بيروت: احتشد آلاف اللبنانيين في مختلف الساحات تحت عنوان "أحد الإصرار"، في وقت تتعثر محاولات تكليف شخصية لتأليف حكومة جديدة بعد أسبوعين من استقالة سعد الحريري.

ويتشبث المحتجون بمطالبهم بشأن مكافحة الفساد وتشكيل حكومة تكنوقراط مكونة من خبراء وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

وقالت ثلاثة مصادر رفيعة، الأحد إن المحادثات السياسية الرامية للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة في لبنان وصلت إلى طريق مسدودة، في حين قال "حزب الله" إنه لن يُرغم على تقديم تنازلات.

وقالت المصادر إن اجتماعاً بين رئيس الوزراء المستقيل الحريري ومسؤولين كبار من "حزب الله" وحليفه حركة "أمل" انتهى مساء السبت دون تحقيق أي انفراجة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال مصدر مطلع على موقف الحريري في المحادثات "الأزمة تتعمق"، حسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

وقال مصدر رفيع آخر، مطلع على موقف "حزب الله" وحركة "أمل": "لم يتغير شيء... حتى الآن الطريق مسدودة تماما". وقال المصدر الثالث إن الوضع لا يزال متأزما.

وقال المصدر المطلع على آراء الحريري إنه يعتقد أن حكومة مكونة من تكنوقراط وسياسيين لن تكون قادرة على تأمين المساعدة من الغرب، وأنها أيضا ستغضب المحتجين الذين يريدون أن يروا تغييرا في القيادة.

وقال المصدر المطلع على موقف "حزب الله" و"أمل" إن الحريري كرر موقفه في الاجتماع مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل وهو من حركة "أمل" والمسؤول الكبير في "حزب الله" حسين الخليل.

وفي الاجتماع طرح "حزب الله" وحركة "أمل" موقفهما القائل إن الحريري يجب أن يعود على رأس حكومة "تكنوسياسية". وقال الحريري إنه يوافق فقط على رئاسة حكومة تكنوقراط. وقال المصدر: "عملياً يريد حكومة خالية من (حزب الله)".

وقال المصدر المطلع على موقف الحريري إنه يعتقد أن هناك مسعى من "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" لضم سياسيين مرفوضين من المحتجين إلى الحكومة.

وعن التأخير في تشكيل الحكومة، قال النائب ألان عون من التيار الوطني الحر وهو الحزب الذي كان يترأسه ميشال عون قبل أن يصبح رئيسا للبلاد، "الحكومة عالقة بين هواجس حزب الله الذي يعتبر أن ما يجري حاليا يهدف إلى إخراجه من السلطة، وشروط الرئيس الحريري الذي يرفض أن يترأس أي حكومة غير حكومة تكنوقراط".