثلاث وعددًا من الوزارات ومجموعة من السفارات، بينها الأميركية والبريطانية، بعدما أعيد فتحها في يونيو الماضي.

وقال مصدر أمني إن هذا الإغلاق جاء بطلب من السفارات بداخل المنطقة الخضراء تخوفًا من اقتحام المتظاهرين لها، والذين يتخذون من ساحة التحرير نقطة انطلاق لتظاهراتهم، التي لا يفصلها عن المنطقة الخضراء سوى جسر الجمهورية لعبور نهر دجلة. وقد انتشرت المدرعات العسكرية وعناصر أمنيون عند المداخل والطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء.

سبعة قتلى واقتحام مطار بغداد الدولي
وقد ارتفعت حصيلة قتلى الاحتجاجات إلى سبعة، بينهم شرطي، بعد مقتل متظاهرين اثنين في جنوب البلاد. وقالت مصادر أمنية إن السلطات فرضت حظر التجول في مدن الناصرية والعمارة والحلة في جنوب البلاد وسط تجدد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

قُتل متظاهران وأصيب آخرون في محافظة ذي قار الجنوبية التي أحرق المحتجون مبنى المحافظة فيها جراء استخدام قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين.&

وقال مرصد مراقبة الإنترنت في العراق "نتبلوكس" إن الخدمة قطعت عن مناطق عدة في العراق، بينها بغداد، بينما قالت مصادر محلية إن محتجين اقتحموا مطار بغداد الدولي.

اجتماع الرئاسات الثلاث مع قادة القوى السياسية
من جهتهم، عقد الرؤساء الثلاثة برهم صالح للجمهورية وعادل عبد المهدي للحكومة ومحمد الحلبوسي للبرلمان اجتماعًا طارئًا في وقت متأخر الليلة الماضية مع قادة القوى السياسية لبحث تداعيات الاحتجاجات. &

وفيما لم تصدر السلطات بيانًا عن نتائج الاجتماع لحد الآن، فقد أحرق متظاهرون مقار لأحزاب دينية سياسية وعددًا من المقار الحكومية، من بينها مباني المحافظات.

وشهدت العاصمة بغداد ومحافظات كربلاء والنجف والبصرة وميسان وواسط وذي قار والديوانية أمس، إضافة إلى كركوك وديالى، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات احتجاج مماثلة، طالبت بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة وتوفير فرص العمل، رافقتها صدامات مع قوات مكافحة الشغب.
&