مازالت موجة جديدة من الاحتجاجات في لبنان تشل مختلف مناحي الحياة، اذا اعلن المتظاهرون الإضراب العام وأعادوا قطع الطرقات الرئيسة، ما أدى إلى شل الحركة في البلاد.

وكان خطاب&لرئيس الجمهورية، ميشال عون، اغضب المتظاهرين، وما تلاه من مقتل المتظاهر علاء أبو فخر برصاص مرافق ضابط مخابرات في الجيش اللبناني.

الاستفزاز الذي شعر به الثوار بسبب كلام عون في ندوة تلفزيونية، حاوره فيها إعلاميان تابعان لوسيلتين إعلاميتين تابعتين لحزب الله، دفعهم إلى نقل ساحات الاعتصام اليومية إلى أقرب نقطة وصلوا إليها من قصر بعبدا، مقر الرئاسة اللبنانية.

اللبنانيون الثائرون يزحفون نحو قصر الرئاسة

على أبواب بعبدا

وقطع المحتجون المدخل الجنوبي لمدينة بيروت عند نقطة خلدة، بالإطارات المشتعلة، كما أقدموا على قطع نفق نهر الكلب الذي يصل بيروت بمناطق شمال لبنان. كذلك، قطع المحتجون كل الطرق الرئيسة في مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان، وقطعوا طريق البقاع-بيروت في عدة نقاط.

من جهة أخرى، أقفلت جميع المؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات في لبنان أبوابها، في حين يواصل موظفو المصارف إضرابهم حتى إشعار آخر.

صدام بين الأمن والمتظاهرين امام قصر بعبدا

في موازاة ذلك، يشيع المحتجون اليوم في منطقة الشويفات، علاء أبو فخر، الذي قضى متأثرا بجروحه أمس الأول إثر إطلاق نار وقع خلال الاحتجاجات في منطقة خلدة.

دعوة الى فتح الطرقات

بدوره، دعا رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال ​لبنان​ مارون الخولي "ثوار لبنان الى فتح الطرقات العامة والفرعية في جميع مناطق ومدن لبنان واعتبر بأن الدعوة الى فتح الطرقات ستصدر عن معظم قيادات ​الثورة​ وذلك حرصا على السلم الاهلي خصوصا بعد الحوادث التي جرت بالامس على خلفية فتح او اقفال الطرقات".

معتبرا أنه "على الثوار التخلي عن هذه الطريقة للاحتجاج على الرغم من انه شكل من أشكال الضغط السلمي على السلطات والذي يُعد شكلاً مشروعاً للتجمع السلمي وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان الا ان هذه الطريقة في الاحتجاج بدأت تستعمل ضد الثورة واهدافها وهي اصبحت تشكل خاصرة رخوة لها تعمد ​السلطة​ على الدخول منها عبر تأليب بعض المواطنين وافتعال المشاكل الامنية وهذا ما يهدد سلمية وصورة ثورتنا ​البيضاء​".

عرض عون

وكان عون أرسل إلى المحتجين من يقول لهم إنه يرحب بوفد منهم كي يفاوضه، إلا أنهم رفضوا، وقالوا لرسول عون: "فليأتِ رئيس الجمهورية إلى الشعب"، "والشعب يطالب ولا يفاوض".

إغلاق للطرقات في بيروت

عندما يئسوا من أن يسمع رئيس الجمهورية صوت شعبه، وقرع المحتجون على حديد مسند الطريق بمحاذاة نقطة الإعتصام القريبة من القصر الجمهوري، محتجين&على التسويف الحاصل في تلبية مطلبهم الأساس: تشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين تنقذ الوضع الاقتصادي من الإنهيار، وتحارب الفساد، وتستعيد المال العام المنهوب.

الضحية الأولى

ما أجج هذا الوضع كان سقوط أول ضحية منذ اندلاع الثورة، وهو علاء أبو فخر، الذي أرداه مرافق ضابط في مخابرات الجيش اللبناني، بعدما منعه القتيل من المرور بحجة إقفال الطريق في منطقة خلدة.

رفع المحتجون صورة القتيل في كل ساحات اعتصاماتهم، ونصبوا له أنصبة وأضاؤوا له الشموع في صيدا وصور والنبطية وعكار وسعدنايل البقاعية وتقاطع الشيفروليه وجل الديب، ورسموا له جدارية في ساحة النور بطرابلس، كما قرعت أجراس الكنائس في مختلف البلدات والقرى اللبنانية تحية له.

(جدارية لعلاء أبو فخر في ساحة النور بطرابلس)

حمّل المتظاهرون عون مسؤولية سقوط أبو فخر، إذ رأوا أن تعنت رئيس الجمهورية في عدم تلبية مطالب الثوار كان السبب في اقفال غاضب للطرقات، ما أنتج الحادثة التي أودت بحياة أبو فخر.

مسلح في جل الديب

دم أبو فخر الذي سال عبّأ النفوس أكثر، ما دفع بالمتظاهرين في منطقة جل الديب إلى إقفال كل الطرقات فيها، الرئيسية والفرعية.

&

وبذريعة عدم موافقة بعض الشبان على إقفال الطرقات، شهدت جل الديب إشكالات عدة، بلغت ذروتها حين قام أحد الاشخاص بالتهجم على المتظاهرين بسلاحه، مطلقًا النار باتجاههم.&

إلا أن المتظاهرين تمكنوا من مطلق النار وسلبوه سلاحه، وحطموا سيارته.&

في هذا الاشتباك، سقط 3 جرحى، بينهم مطلق النار، الذي قالت تقارير صحفية إنه يدعى إدي الديك، وإنه ينتمي إلى التيار الوطني الحر الذي أسسه عون، ويرأسه جبران باسيل، وزير الخارجية السابق.

ألقت القوى الأمنية القبض على مطلق النار، ونقلته إلى المستشفى لعلاجه من الجروح التي أصيب بها جراء تعرضه للضرب من الثوار العزل، الذين استهدفهم بإطلاق النار. إلا أنه لم يكن وحده المسلح، إذ اشتبك المتظاهرون مع عدد من المسلحين هربوا وتحصنوا في أحد مباني جل الديب.

ومساء امس، وصلت قوة من فوج المغاوير في الجيش اللبناني وتوجهت الى المبنى لتخرج منه الشبان وسط سخط كبير المعتصمين وانتشار مكثف للجيش. وقال بهض التقارير إن هؤلاء رفعوا إشارة التيار الوطني الحر وهم خارجون بحمى الجيش.