إيلاف من الرياض: التقى نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الاثنين، في البيت الأبيض ووزيرا الخارجية والدفاع الأميركي مايك بومبيو ومارك إسبر بواشنطن.

جرى خلال اللقاء استعراض تطورات الأحداث في المنطقة والتحديات المشتركة، وبحثوا ما يمكن عمله للحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار

كما التقى اليوم الأمير خالد بن سلمان بوزير الدفاع البريطاني "بن والاس" جرى خلال اللقاء بحث الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وفي المجالات الدفاعية.

وتأتي زيارة نائب وزير الدفاع السعودي في خضم التصعيد العسكري في المنطقة، ضمن هذا السياق تحدث إلى "إيلاف" عددًا من المختصين.

منطقة ملتهبة

الدكتور أحمد الفراج، الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية يقول لـ"إيلاف": "لا شك أن منطقة الشرق الأوسط ملتهبه خاصة بعد العملية الأميركية العسكرية في العراق التي أودت بحياة قاسم سليماني قائد فيلق القدس وابو مهدي المهندس ومن معهم والجميع قلق من تداعيات هذه الحادثة".

أحمد الفراج

واضاف الفراج: "قلناها سابقاً ونكررها موقف المملكة صريح وواضح أنها ترغب في التهدئة حتى قبل هذه الحادثة، ودائما موقفها الرسمي الدعوة للأمن والسلام وأعلنت مراراً أنها لا ترغب في حرب مع إيران".

وتابع: "الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع في زيارته يحمل رسالة المملكة، وهي تأتي في إطار طلب التهدئة وإبلاغ الجانبين الأميركي والبريطاني أن المملكة لا ترغب في التصعيد على الرغم من الخصومة بين الرياض و طهران".

ومضى قائلا: "إلى أن سياسة المملكة هي الجنوح للسلام، والمملكة قالتها مراراً أنها لا ترغب في حرب مع إيران، واعتقد انها هذي الرسالة التي يرغب الأمير خالد بن سلمان في إيصالها للجانب الأميركي والبريطاني وإخبارهم في رغبة المملكة بعدم التصعيد بشكل أكبر ما لم تتهور إيران وتنفذ أعمال عدائية أخرى".

علاقة جيدة

كما يرى الدكتور عقل الباهلي، الناشط في حقوق الإنسان والإعلام السياسي أن اختيار الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع من قبل الحكومة يأتي لبذل الجهود لتخفيف التوتر الدولي بسبب حادث تصفية قاسم سليماني بين أميركا وإيران وتكليفة بزيارة أميركا كطرف رئيسي في الأزمة وبريطانيا كطرف إيجابي ساهم في توازن الأزمة.

الدكتور عقل الباهلي

ومضى قائلاً: "وربما يوظف الأمير خالد علاقاته الإيجابية مع الرئيس ترمب ومؤسسات الحكم داخل النظام الأميركي التي إكتسبها خلال عمله سفيراً للمملكة في واشنطن، خاصة أن أميركا في هذه الأزمة ليس لها مطالب عدا أن لا ترتكب إيران عملاً يؤدي الى قتل الأميركان".

وتابع: من جهة أخرى ما يخص بريطانيا فهي الجانب الأقرب الى الحياد في الأزمة، وعلاقاتها تسمح بجهد جاد مع إيران لإقناعها بمزيد من العقلانية وتوضيح مخاطر قيامها بأي مغامرات غير محسوبة العواقب.

الابتعاد عن الهدم والخراب

من جهته، قال الدكتور إبراهيم النحاس كاتب ومحلل سياسي لـ"إيلاف": إن "دعم الأمن والسلم والاستقرار سياسة تبنتها المملكة منذ عهد التأسيس وما زالت تعمل عليها إيماناً منها بأهمية البناء الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية والابتعاد عن الهدم والخراب الذي حذر منه ديننا الإسلامي العظيم".

واضاف: "من هذه المنطلقات الأساسية تأتي زيارة سمو نائب وزير الدفاع في المملكة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان إلى أميركا وبريطانيا في هذا التوقيت الذي يشهد تصعيداً سياسياً وأمنياً وعسكرياً واعلامياً، بعد اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس الإيراني" قاسم سليماني الذي تعتبره أميركا أحد أهم الارهابين الذين يستهدفون أمنها ومصالحها".

وتاب: "في حين ترى المملكة أن سياسة التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران قد تقود إلى نتائج غير محمودة يكون ضحيتها في المقام الأول شعوب الدول العربية التي تتواجد على أراضيها المليشيات الإيرانية الطائفية والعنصرية كما في العراق وسورية ولبنان واليمن".

حل دبلوماسي

واضاف النحاس: "ومن الممكن أن تؤدي إلى ظهور جماعات وتنظيمات إرهابية ومتطرفة في أماكن جديدة في المنطقة. كذلك ترى المملكة، التي لا تتفق إطلاقاً مع سياسة النظام الإيراني القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والداعمة للتنظيمات والمليشيات الإرهابية في المنطقة، أن حل هذه المسائل يجب أن يكون بالطرق السياسية والدبلوماسية والحوار والمفاوضات وليس عن طريق التصعيد والعسكري.

واكمل حديثه: "وفي اعتقادي بأن هذه الزيارات الرسمية التي يقوم بها نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لكلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا ستساهم بشكل كبير في تخفيف حدة التصعيد الأمني والعسكري في المنطقة لأعتبارات مهمة".

ومضى قائلا: "وما يتمتع به نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان من خبرة سياسية ودبلوماسية وتجربة ثرية في المجالات الأمنية والعسكرية".

واختتم حديثه بالقول: "فحتماً سيكون لزياراته الرسمية لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا نتائج غاية في الإيجابية وستكون أثارها بناءة وفي صالح تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وستساهم في تخفيف حدة التوتر السياسي والأمني والعسكري الذي تشهده في هذا التوقيت الحساس".