وصف الكثيرون إطلالة رئيس الجمهورية ميشال عون بأنها غير موفقة وأعادت الناس إلى الشارع وإقفال بعض الطرق، وأنها سياسيًا لم تحل مطالب المتظاهرين بحكومة تكنوقراط تنقذ البلد بعد وصوله إلى الهاوية.

بيروت: لم تكن اطلالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء أمس،&موفقة، ولم يقدم أي جديد على صعيد حل الأزمة المستجدة في لبنان، كما انه لم يحاكِ الشارع المنتفض منذ ثمانية وعشرين يومًا. بل على العكس، أدت مقابلة رئيس الجمهورية الى عودة الأمور في الشارع الى نقطة الصفر، لا سيما لناحية قطع الطرق وإشعال الدواليب، لا بل أدت المواجهات الى سقوط قتيل عند مثلث خلدة – الشويفات.

هذا على الأرض، أما في السياسة، فلم يحسم رئيس الجمهورية في المقابلة، موعد الاستشارات النيابية الملزمة، رابطًا ذلك بالحصول على أجوبة من المعنيين على النقاط الأخيرة المتبقية بعد تجاوز صعوبات كثيرة.

وهو ضرب موعدًا مبدئيًا الخميس أو الجمعة، لكنه ترك الاحتمالات مفتوحة على مزيد من التأجيل إلى حين تذليل بعض العقبات.

حول مقابلة عون، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" أن الساعات والأسابيع المقبلة قد تحمل حلاً للمسألة اللبنانية، وأصبح الجميع، بمن فيهم رئيس الجمهورية، يعون ما هي الحكومة التي ترضي الناس خصوصًا أن التظاهرات عادت وعاد معها قطع الطرق في مختلف المناطق اللبنانية.

لون واحد

عن الحديث عن حكومة سياسية من لون واحد يتم التباحث بها وهذا ما لم ينفِه&رئيس الجمهورية في حديثه أمس، يؤكد علوش إن تمت تجربة هكذا حكومة في وقت سابق وفي ظل هكذا حكومة، لن يخرج المتظاهرون من الشارع، وحكومة يكون مسيطرًا عليها حزب الله لن تنجح في لبنان، وهذا سيشكل كارثة كبرى على لبنان، لأنه عمليًا سيضع لبنان في عين العاصفة.

حكومة تكنوقراط

ولدى سؤاله هل حكومة تكنوقراط كما يطالب بها المتظاهرون تنقذ الوضع في لبنان؟ يجيب علوش إنها قد تعطي انطباعًا بتهدئة الشارع اللبناني، ولبنان على مدى 28 يومًا انتفض وينتظر المجتمع الدولي معالجة الأمور، ولبنان يجب أن يعطي الإنطباع بأن أي حكومة قادرة أن تنتشل الوضع وتريح الناس.

وحكومة تكنوقراط قد تنقذ الوضع في لبنان.

الوضع المالي

إلى أين يتجه الوضع المالي في لبنان مع استمرار إقفال المصارف؟ يجيب علوش قد يكون من حسن الحظ أن المصارف مقفلة في لبنان، وما يجري داخل المصارف يشير إلى عدم الإستقرار بالنسبة الى صرف سعر الليرة اللبنانية، وقد يكون الخيار أفضل في الإقفال، ولا يمكن أن نعرف رغم تطمينات حاكم مصرف لبنان إذا استمر الوضع على ما هو عليه إلى أين نحن ذاهبون.

الموفد الفرنسي

عن مدى أهمية الموفد الفرنسي في لبنان بحلحلة الأمور، يرى علوش أن للأمر أهمية رغم إدراك فرنسا أن التأثير الإقليمي والدولي أقل بكثير مما كان في السابق، بخاصة أن هناك ضمانات للأطراف المحلية لا يمكن أن تعطيها فرنسا مع وجود فريق في لبنان لا يزال يعارض حكومة تكنوقراط، لذلك قد نشهد بعض الخيارات للقوى الأخرى، ونحن كتيار مستقبل مقتنعون بخيار حكومة غير سياسية، مع وجوه معروفة.

ماذا عن الحديث بأن الموفد الفرنسي جاء لإنقاذ الحريري خصوصًا أن فرنسا منذ سنتين ساهمت في إعادته إلى السلطة بعدما استقال؟ يجيب علوش أن فرنسا قادرة أن تعمل لمصلحة لبنان، ولكن هل ستقنع الأطراف السياسية الأخرى؟

طرابلس

عن الحراك في طرابلس الذي أعطى صورة جميلة عنها رغم ما شهدته في السنوات الماضية حتى سميت طرابلس عروس الثورة، يؤكد علوش أن الحراك أظهر الوجه الحقيقي لطرابلس، حيث اختفى التطرف وكذلك الإحتلال السوري الذي حولها في الماضي إلى مدينة قاتمة وسوداوية.

وأعاد الحراك بحسب علوش تعريف اللبنانيين والعالم إلى الوجه الحضاري لطرابلس.

واليوم يبقى السؤال بعد عودة التحركات إلى ما كانت عليه في السابق ومقتل أحد الشبان وقطع الطرق إلى أين نتجه؟ يجيب علوش أن لبنان وصل إلى حدود العناية الفائقة وبحاجة إلى العمل، من خلال حكومة توحي بالثقة تدير الإنهيار مع إصلاحات، من خلال منحها الثقة من المواطنين أولاً.