إيلاف: فيما دعت كتائب حزب الله العراقي إلى الاستعداد لردِّ قاس على القصف الأميركي لمنشآتها في غرب البلاد فقد أبلغ صالح وعبد المهدي واشنطن امتعاضهما من القصف، بينما دعت قوى عراقية موالية لإيران إلى طرد القوات الأميركية من العراق.&

وقد أكد الرئيس العراقي برهم صالح في تصريح مقتضب أن "استهداف الحشد الشعبي في القائم منافٍ للاتفاقات ومضر بالعراق وغير مقبول".&

جاء ذلك خلال اتصال أجراه القائم بالأعمال الأميركي في العراق بالرئيس صالح، وأخبره عن النوايا الأميركية بالقصف، وقد أجابه الرئيس أن هذا منافٍ لاتفاقاتنا ومضرّ بالعراق وغير مقبول، وأن "الطريق الصحيح هو دعم الحكومة العراقية للقيام بواجباتها الأمنية".

وأعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية أن عبد المهدي قد أبلغ وزير الدفاع الأميركي رفضه الشديد لقصف مواقع الحشد الشعبي. وأكد رئيس الوزراء المستقيل عبد المهدي رفضه أي عمل منفرد من قوات التحالف، مبيّنًا أن القصف انتهاك خطير يهدد أمن العراق والمنطقة، كما قال في بيان تابعته "إيلاف".

وقد وجّه عبد المهدي بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني اليوم الاثنين "لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن وسيادة العراق" بحسب مكتبه.

25 قتيلًا و51 جريحًا
وقد أعلنت قيادة الحشد الشعبي في بيان الليلة الماضية أن حصيلة القتلى والجرحى جراء القصف الأميركي الذي استهدف مواقع لقوات الحشد في قضاء القائم في غرب الأنبار بلغت 25 قتيلًا و51 جريحًا.

وتوقعت القيادة تزايد عدد القتلى، موضحة أن العديد من الجرحى في حال خطرة، وأن معاون اللواء 45 في الحشد أبو علي قد قتل في القصف.

وقد هدد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي ‏المهندس بردٍّ قاس على ‏القوات الأميركية في العراق.. وقال في تصريح مقتضب "إن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب ‏سدًا، وإن الرد على القوات الأميركية في ‏العراق سيكون قاسيًا".

تهديد بردٍّ قاس ومطالب بإخراج القوات الأميركية
وقد حشدت القوى الشيعية العراقية الموالية لإيران خلال الساعات الأخيرة من خلال تصريحات وبيانات تابعتها "إيلاف" لإدانة القصف الأميركي والدعوة إلى إخراج القوات الأميركية من العراق في أسرع وقت.&

وقالت كتائب حزب الله العراقي التي استهدفت بالقصف "نفذت غربانُ الشرّ الأميركية عدوانًا مبيتًا استهدف أبناءَنا المدافعين عن حدودنا الغربية استهتارًا بسيادة العراق وكرامةِ شعبهِ، وبعد هذه الجريمةِ النكراءَ تدعُو قيادةُ كتائبِ حزبِ الله القواتِ العسكريةَ والأمنيةَ والقواعدَ الشعبيةَ والوطنيةَ إلى الاستعدادِ لصفحةٍ جديدةٍ من صفحاتِ العزّةِ والإباءِ لطردِ العدوّ الأميركيّ الغاشم من أرضنا المقدسّة".

من جانبه طالب ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بإلزام القوات الأميركية ببنود الاتفاقات الموقعة بين البلدين.&

وشدد الائتلاف على "ضرورة إلزام جميع الوجودات العسكرية العراقية بأوامر القيادة العامة والتزامات العراق الرسمية وعدم جر العراق في أتون الصراعات الإقليمية الدولية، فأمن واستقرار العراق قيمة عليا لا يجوز التفريط بها لمصلحة أي دولة".&

أبو علي معاون ٱمر لواء 45 لكتائب حزب الله العراقي قتل في القصف الأميركي

كما دعت ميليشيا عصائب أهل الحق إلى إخراج القوات الأميركية من البلاد بكل الطرق المشروعة.. وقالت إن "إستمرار الإنتهاك الأميركي للسيادة العراقية يتطلب الوقوف بشحاعةٍ وصلابة أمام هذه التصرفات المنفلتة التي تؤكد بربرية الإدارة الأميركية وعنجهيتها واستخفافها في أمن الشعوب والسعي إلى زعزعة الإستقرار في البلدان الآمنة".

