طرح في التداول العام في شؤون وشجون لبنان والمنطقة أن الوضع ما بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني لن يكون كما قبله، فكيف تتأثر المنطقة ولبنان تحديدًا بعد مقتل سليماني؟.

إيلاف من بيروت: في هذا الصدد، يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك لـ"إيلاف" أنه "حتى لا نضيع في متاهات شعارات المرحلة الراهنة يجب التأكيد على ما هو ثابت وما هو متحرك في رمال لبنان والمنطقة.

يضيف: "تحت عنوان الثوابت يجب التأكيد على أهمية الدور الذي كان يضطلع به رئيس "فيلق القدس" في ما تخطى حدود الجغرافيا الإيرانية بكثير، وهو الذي قال: "إن إيران تسيطر على سياسات أربع دول عربية من العراق إلى سوريا، إلى لبنان حتى اليمن". وكذلك هو الذي قال: "إن نهج "خط الممانعة" يسيطر على ما يزيد على 70 نائبًا في المجلس النيابي اللبناني".

ويرى مالك "أن المشهد كان لافتًا عندما كان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامئني يترأس الصلاة لراحة نفس سليماني عندما انهمرت دموع المرشد تأثرًا، ولعل الدموع تعكس أهمية سليماني من الزاوية الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة كما عدّد علي خامئني سلسلة إنجازات اللواءَ سليماني في عدد من دول المنطقة".

في هذا السياق يمكن إدراج اغتيال اللواء سليماني تحت بند "الكباش" القائم في المنطقة بين "محور الممانعة" و"محور الشر"، وفي الطليعة الولايات المتحدة الأميركية.

لبنان
أما على الصعيد اللبناني، فيقول مالك إن "تأليف الحكومة الجديدة أصبح بعد غياب قاسم سليماني "أكثر تعقيدًا أو صعوبة من ذي قبل".

ويتساءل "هل يحتاج لبنان عاملًا سلبيًا جديدا يضاف إلى سلسلة التعقيدات بتأليف حكومة الدكتور حسان دياب؟".

ويلفت مالك إلى أنه على صعيد التأليف الحكومي جرت بعض المحاولات في الأيام الأخيرة من جانب الرئيس المكلف لكن لم يكتب النجاح لهذه المساعي، لذا فهو ماضٍ لتذليل المزيد من العقبات الظاهرة على طريق التشكيل.

الوزراء الجدد
ويضيف: "جرى التركيز على آلية اختيار الوزراء الجدّد، فالانطباع الذي تكون منذ تكليف الدكتور حسان دياب أنه سيكون مطلق الصلاحية في عملية اختيار أعضاء حكومته العتيدة، لكن تغيير العادات في تأليف الحكومات هو عملية صعبة على ما يبدو، وفي ضوء المستجدات الإقليمية تغيرت الطروحات وتبدلت المعطيات من حيث تطعيم الحكومة الجديدة ببعض العناصر السياسية نظرًا إلى حساسية الوضع الناشئ على صعيد دول المنطقة".

بهذا المعطى عادت عملية التشكيل الحكومي إلى المربع الأول من حيث الرضوخ إلى مطالب زعماء الكتل النيابية في عملية اختيار من يمثلهم في التركيبة الجديدة.

والسؤال الذي يطرح: ما الفارق بين الاختيار بين الإصالة والوكالة؟.

لقد حدّد دياب مهلة ما بين 4 إلى 6 أسابيع لإنجاز المهمة، فهل مازالت عزيمة الرئيس المكلف تتمتع بنفس زخم التأليف؟ أم إنه يغلب على أمره لاحقًا ويتم إحراجه لإخراجه؟.

ويلفت مالك إلى أنه "مع التقدير لأهمية الأشخاص، واللواء قاسم سليماني تحديدًا فهل يعقل ان يكون مصير وطن بكامله مرتبطًا بشخص أو حتى بأكثر من شخص؟ واستطرادًا هل يكون لبنان ضحية المواجهة بين محور "الممانعة" و"محور الشر"؟ يؤكد مالك أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة عنوانها: بداية معركة خروج أو إخراج الوجود الأميركي في الدول التي تستضيف مثل هذا الوجود.
وتبقى معركة الوسائل التي ستستخدم من جانب الدول المعارضة للوجود الأميركي القائم في عدد من الدول العربية.