تبقى بعض المآخذ على الحكومة اللبنانية الجديدة بسبب قرارها غير المستقل، بانتظار البيان الوزاري الذي يجب أن يتضمن وقف الهدر ومزاريب الفساد في لبنان.

بيروت: ماذا عن البيان الوزاري للحكومة الجديدة، وما هي أهم المواضيع التي سيتضمنها؟

يقول المحلل السياسي إدغار حبيب لـ"إيلاف" إن أبرز البنود يجب أن تتضمن أولاً وقف الهدر العام، وكذلك تعزيز شبكة الأمان الإجتماعي، لأن الفقير هو الضحية الأولى للأزمة الإقتصادية، وثالثًا وقف مزاريب الهدر والفساد، ورابعًا إعداد قانون عادل للانتخابات النيابية لفرز قيادات جديدة وسلطة جديدة.

غير تابعين

ويلفت حبيب إلى أنه كان المطلوب بأن تتشكل الحكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين وغير تابعين، لكي تتم صياغة البيان الوزاري على مستوى طموحات الشعب اللبناني الثائر، وفي كل الحكومات السابقة كنّا نجد وزراء نزيهين، وأكفاء لكنهم لم يستطيعوا القيام بأي شيء لأن الطريقة التي أتوا من خلالها وأحزاب السلطة التي ينتمون إليها كانت مسيسة، يبقى الأهم أن يكون الوزير سيد أمره، وما شاهدناه في التكليف أن الوزراء جميعهم ليسوا أسياد أنفسهم.

أمثلة

ويعطي حبيب مثلاً عن الوزير عماد حب الله أنه ليس مستقلاً، وقد أعلن بنفسه أنه تابع لحركة أمل، وأيضًا الوزير ميشال نجار، وهو ليس من حزب المردة وهو كفوء ونظيف الكف، وكان نائبًا لرئيس جامعة البلمند، ورغم ذلك شاهدناه كيف تحدث فقط عن الكورة، ويجب أن ننتهي من المناطقية والمحاصصة والطائفية، وأيضًا تشكر الوزير فرنجية، لكن نسي أن يقول بما أنني وزير فأنا لكل لبنان.

وكيف يمكن أن ننتظر بيانًا وزاريًا من وزراء بمعظمهم ليسوا أسياد أنفسهم.

الثورة

وردًا على سؤال بأن الشارع يبقى غير راض عن تلك الحكومة، وهو يستطيع أن يسقط الحكومة كما في الحكومة السابقة، رغم ذلك هناك رضا الخارج، وحتى الساعة الأمين العام للأمم المتحدة رحب بتشكيل حكومة وسندات لبنان للدولار ارتفعت بعد تشكيل الحكومة، ومع رضا الخارج بالحكومة هل تكون الثورة في لبنان قد اجهضت؟ يلفت حبيب أن الثورة لم تتكل على الدعم الخارجي، وإحدى مطالبها التخلص من الدعم الخارجي والاتكال على أنفسنا.

ومع وحدتنا نتعامل مع الخارج ومساعداته، ويكون لدينا أفضل العلاقات مع أميركا وأوروبا وإيران ومع سوريا والسعودية وهذا لا يحصل إلا من خلال اتحادنا.
والثورة تطلب أن نصبح لبنانيين، ولا نتكل على الخارج ودعمه السياسي.

ويجب أن نعرف بحسب حبيب، أن الدول ودبلوماسييها لا يستطيعون سوى التعامل مع الشرعية والأمر الواقع، وهو أمر طبيعي أن يرحب الخارج بتشكيل الحكومة الذي يبقى أفضل من الفراغ، أما اللون الواحد للحكومة ليس فقط من خلال 14 و 8 آذار، إنما نريد حكومة مستقلة لبنانية من لون واحد مستقل، لأن ما يعيدنا إلى 8 و14 آذار إنما يفرق اللبنانيين، وما شهدناه في المحاصصة في الحكومة أن 8 آذار انقسمت إلى فريقين، مما أدى إلى ولادة تلك الحكومة بعد انقسام فريق 8 آذار حولها، والدول لا تملك صداقات إنما فقط مصالح، وعندما تنتهي المصالح تحصل الانقسامات، وشاهدنا كيف انقسم خط الممانعة في تلك الحكومة.

من هنا الدعم الخارجي والنظر دائمًا إليه ليس سليمًا، يجب أن نلم الشمل، والثورة وحدت اللبنانيين وفي أمل أن تصل الثورة لمطالبها من خلال حكومة مستقلين حينها نكون للمرة الأولى نشهد نهاية الحرب في لبنان، ويمكن حينها أن نشهد على بيان وزاري يتضمن كل الأمور الذي تم ذكرها.