وأشارت إلى أن الوجود العسكري الأميركي صار عبئًا على الدولة العراقية ومصدرًا لتهديد واعتداء على القوات المساحة والأجهزة الأمنية "لذلك أصبح لزامًا علينا جميعًا التصدي لإخراجه بكل الطرق المشروعة قبل أن يتمادى أكثر في تهديده لأمن وإستقرار عراقنا".&

فيديو قصف الطائرات الأميركية لأهداف حزب الله العراقي العسكرية: https://twitter.com/AllBaghdadi/status/1211390568070295557

أما رئيس تيار الحكمة الوطني عمّار الحكيم فقد اعتبر القصف انتهاكًا واضحًا وسافرًا للسيادة العراقية ونقضًا للاتفاقات الأمنية المبرمة بين البلدين.

طالب الحكيم في بيان "بموقف واضح وحازم من الحكومة ومجلس النواب إزاء هذا الانتهاك والخرق الذي لم يحترم السيادة العراقية".. مؤكدًا على "ضرورة حماية قوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلب من الحكومة".

كما شدد تحالف الفتح بزعامة هادي العامري على أن "الاعتداء الأميركي سيُجابه برفض عراقي مستعد لخوض أي تحدٍّ يتعلق بكرامته وسيادته".

ودعا جميع القوى الوطنية والكتل السياسية في مجلس النواب إلى "اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بمطالبة الحكومة إخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.. هذه القوات التي أضحى وجودها خنجرًا في خاصرة الوطن".

أما تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد اعتبر القصف انتهاكًا واضحًا للسيادة العراقية وتعديًا سافرًا على الإرادة الوطنية، ولا يمكن القبول بهذا "التصرف الهمجي العدواني".

وطالب الحكومة العراقية بالدفاع عن سيادة العراق وسلامة شعبه من أي اعتداء خارجي. وقال "سيبقى هتافنا مدوّيًا، كلا كلا أميركا - كلا كلا إسرائيل".&

يشار إلى أن طائرات إف 16 الأميركية قصفت الليلة منشآت لحزب الله العراقي في غرب العراق. وأكد مسؤولون أميركيون أن قوات بلادهم نفذت 5 ضربات استهدفت منشآت تابعة للحزب.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الضربات الأميركية نفذت في الأراضي العراقية والسورية، واستهدفت 5 منشآت لكتائب حزب الله، منها مخازن أسلحة ومواقع للقيادة والسيطرة.

جاء القصف الأميركي للكتائب بعد 48 ساعة من قصفها لقاعدة "كي وان" العراقية، التي تضم عسكريين أميركيين بالقرب من مدينة كركوك الشمالية العراقية، بثلاثين صاروخًا، ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة 4 عسكريين.

من جهته أكد مساعد وزير الدفاع الأميركي جوناثان هوفمان قصف منشآت تابعة لكتائب حزب الله. وقال إنها رد على هجمات الأخيرة المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف الدولي.

وأوضح أن الأهداف الخمسة تشمل ثلاثة مواقع للكتائب في العراق، واثنين في سوريا، واستهدفت مرافق تخزين الأسلحة ومواقع القيادة والسيطرة التي تستخدمها كتائب الحزب &للتخطيط وتنفيذ الهجمات على قوات التحالف الدولي.&

أكد هوفمان أن الكتائب لديها علاقات قوية مع قوة القدس الإيرانية، وتلقت مرارًا وتكرارًا مساعدات فتاكة وغيرها من الدعم من إيران التي استخدمتها لمهاجمة قوات التحالف في العراق.
&

&
&&