أسامة مهدي: سخر العراقيون من دعوة وجهها الصدر لهم عبر تويتر من إيران للخروج بمليونية ضد الوجود العسكري الأميركي قائلين باللغة المحلية "شلون تريد نصدكك وانت تغرد من طهران" فيما حذر مرجع شيعي مما وصفها بلعبة الصدر القذرة بينما عبر متظاهرو الاحتجاجات عن ريبتهم من مشاركة المليشيات المتهمة بقتلهم بهذه المليونية.

ورد العراقيون اليوم على دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لهم من إيران امس للخروج بمليونية ضد من قال إنهم الغزاة .. موجهين له سؤالا باللهجة المحلية قائلين "شلون تريد نصدكك وانت تغرد من طهران؟" أي "كيف تريد ان نصدقك وأنت تغرد من طهران"؟ حيث حذر المرجع الشيعي حسن الموسوي مما وصفه بلعبة الصدر القذرة.

وقال في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف".."ايها الشعب العراقي العظيم .. ان الذي يدعوكم لتظاهرة مليونية من اجل اخراج الأميركيين كأنه يريد أن يلعب لعبة قذرة معروفة لغرض اجهاض الثورة.. 16 سنة لم تدعو الى ذلك فلماذا في هذا الوقت؟ .. انتبهوا جيدا ودعوا المجتمع الدولي يقف معكم .. انتم اليوم اصحاب القرار .. نصركم الله".

وكان الموسوي قد ظهر مع احداث التظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد والمحافظات ذات الغالبية الشيعية موجهة انتقادات لاذعة الى المرجعية الشيعية العليا في النجف والمرشد الاعلى الإيراني في إيران علي خامنئي محملا اياهم مسؤولية ما يجري في العراق.

ومتظاهرو التحرير يعبرون عن ريبتهم

ومن جهتهم، رد متظاهرو ساحة التحرير على دعوة الصدر التي اعلن قادة المليشيات الشيعية الموالية لإيران دعمهم وتأييدهم لها ومشاركتهم فيها .. حيث قال المتظاهرون في بيان مقتضب حصلت "إيلاف" على نصه "إن العراق محتل منذ عام 2003 من قبل أميركا ومن ثم إيران فلماذا كنتم مكتوفي الايدي بل ان اياديكم كانت مشغولة بسرقة اموال الفقراء، والان استيقظتم من نومتكم العميقة، بعدما ايقنتم ان مصالحكم ومناصبكم في خطر لكننا لن نسمح لكم اليوم بقتل وطننا".

كما قابل ناشطو شبكات التواصل الاجتماعي دعوة الصدر بالرفض والسخرية، وقال معن الجيزاني أنصح #مقتدى_الصدر ان يقود بنفسه التظاهرات المليونية التي دعا اليها ويعتصم أمام السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء!

متظاهرو الاحتجاجات يرفضون التىمر الخارجي على مطالبهم

اما محمد الناصري فقد علق قائلا "نحن لسنا ضد من يتظاهر على أميركا ولكن ننهي الأحزاب أولا وبعدها سيكون هناك إجماع وطني بعيد عن التدخلات الخارجية وبعيد عن أحزاب الفساد التي تلطخت اياديها بدماء أبناء الشعب العراقي.. سنخرج كل القوات الأجنبية من العراق ولا سيادة سوى سيادة العراقي على بلده وللعلم أن من أتى بأميركا واتفق معها إتفاقيات امنية وسرية هم الأحزاب انفسهم الذين يطالبون اليوم بمحاربة أميركا وهم من اعتقل أبناء التيار الصدري وعذبهم في غرف مظلمة وما زال الكثير منهم لهذه اللحظة في سجون أحزاب السلطة، وهم من وجهوا بنادق غدره الى ظهور المقاومين آنذاك وكل من اشترك في معركة النجف الاشرف يتذكر قناصات بدر وباقي الأحزاب فوق سطوح البنايات كيف تضرب المقاومين من الخلف .. ولكن العاقل لا يلدغ من نفس الجحر مرتين ولا يعثر بنفس الحجر مرتين".

مليونية الصدر إيرانية بامتياز!

وحذر الناشط هادي المنذري قائلا "أيها الأحرار مظاهرات مقتدى إيرانية بإمتياز، المطلوب اولاً هو خروج إيران من العراق بعدين إميركا، إيران بره بره بغداد تبقى حرة.. أشلون انصدگك وانته تغرد من إيران..".. فيما قال وادي "كمحتج، لا استبعد أن تكون هذه الدعوة لتخفيف الضغط على الطبقة السياسية".. معبرا عن الخشية من "دخول الميليشيات الموالية لإيران لأن لنا معهم تاريخًا لا يسر من العنف والتعرض للتظاهرات" بينما دعا نشطاء آخرون الى إبعاد مكان مليونية الصدر عن ساحات الاحتجاج التي يتواجد فيها المعتصمون منذ الاول من تشرين الثاني نوفمبر الماضي لأن المطالب مختلفة .. كما اوضحوا ان نزول عناصر المليشيات إلى ساحات التظاهر سيشكل خطرا كبيرا لان بعض الفصائل المسلحة متهمة بتنفيذ جرائم قتل واختطاف ضدهم معبرين عن خشيتهم وريبتهم من هذه التظاهرة .

وكان الصدر قد اطلق امس أطلق من مدينة قم الإيرانية التي يقيم فيها منذ اسابيع دعوة الى العراقيين عبر تويتر للخروج بمليونية سلمية موحدة ضدد الوجود الأميركي في البلاد قائلا إن "سماء العراق وارضه تنتهك من قبل القوات الغازية". ووجه نداء الى العراقيين قائلا "فإلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات هبوا يا جند الله وجند الوطن الى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وانتهاكاته".

الصدر رهينة الإيرانيين

وعلى الفور اعلنت مختلف الفصائل الشيعية المؤيدة لإيران دعمها لدعوة الصدر الى المليونية التي لم يحدد موعدها بعد وطالبت العراقيين بمختلف مكوناتهم بالمشاركة فيها.

وقد لاحظت "إيلاف" أن دعوة الصدر هذه قد تجاهلت الوجود والهيمنة الإيرانية الطاغية على العراق الذي يتظاهر ابناؤه منذ شهرين ضد هذا الوجود، حيث يبدو ان الصدر قد اصبح رهينة الإيرانيين وسياساتهم تجاه العراق من خلال وجوده في مدينة قم على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وأزمته السياسية المستعصية.

وكان الصدر قد اجتمع في مدينة قم الاثنين الماضي مع عدد من قادة الفصائل العراقية الشيعية المسلحة التابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران، ومن بينهم زعيم كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي والقيادي في الحشد الشعبي أبو زينب اللامي حيث تم بحث خطط هذه الفصائل لتصعيد مواجهتها للقوات الأميركية على الاراضي العراقية والبالغ عدد افرادها حوالي 6500 عسكري بين مستشار ومدرب.

وكانت القوات الأميركية قد قتلت في الثالث من الشهر الحالي قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية قرب مطار بغداد . واثر ذلك صوت البرلمان العراقي في الخامس من الشهر نفسه على قرار يدعو الحكومة إلى إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد بحضور النواب الشيعة وغياب النواب السنة والاكراد.

وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على العراق إذا طالب برحيل قوات بلاده بطريقة غير ودية.