باريس: يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين وحتى الأربعاء زيارة ثانية للصين، حيث سيتباهى بجودة المنتجات الفرنسية خصوصا الأغذية، وسيدشن فرعًا لمتحف بوبور الباريسي، وسيرسخ علاقاته الجيدة مع نظيره الصيني شي جيبينغ.

"ضيف شرف" في شنغهاي
في مدينة شنغهاي الاقتصادية الكبرى في الشرق التي يصلها ماكرون مساء الإثنين، يستقبله شي في معرض الواردات، وهو موعد تجاري مهم، حلت عليه فرنسا "ضيفة شرف" مع مشاركة 70 شركة فرنسية.

أعلن قصر الإليزيه "نترقب أربعين عقدا" في المجالات التقليدية في العلاقات الفرنسية-الصينية (الأغذية والسياحة والصحة الخ).

وأقر زهو جينغ من وزارة الخارجية الصينية بأن التحدي يكمن في توسيع هذه المجالات لأن "صورة فرنسا في الصين لا تتماشى اطلاقا مع الحقيقة".

يرى 90% من الصينيين أن "فرنسا بلد رومانسي" مشهور بـ"الآداب والنبيذ والأجبان" متناسين بأنها "أيضا دولة ذات قدرات صناعية كبرى ومؤسسات ناشطة في كل أنحاء العالم".

بعد الصفقة الضخمة في مارس لشراء 300 طائرة إيرباص، تأمل باريس في احراز تقدم في مشروع أورانو (أريفا سابقا) لبناء مفاعل لمعالجة الوقود النووي المستخدم. وقد "تخطى (المشروع) مراحل عدة" بحسب الإليزيه. اقيم المعرض الذي يهدف الى إظهار الصين كبلد منفتح، على خلفية حرب تجارية بين بكين وواشنطن تريد أوروبا ألا تدفع ثمنها.

متحف بوبور شرقي
والثلاثاء، يدشن ماكرون مركز بومبيدو "ويست باند ميوزيوم بروجكت" أول فرع للمتحف الباريسي الشهير خارج أوروبا. مساحة المتحف 2100 متر مربع، وستضاف هذه المؤسسة الثقافية التي ابتكرها المهندس المعماري البريطاني ديفيد شيبرفيلد، إلى "واجهة الفن" التي تمتد على طول النهر الذي يعبر شنغهاي. وستعرض في المتحف تحف فنية من بوبور الباريسي.

لهذه المناسبة سيتناول ماكرون الغداء مع فنانين صينيين يعمل بعضهم في فرنسا. وسيرافقه الممثل غيوم كانيه الذي سينتج الفيلم السينمائي لمغامرات "أستريكس" وسيلعب دورا فيه وستحتك هذه الشخصية الشهيرة بالثقافة الصينية.

اهتمام خاص من شي جيبينغ
سيمضي ماكرون ساعات مع الرئيس الصيني الذي سيلتقيه للمرة السادسة خلال ثلاث سنوات. وقال زهو جينغ ان "شي بينغ يولي اهمية كبرى لهذه الزيارة التي تشكل مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية".

سيزوران معًا الثلاثاء الجناحين الصيني والفرنسي في معرض شنغهاي، ثم سيتناولان العشاء معًا في "مكان صيني تقليدي" على غرار العشاء الذي أقيم في فرنسا في مارس في فيلا بوليو-سور-مير على الكوت دازور.

ويستقبل شي الأربعاء ضيفه في بكين لمباحثات رسمية لدفع "الأجندة الأوروبية-الصينية" حول المناخ والتنوع البيئي. وفي مارس، أكد الرئيسان في باريس تصميمهما للدفاع عن "تعددية قوية" لمواجهة قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاسية.

دعا ماكرون أوروبا إلى انتهاج سياسة واضحة حيال مشروع البنى التحتية الصينية الضخم "طرق الحرير الجديدة" الذي سيتيح للصين البحث عن النمو دوليا خصوصا في افريقيا.

التبادل "من دون محظورات"&
وسيبحث المسؤولان في الأزمات الدولية كالملف النووي الإيراني قبل أيام من الرابع من الجاري حين تنتهي المهلة التي أعطتها طهران لشركائها في الاتفاق للمساعدة على الالتفاف على العقوبات الأميركية.

وأكد الإليزيه أن ماكرون سيتطرق أيضا "من دون محظورات وسط اجواء من الاحترام والصراحة" إلى المسائل الحساسة المتعلقة بحقوق الإنسان والوضع في هونغ كونغ واقليم شينجيانغ واتهامات القرصنة المعلوماتية"...

وقال زهو جينغ "حول حقوق الإنسان ثمة حوار منتظم بين الصين وفرنسا. والمهم هو القيام بتبادل بناء والامتناع عن توجيه الانتقادات". وشدد على أن "هونغ كونغ وشينجيانغ من الشؤون الداخلية للصين". دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ماكرون "الى الوفاء بوعوده والى الدعوة إلى تحسين كبير في مجال حقوق الإنسان" في الصين.
&