نصر المجالي: مع انطلاق معركة الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة يوم 12 ديسمبر 2019، رأى مراقبون أن زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء بوريس جونسون يواجه معركة صعبة للحفاظ على دائرته الانتخابية، أمام مرشح عمالي شاب صاعد يتحدر من أصول إيرانية.

وكان جونسون، اكتسح الانتخابات التي جرت في العام 2017 وهزم حزب العمال في دائرة أوكسبريدج وجنوب روزليب (Uxbridge and South Ruislip) الانتخابية التي تعتبر أحد&المعاقل الرئيسة للحزب اليساري المعارض للعديد من السنين.

وكان حزب العمال اختار في سبتمبر 2018، علي ميلاني كمرشح برلماني له في تلك الدائرة، التي يتمتع بها جونسون بأغلبية 5034 فقط على حزب العمال، ومثّل جونسون أوكسبريدج في مجلس العموم منذ عام 2015، عندما وقف لأول مرة للانتخابات البرلمانية، وسجل آنذاك أغلبية 10695.

ولكن هذا الرقم تراجع إلى النصف في انتخابات تيريزا ماي الكارثية لعام 2017، وقد أفقدت تلك الانتخابات حزب المحافظين أغلبيته في مجلس العموم، حيث لم يستطع تشكيل الحكومة الا بعد تحالف مع حزب الديموقراطيين الوحدويين الإيرلندي الشمالي صاحب الـ10 مقاعد في البرلمان.

سطوع نجم

وكان نجم المرشح العمالي علي ميلاني المسلم البالغ من العمر 25 عاما حين شغل فترتين كرئيس لاتحاد طلاب جامعة برونيل في غرب لندن بين عامي 2015 و2017 واصبح نائبا لرئيس اتحاد طلبة بريطانيا.

ويرى علي ميلاني نفسه كجزء من "موجة من المفكرين التقدميين الشباب حول العالم"، إلا أنه ينظر إليه على أنه يقف على يسار حزب العمال بزعامة جيرمي كوربين، وهو يشغل الآن منصب مستشار في المجلس البلدي لقرى هيثرو.

ابن طهران

وكان علي ميلاني ولد في طهران، وهاجر مع اسرته إلى المملكة المتحدة في وهو في سن الخامسة. وانخرط في النشاط السياسي وهو في سن المراهقة خلال دراسته الجامعية.

وفي أبريل 2017، تم انتخاب ميلاني نائب رئيس (اتحاد التنمية) للاتحاد الوطني للطلاب في مدينة برايتون، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في المؤتمر الوطني لاتحاد الطلبة في اجتماعه في غلاسكو في عام 2018 كنائب لرئيس اتحاد الطلبة، وبينما كان يشغل هذه المهمة تم انتخاب ميلاني أيضًا كعضو في مجلس المدينة في هيلينغدون.

ويشار إلى أنه مع احتدام المعركة الانتخابية التي لن تكون سهلة بالتأكيد لزعيم حزب المحافظين الذي يصارع على كل الجبهات لتمرير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، تسعى منظمة "مومَنتَم" (الزخم) المؤيدة لجيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني، إلى دخول التاريخ من خلال إطلاق حملة جديدة لإسقاط بوريس جونسون في الانتخابات.

وكانت تقارير قالت إن&هذه المنظمة كانت شجعت أعضاءها الذين يقدّر عددهم بـ 40 ألف شخص، على حضور نشاط كبير تقيمه في دائرة بوريس جونسون الانتخابية، التي تضم منطقتي "أوكسبريدج" و"ساوث رويسلِب"، وذلك قبيل الإعلان رسمياً عن تنصيبه زعيما جديدا لحزب المحافظين في يوليو 2019 خلفا لتيريزا ماي.

اسقاط رئيس وزراء

وكانت منظمة "مومنتم/ الزخم" ترى آنذاك أنه إذا نُصِّب جونسون زعيما لحزب المحافظين، فإنه سيكون قد فاز بأصغر أغلبية انتخابية نالها أي زعيم بريطاني آخر منذ عهد رامزي ماكدونالد عام 1924. وأكدت المنظمة أن الهدف من نشاطها هو جعل أول رئيس وزراء بريطاني يفقد مقعده البرلماني وهو في سدة السلطة.

يذكر مركز "أونوارد" للدراسات الاستراتيجية اليميني التوجه والمقرّب من حزب المحافظين، كان أصدر دراسة أوائل العام الحالي 2019، أشار فيها إلى أن نواباً محافظين، بينهم جونسون، مهددون بخسارة مقاعدهم في انتخابات عام 2022 بسبب فشل الحزب في اجتذاب ناخبين الشباب.

وفي الأخير، يشار إلى أن علي ميلاني، مرشح حزب العمال الذي سينافس جونسون في الانتخابات العامة المقبلة كان شدد على القول إن "مجتمعنا المحلي يستحق نائباً أفضل، وباعتباري من سكان دائرة "أوكسبريدج وساوث رويسلب" الانتخابية وناشطا مجتمعيا ونائبا عماليا محتملا، فإنه من دواعي فخري أن أكون جزءا من حملة تهدف إلى انتزاع المقعد البرلماني من رئيس وزراء معيّن".