يعتبر البعض أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسوريا تهدف إلى تأكيد خضوع سيادة وسلطة النظام السوري إلى روسيا بشكل كامل بما في ذلك تجاوز أي تأثير لنفوذ إيران عليه.

إيلاف من بيروت: قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، بزيارة غير معلنة إلى العاصمة السورية هي الثانية له منذ زيارته قاعدة حميميم العسكرية في أواخر 2017، والأولى إلى دمشق منذ تسع سنوات.

يعتبر البعض أن الزيارة تهدف إلى تأكيد خضوع سيادة وسلطة النظام السوري إلى روسيا بشكل كامل، بما في ذلك تجاوز أي تأثير لنفوذ إيران عليه، لذلك افتقدت الزيارة كسابقتها إلى كلّ الإجراءات والأعراف البروتوكولية في التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد.

يؤكد المحلل السياسي إدوار خليفة في حديثه لـ"إيلاف" أنه "في الواقع، تبعث الزيارة بكل ما فيها من توقيت ومكان الاجتماع الذي عقد في مقرّ القوات العسكرية الروسيّة وطريقة مغادرة الرئيس من مطار دمشق الدولي المدني، رغم أنه جاء من مطار عسكري، تبعث جملة من الرسائل، وهي: "أنّ الملف السوري يقع في مقدّمة سلّم أولويات السياسة الخارجية الروسية، باعتبار الزيارة هي الأولى للرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020".

كذلك فإنّ نفوذ روسيا في سوريا لا يقتصر على بعض الأجهزة والقطاعات والمساحات، إنّما يشمل كامل المؤسسات والقطّاعات والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، بما فيها تلك التي تحظى بنفوذ إيراني كبير، مثل العاصمة دمشق.

أيضًا إنّ روسيا قادرة على أداء دور بارز في مبادرات فرض السلام الإقليمي انطلاقًا من سوريا، بما يحول دون تحويلها ساحة تصفية حسابات بين إيران وإسرائيل والولايات المتّحدة.

كذلك التأكيد على الرؤية الروسية باستعادة النظام السوري السيطرة على كامل المظاهر السيادية في البلاد، وغالبًا ما تشير خارطة محافظة إدلب التي كانت خلال اجتماع بوتين والأسد، إلى عدم التخلي عن الطرق الدوليّة والمعابر الحدودية باعتبارها أبرز المظاهر السيادية التي لا تزال خارج سلطة النظام، على أن يتم نقاش هذه الرؤية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء مدينة إسطنبول".

لاعب أساس
عن موقع روسيا كلاعب أساس في الشرق الأوسط في القضايا اللبنانية عمومًا، والسورية خصوصًا، يؤكد النائب السابق خالد زهرمان لـ"إيلاف" أنه في الموضوع السوري تبقى روسيا موجودة بقوة، وأصبحت قوة فاعلة ومؤثرة في هذا الملف، وتحاول أميركا التوصل إلى تسويات مع روسيا في الملف السوري، والملف اللبناني يتأثر بالأزمة السورية، من هذا المنطلق روسيا لديها دورها الفاعل في محاولة تحصين لبنان، والوصول إلى حلول في الملف اللبناني، ولديها حلفاء على مستوى سوريا، من هنا دورها فاعل من أجل التوصل إلى حلول في المنطقة.

العلاقات مع روسيا
ردًا على سؤال ما مدى أهمية تحسين العلاقات اللبنانية الروسية، وكيف تدفع الزيارات اللبنانية إلى روسيا في هذا الإتجاه؟.

يلفت زهرمان إلى أننا كبلد صغير نحتاج تحسين علاقاتنا مع الجميع، خاصة مع الدول التي تبدي استعدادها لمساعدة لبنان، من هذا المنطلق، المفروض أن تكون علاقاتنا جيدة مع الولايات المتحدة الأميركية ومع روسيا، لأن هذه الأخيرة لديها دور فاعل في المجتمع الدولي، وفي الأوضاع التي نعيشها نحتاج مساعدة المجتمع الدولي لمعالجة الأزمات الكبيرة التي تشكل تهديدًا على مستوى الكيان اللبناني، خاصة موضوع النازحين السوريين في لبنان. من هنا يجب أن تكون علاقتنا جيدة جدًا مع روسيا كي تقف إلى جانبنا في هذا الملف.