في اليوم الرابع للاحتجاجات في اقليم الاحواز العربي الذي تحتله إيران فقد&صعدت قوات أمنها مواجهتها العنيفة ضد المتظاهرين ما ادى الى مقتل 37 شخصا بينما اضطرت السلطات الى استخدام الطائرات المروحية للتصدي للمحتجين في مدن البلاد الكبرى في ظل قطع خدمة الإنترنت. &&

فقد تحولت التظاهرات في الأحواز وعموم مناطق إيران في يومها الرابع الاثنين إلى مواجهات دامية سقط خلالها مئات المحتجين بين قتيل وجريح برصاص قوات أمن النظام الذي يصر بدوره على قرار رفع أسعار مادة البنزين ثلاثة أضعاف سعرها السابق.

وأكدت مصادر محلية أن سلطات النظام أعطت أجهزة الأمن وعلى رأسها الحرس الثوري الضوء الأخضر لقمع التظاهرات بالقوة وإن استدعى ذلك إطلاق الرصاص الحي على المحتجين كما حدث فعلاً في عدة مناطق في اقليم الاحواز جنوب غرب البلاد والعاصمة وطهران وأصفهان وشيراز وغيرها ما ادى الى سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.

وأبلغ مسؤول في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "إيلاف" نقلا عن مصادرها في داخل الاقليم أن عدد الضحايا من الأحوازيين جراء قمع سلطات النظام للاحتجاجات التي أعقبت قرار رفع أسعار البنزين قد بلغ 32 قتيلاوأكثر من 270 جريحا و نحو 2000 معتقل غالبيتهم من مدن المحمرة وخور موسى وأرجان.

وأشارت الحركة إلى ان مظاهرات الأحوازيين في عموم المدن هي الأوسع والأكبر رغم استخدام العنف المفرط من قبل الحرس الثوري وقوات الأمن واستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. وأوضحت أن وحدات خاصة من الحرس الثوري باتت تتولى مهمة حماية المنشآت الحيوية والاقتصادية والإدارات والبنوك في عدة مدن أحوازية مثل العاصمة وعبادان والمحمرة وأبوشهر ومعشور.

دفن جثامين الضحايا دون ابلاغ ذويهم خوفا

ودانت الحركة قتل المتظاهرين والاستخدام المفرط للقوة ضدهم من قبل النظام الإيراني وناشدت الدول العربية والمجتمع الدولي بضرورة حماية المتظاهرين السلميين في الأحواز وبقية مناطق الشعوب الايرانية الثائرة في جغرافيا البلاد
.
وميدانيا أفادت مصادر محلية بأن استخبارات الحرس الثوري أمرت بدفن جثامين المتظاهرين القتلى من مدينة أرجان دون معرفة ذويهم مشيرة إلى أن سلطات النظام تخشى أن يتحول تشييع هؤلاء الضحايا الى تظاهرات حاشدة ضد السلطات اذا سلمتهم لذويهم.

وبعد ليلة حافلة بالتطورات والتصعيد شهدت قطع طرقات وحرق مقار رسمية للنظام شهد حي الخالدية المعروف بكيان بارس وعدد من أحياء &الأحواز العاصمة اليوم مظاهرات حاشدة هتف المتظاهرون فيها ضد مرشد النظام علي خامنئي ومنددين بإقدام قوات الأمن على قتل المتظاهرين.

وأشارت المصادر إلى ان المتظاهرين في خور موسى وعبادان والفلاحية ومعشور والمحمرة &أحرقوا خلال التظاهرات اعلام إيران بينما واصلت قوات الأمن والحرس الثوري إطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المتظاهرين وسط أنباء عن سقوط المزيد من الضحايا.

مواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين الأكراد

وفي ميدان أزادي قرب شارع تاكستان بمدينة كرمانشاه اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين أكراد حاولوا التصدي لقنابل الغاز والرصاص الحي الذي أطلق باتجاههم بشكل عشوائي.

وفي مدينة جوانرود أفادت المصادر بأن عناصر الحرس الثوري اعتلوا مبنى المحكمة وأخذوا يطلقون الرصاص الحي نحو المتظاهرين ما ادى لوقوع قتلى وإصابات.

كما تظاهر الآلاف في حي نظام بزشكي في مدينة تبريز الآذرية بينما واصلت قوات الأمن إطلاق النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع نحو المتظاهرين ما تسبب بإصابات بالغة في صفوف المحتجين.

المئات احتشدوا في حي فرديس بمدينة كرج القريبة من طهران بينما أحرق آخرون مقرا للباسيج في المدينة مؤكدين رفضهم لنداءات السلطة بالتهدئة مقابل البحث عن حلول.

وفي العاصمة طهران أفادت مصادر محلية بأن متظاهرا قتل على يد قوات الأمن &وسط أنباء عن سعي السلطات لدفع الناس لتهدئة الأوضاع حتى تتمكن من استعادة قواها والتحضر للإجهاز على الانتفاضة بالكامل, مشيرة إلى أن النظام استقطب مرتزقة أفغان من فيلق فاطميون للمساهمة في فض الاحتجاجات بالقوة.

وفي شيراز أحرق متظاهرون غاضبون مقرات النظام والمصارف في حي عفيف آباد بينما أحرق متظاهرون في مدينة أصفهان صورة لخامنئي تعبيرا عن رغبتهم في إسقاط النظام ككل بعد ان أفرط باستخدام القوة ضدهم إثر احتجاجهم على رفع أسعار البنزين.

مروحيات النظام تواجه المحتجين

المصادر في شيراز وأصفهان أفادت بأن مروحيات تابعة للحرس الثوري عمدت إلى إطلاق النار على المتظاهرين في المدينتين.

يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه قطع خدمة الإنترنت عن كامل الجغرافية الإيرانية الأمر الذي يعيق وصول مقاطع الفيديو والمعلومات التفصيلية حول تلك الأحداث.

وبعد أربعة أيام متواصلة من الاحتجاجات التي تحولت الى مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتظاهرين طلب مرشد النظام علي خامنئي اليوم &من الناس دعم قرار الرئاسات الثلاث بشأن رفع أسعار البنزين الأمر الذي اعتبره المراقبون دليلا على عدم إدراك النظام لخطورة الأوضاع وانفصال كبار مسؤوليه عن الواقع الذي يعانيه عامة الناس.

وشهدت إيران خلال الأيام الثلاثة الماضية تنظيم احتجاجات في أكثر من ألف و80 منطقة في عموم إيران شملت المدن الكبرى ولا سيما العاصمة طهران بحسب ما أفادت وكالة "فارس" الايرانية مشيرة الى ان الأمن اعتقل حوالي ألف شخص خلال الاحتجاجات فيما أحرق متظاهرون غاضبون ما يزيد عن مئة مصرف، و50 متجرا.

وأعلنت الحكومة الإيرانية عن تعطيل المدارس في عدد من مناطق البلاد اليوم الإثنين على خلفية استمرار الاحتجاجات. وقالت وزارة التعليم والتربية الإيرانية إنها قررت تعطيل عمل جميع المدارس في محافظة أصفهان وكذلك في مدينتي شيراز وكازرون بمحافظة فارس ومدينة كرج بمحافظة البرز وبلدتي شهريار ورباط كريم في محافظة طهران.

واندلعت الاحتجاجات بعد رفع الشركة الوطنية للنفط بشكل مفاجئ أسعار البنزين بنسبة 50%، حتى حصة 60 لترا في الشهر وبنسبة 300% لمن يتجاوز هذه الحصة الشهرية التي تدعمها الدولة.