تحدثت بعض وسائل إعلام روسية عن انتهاء دور الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه في سوريا قريبا، ولكن في المقابل امتدحت بعض الأقلام الروسية ذوق الأسد في انتقاء أطباقه خلال وجبات الطعام.

وتعليقا على هذا الموضوع قال القيادي في الجيش الحر فاتح حسون لـ&"إيلاف" يبدو أن "روسيا التي حملت على كاهلها أعباء نظام الأسد بجرائمه التي ارتكبها وشاركته بها، أصبحت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن رأس النظام بشار ما بات يصلح للاستمرار في حكم سوريا، خاصة بعد أن توضحت الصورة شبه النهائية حول مناطق السيطرة العسكرية على الأراضي السورية".

وأضاف "الولايات المتحدة وضعت يدها على ثمانين بالمئة من النفط السوري المستخرج من حقول النفط الموجودة ضمن مناطق واسعة تسيطر عليها كذلك، كما أن تركيا التي أنهت مؤخرًا حلم الانفصاليين ومكنت الجيش السوري الوطني من مناطق جديدة شرق الفرات، إضافة للمناطق التي يسيطر عليها سابقا لا يمكن أن تسمح للنظام بالسيطرة على هذه المناطق مجددًا".

لا يصلح

واعتبر حسون أن هذا "الأمر الذي يجعل دور بشار الأسد ونظامه الفاشل دورًا ثانويًا لا يصلح ليكون حتى واجهة لما تريد أن تنفذه روسيا من مشاريع في سوريا&والمنطقة، لا سيما أنه بات يسبب لروسيا مزيدا من المشاكل مع حلفائها، فتهجمه غير المسبوق دبلوماسيا على الرئيس التركي شخصيا جعل روسيا تراه أرعنَ يحتاج إلى ضبط مستمر، كما أن تحريك إيران له باتجاه تقليل النفوذ الروسي يرسخ هذه الرؤية".

لكن بالمحصلة رأى أيضًا "أن هذه التصريحات السلبية هي بمثابة هز العصا أمام النظام ليكون رئيسه أكثر انضباطًا وإذعانا لأوامرها، وفي الوقت نفسه تخدير ملايين من السوريين المتضررين، ورسالة للمجتمع الدولي أنها جاهزة للمقايضة على رأسه".

طاولة الطعام

وفي المقابل نشر موقع قناة "تسارغراد" التلفزيونية، مقالا ناقش الوجبات التي يفضلها الأسد بصفته "زعيما وطنيا محترما"، متطرقا إلى نشأته، وكيف أن "الأصول العلوية لخصم الغرب الرئيسي"، طغت على تعليمه الغربي، لتمحو في نفسه أي ميل للغرب، حتى على طاولة الطعام.

واستعرضت المقالة ما وصفته بـ"الأطباق الساخنة من دمشق"، وقائمة وجبات حفلات الاستقبال الرسمية، و"المائدة المتواضعة التي يفضلها الأسد في أجواء بيته الشرقية".

وتطرقت كاتبة المقال، داريا أوتافينا، إلى أصول الأسد "الرزينة"، مشيرة إلى أن "الأسد ولد في عائلة مختلطة من القبائل العلوية، كلبية وحدادين، وترعرع في دمشق الصارمة بعاداتها وتقاليدها".&

وفي مقالها تشير الكاتبة بتعاطف الى أن رأس النظام "كان منذ الصغر منذورا للعمل السياسي"، وذلك بحسب المواقع السورية، على عكس الحقيقة التي يعرفها الشعب السوري بأن بشار كان بعيداً أو مبعداً عن العمل السياسي والتدخل بشؤونه وذلك رغبة في أن تكون الأضواء موجهة فقط إلى شقيقه الأكبر باسل.

تاريخ غير متوقع

وتقول الكاتبة إنه قبل أن يبلغ من العمر خمس سنوات "وصل والده إلى السلطة نتيجة انقلاب عسكري، وبدأ يعد ابنه الأكبر باسل لتولي السلطة من بعده، إلا أن الأقدار شاءت أن بلقى باسل حتفه بشكل غير متوقع في حادث سيارة في العام 1994، ليضطر بشار للعودة من بريطانيا والالتحاق بالأكاديمية العسكرية، استعدادا لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس".

ومن اللافت أن المقالة بعكس بعض مقالات الآونة الأخيرة التي تقول إن دور نظامه قد انتهى فهي تتحدث بفخر عن طريقة وصوله إلى السلطة وتروج له ، وتقول الكاتبة: "ومن أجل ذلك (تنصيب بشار حاكما)، قام البرلمان السوري في العام 2000، بتغيير الدستور خصيصا من أجل بشار، وخفض الحد الأدنى لسن الترشح للرئاسة من 40 إلى 34 عامًا".

ولفتت إلى أنه رغم تعليمه الغربي، إذ ترعرع في مدرسة فرنسية-عربية، وزواجه من أسماء الأخرس، التي تحمل جنسية مزدوجة (بريطانية وسورية)، "طغت جذوره العلوية"، وتقاليد دمشق الرزينة، والنظام العسكري في البلاد و"الوطنية المتجذرة في نفسه والضرورية لزعيم أي بلد ".

وتقول أيضا "ومع ذلك، لا يمكن القول إن بشار الأسد محافظ"، موضحة أنه في حفل استقبال مع فلاديمير بوتين في العام 2015، استمتع السيد الرئيس بتناول سمك الرنجة النيء تحت الشمندر المبشور، كما أعجبته سلطة أوليفييه الروسية".

وترجح الكاتبة هنا أن الأسد رغم أن الأكلات الروسية ربما لم تكن قد أعجبته، إلا أنه أكلها "إعرابا عن احترامه للزعيم الروسي وللثقافة الروسية".