تبحث الشرطة الباكستانية عن ابن شقيقة رئيس الوزراء عمران خان لدوره في اعتداء على مستشفى في مدينة لاهور أسفر عن مقتل ثلاثة مرضى.

وداهمت شرطة لاهور منزل المحامي حسن نيازي، إلا أنها لم تعثر عليه. وبحسب الشرطة، فإنه ربما اختفى في مكان ما لتجنب القبض عليه.

وكان نيازي من بين مئات من المحامين اقتحموا مستشفى بالمدينة بسبب خلاف مع بعض الأطباء. واستدعيت قوات مكافحة الشغب لاستعادة النظام.

وأثارت صور المحامين وهم يعتدون على العاملين في المستشفى صدمة كبيرة وإدانات واسعة في باكستان.

مريضة على نقالة
EPA
بعض المرضى تم نقلهم من المستشفى خلال الاعتداء

وانتشرت مقاطع فيديو وصور نيازي على مواقع التواصل الاجتماعي على نحو واسع.

واعترف نيازي بالمشاركة في الحادث الذي وقع بمعهد البنجاب لأمراض القلب، قائلا في تغريدة على تويتر إنه نادم على ذلك.

ويظهر ابن أخت رئيس الوزراء بوضوح في مقطع فيديو، وهو يشارك في الضرب والاعتداء الجسدية على موظفي المستشفى، وأثناء إضرام النار في سيارة للشرطة.

وألقت الشرطة حينها القبض على نيازي، المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان، وشوهد وهو يغادر المنطقة برفقة رجال الشرطة.

لكن المفاجأة كانت أن اسم نيازي لم يكن ضمن تقرير الشرطة الذي تضمن أسماء المحامين، الذين يواجهون المحاكمة بسبب تورطهم في الحادث.

ولم تقدم السلطات تفسيراً لما حدث بعد اعتقال نيازي، إلا أن متحدثاً باسم رئيس شرطة المدينة قال إنه تم التعرف على نيازي من خلال لقطات الفيديو وهو الآن مطلوب لديها.

شرطة مشتبكة مع مجموعة محامين
AFP
اشتبكت قوات مكافحة الشغب مع المحامين الذين اقتحموا المستشفى

وقال متحدث باسم الشرطة لمراسل بي بي سي: "داهمت شرطة لاهور منزله الليلة الماضية، وصباح اليوم أيضاً لاعتقاله. لكنها لم تعثر عليه. وقد يكون مختبئاً".

وهناك كثير من التساؤلات بخصوص مصداقية هذه الرواية. ويتساءل البعض في ما إذا كان قد أطلق سراحه بسبب قرابته من رئيس الوزراء. ويطالب معارضون باعتقال نيازي على الفور.

وألقي القبض على أكثر من 80 محامياً على خلفية الحادث.

ما الذي أدى إلى الاعتداء العنيف على المستشفى؟

بدأت القصة الشهر الماضي عندما رافقت مجموعة من المحامين زميلاً لهم إلى المستشفى لمعالجة والدته، ونشب خلاف بينهم وبين الأطباء والموظفين، تطور إلى عراك عنيف بالأيدي.

لكن السبب المباشر للحادث الأخير هو مقطع فيديو نشره أحد أطباء المستشفى على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء، وسخر فيه من المحامين الشباب، الذين يظهرون وهم يشتبكون مع العاملين في المستشفى.

وعقب ذلك، اعتدى عدد من المحامين على المستشفى، وتظهر مقاطع فيديو المحامين وهم ينهبون المستشفى، ويحطمون المعدات ويعتدون الموظفين. وأدى الذعر الذي انتشر في المستشفى إلى اختباء الأطباء والمسعفين، تاركين المرضى وحدهم، ومن ضمنهم بعض الحالات الحرجة.

وقالت مصادر في المستشفى إن ثلاثة مرضى على الأقل، وهم امرأة ورجلان، توفوا، لأن الأطباء لم يتمكنوا من الوصول إليهم خلال أعمال العنف. ويعتقد أن المرأة كانت في وحدة العناية المركزة.

وقال مسؤولون إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع واحتاجت إلى أكثر من ساعتين لتتمكن من السيطرة على الموقف.