كثرت استقالات الإعلاميين خلال فترة الثورة في لبنان، وكثرت التساؤلات حول أسباب تلك الإستقالات ودوافعها، فما هي الدوافع التي أدت إلى تلك الإستقالات المهنية؟.

إيلاف من بيروت: كثرت استقالات الإعلاميين خلال فترة الثورة في لبنان، وكثرت التساؤلات حول أسباب تلك الإستقالات ودوافعها.

هذه التساؤلات طُرحت بعد استقالة الإعلامي سامي كليب لتتبعه في خطوته الإعلامية لينا زهر الدين، المؤيدة للثورة في لبنان، والتي كتبت عبر صفحتها الخاصة على فايسبوك: "انطلاقًا من اللحظات التاريخية التي نعيشها رأيت لزامًا عليّ تقديم استقالتي من قناة الميادين، متمنية لها الاستمرارية، ولشعوبنا مستقبلًا أفضل، والله ولي التوفيق".

وفيما لم توضح زهر الدين ماهية اللحظات التاريخية، كذلك لم يفعل كليب، الذي كتب على صفحته على فايسبوك قائلًا: "انسجامًا مع أفكاري وقناعاتي وضميري، استقلتُ من قناة الميادين، متمنيًا لها دوام التقدم والنجاح".

تعدّدت الروايات حول أسباب استقالة كليب، ولم يتم التأكد من صحتها، ومن بين الأسباب التي تمّ تناقلها حول هذه الخطوة، أنها جاءت اعتراضًا على طريقة تعاطي "الميادين" مع أخبار ثورة 17 أكتوبر في لبنان، وثورات العراق وإيران. تقول رواية أخرى إن كليب لم يطلع مسبقًا قناة الميادين على الحوار الذي أجراه والصحافي نقولا ناصيف مع الرئيس اللبناني ميشال عون، وأن القناة أوضحت هذا الأمر من خلال بعض مقدّمي برامجها.

كما جرى التداول أنه وبعد انتهاء المقابلة مع عون حصل نقاش بين الوزير باسيل وبين كليب، لم يخلُ من نبرة مرتفعة نتيجة انزعاج باسيل من الأسئلة المحرجة، وبحسب الرواية التي لم تتأكد صحتها فإن كليب طلب من رئيس مجلس إدارة القناة غسان بن جدو أن يقدم باسيل اعتذارًا شخصيًا عن العبارات التي تفوّه بها وإلا سيستقيل.

ويبدو أن الاستقالة جاءت نتيجة تراكمات بين كليب ورئيس مجلس إدارة القناة، ما دفع بالأول إلى ترك مهامه كمدير لقسم الأخبار والتفرّغ لتقديم برنامجه الأسبوعي.

وكان كليب قد ساهم في تأسيس المحطة الإخبارية منذ انطلاقها في العام 2012، وهو صاحب خبرة، حيث عمل في قنوات تلفزيونية وإذاعات مهمة، مثل قناة "الجزيرة"، وإذاعة "مونتي كارلو".

صادق
بدورها، أعلنت الإعلامية اللبنانية ديما صادق الاستقالة من "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، متهمة القناة باستبعادها عن الهواء لأسباب سياسية.

قالت صادق في منشور إعلان الاستقالة، عبر حساباتها على مواقع التواصل، إن "الاستبعاد" تجدد بعد أحداث "الرينغ" وحادث سرقة هاتفها.

تحدثت عن تبلغها الاعتراض من إدارة القناة على طبيعة تغريداتها، وتناولها قصر بعبدا في وقت سابق. وقد صدر بعدها بيان إيضاحي من "إل بي سي" جاء فيه: "لقد تميّزت الـ إل بي سي بنشرات أخبارها الموضوعيّة، والتي تتصف بالصدقية والدقّة في نقل الخبر، وهي تعتمد في غرفة تحرير أخبارها على مجموعة من الصحافيّين والإعلاميّين المهنيّين، من توجّهات وآراء متنوّعة ومختلفة، وذلك في انعكاس حقيقي للبنان بمختلف توجّهات أبنائه".

أضافت في بيانها أنه "لطالما حملت الشعار "كلّ الألوان"، وهذا التنوّع هو من الأسس التي ترتكز عليها&في سياساتها التحريريّة وتغطياتها الإخباريّة. وانطلاقًا من قناعاتها هذه، تشدّد على وجهات النظر المختلفة والمتعدّدة، لا بل تعتبر الأمر ضروريًا ومبدئيًا،
وهو جزء لا يتجزأ من قناعتها بقدسية حريّة التعبير وعدم تجزّئتها، وصولًا الى مساندة حق اللّبنانيّين ودعم حريّتهم بانتقاد من يريدون، بما في ذلك رئيس جمهورية لبنان، وهذا ينطبق حكمًا على الصحافيّين العاملين في صفوفها".

تابع البيان مشيرًا إلى أنّ "من ركائز مهنة الصحافة، أن يدقّق الصحافي في صحّة المعلومات التي ينشرها، ويتأكد أن تكون موثوقة، وهي تشدّد على ضرورة نسب هذه المعلومات إلى مصادر معيّنة في حال عدم تحديد المصدر، خاصّة في حال لم يكن الصحافي ناشر المعلومة موجودًا أو شاهدًا على ما ينشره. وهذا ينطبق على مهنيّة الصحافي، ليس فقط في المؤسسة الإعلاميّة حيث يعمل، إنما كذلك على حسابات مواقع التواصل الإجتماعي الخاصّة به".&

وفي عزّ الثورة التي يشهدها لبنان دعمًا للحريات وضربًا للفساد، تعتبر "إل بي سي" أنّ المبالغة في ردّ الفعل على فقدان أي شيء ماديّ غير مناسب، خاصّة مع سقوط "شهداء" للثورة.

صحيفة الأخبار
كما قدم أربعة صحافيين في جريدة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" استقالتهم، احتجاجًا على الطريقة التي تغطي الصحيفة بها الحراك الجاري في لبنان منذ ثلاثة أسابيع، وأشاروا إلى أن الصحيفة تعتمد موقفًا ناقدًا إلى حد ما للتظاهرات المطالبة بتغيير الطبقة السياسية الحاكمة.

فأعلنت الصحافية صباح أيوب، مسؤولة قسم الرأي، على حسابها في موقع "تويتر"، استقالتها، وقالت إنها جاءت "لتراكم أسباب، آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 27 اكتوبر الشعبية"، كما أعلنت الصحافية في قسم الاقتصاد فيفيان عقيقي استقالتها عبر "فايسبوك"، وذلك "لأسباب مهنية متعلقة بتغطيتها للانتفاضة الشعبية ولغيرها من الأسباب المتراكمة"، بحسب عقيقي، وكانت الصحافية جوي سليم (من القسم الثقافي) أعلنت سابقًا استقالتها للأسباب نفسها.

بدوره، كتب رئيس قسم الاقتصاد في الصحيفة محمد زبيب، على حسابه على موقع "فايسبوك": "تقدمت باستقالتي من صحيفة الأخبار في الأسبوع الماضي احتجاجًا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة وانفصامها الذي يطبع مسيرتها منذ ثماني سنوات من دون أي علاج".&


&