إيلاف من القاهرة: أعلن الممثل ورجل الأعمال المصري، محمد علي، اعتزال العمل السياسي وعودته للفن والأعمال، بعد فشل دعوته للتظاهر في الذكرى التاسعة لثورة 25 يناير.

وقرر رجل الأعمال المصري المعارض، محمد علي، المقيم في أسبانيا، إيقاف نشاطه السياسي، ووجه اعتذاره إلى الشعب المصري.

وقال محمد علي، في فيديو عبر حسابه على فيسبوك، مساء أمس السبت، إن "اليوم كان فاصلا بالنسبة لي"، متابعًا: أنا أظهرت فساده ورأيتم ماذا يفعل وكيف يعتقل الناس (يقصد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي)، لم يعد هناك ما يمكن إيضاحه. أي كلام سأقوله بعد ذلك سيكون مجرد هذيان، ولن أقدم لكم حلقات حول الفساد أو ما يفعله السيسي فذلك ليس عملي"

وأضاف أنّه دعا المصريين للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير، قائلا: "حددت يومًا لأن هذا الأمر ولإعادة كرامتنا لنا، قد تكون رؤيتي أو وجهة نظري خطأ، وأنا قلت إنها مباراة بيني وبين السيسي، ومن يحسمها هو الشعب".

وأقر الممثل الذي ظهر في شهر سبتمبر الماضي، كاشفًا ما قال عنه إنه فساد للرئيس السيسي والمؤسسة العسكرية، بعدم تجاوب المصريين مع دعواته للاحتجاج، مؤكدا أن الحراك في الشارع كان هو العامل الحاسم بينه وبين السيسي.

وقال إن "الأغلبية هي من تحكم، قد يكون كلامي خطأ وقد تكون وجهة نظره سليمة". وأضاف: "أعتذر جداً للشعب المصري، الإجابة ظهرت اليوم، وارد جدا أكون غلطان".

وأشار إلى أنّ عدم خروج مظاهرات "يعني إما موافقة من الشعب المصري على هذا النظام، أو أن الشعب خائف، وهو مبرر لا أحب أن أسمعه"، معتبرا أن "الخوف أسوأ من الموافقة".

واختتم علي الفيديو بإعلانه أنه سيغلق صفحته على فيسبوك، قائلا: "سأعود إلى عملي في البيزنس والتمثيل، ولن أتحدث مجددا حول السياسة أو الوطن، أنتم أكثر علما بمصلحتكم، والإجابة وصلتني، وأعتذر إذا شغلتكم خلال الفترة الماضية".

واعتبر الإعلامي عمرو أديب أن اعتزال محمد علي للسياسة، هو من تخطيط جماعة الإخوان المسلمين، حتى لا يسرق الأضواء منها، وقال :"هناك أشخاص داخل جماعة الإخوان ناوية تنهى محمد علي، ويحرقونه، لأنه أخد منهم اللقطة الفترة الماضية، والبهوات في اسطنبول قرروا يضحون بمحمد علي، ويبقى كده اتعمل معاه الجلاشة".

وفي 20 يناير الجاري، كشف أديب عن تسريبات تحوي محادثات مع هاني صبري، القيادي في جماعة الإخوان وعلي.

وقال أديب إن تسريب المحادثات "محمد علي يسأل هاني صبري، ويقول له: إيه طبيعة شغلكم وناوين على أيه، ورد هاني صبري: احنا بنتكلم على لسان الشعب المصري، بنتكلم ولاد البلد زيك يا علي، وفكرتنا بنشتغل على العمل الجماعي ، ولازم يكون هناك منظمات سرية.. وعندنا بيضربوا على أعمال الكر والفر وفي شبه تواصل مع الجوكر".

وأضاف أديب: "هاني صري قال أيضًا: طالما محمد علي موجود هتبقى الحركة الشعبية متواصلة مع محمد علي، ورتب أمورك براحتك.. واللي بيدير الحركة 4 أشخاص.. محمد علي قاله: حابب أتواصل مع الجوكر، ومحدش يقدر ينجح ثورة دون مساعدة دول.. وأتمني أن يكون هناك مصدر لتمويل وده مش عيب يا هاني".

ومن جانبه، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن ثقة الشعب المصري في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووقوفه خلف رجال الجيش والشرطة، والتجمع الكبير بإستاد القاهرة، من القبائل والعائلات المصرية، بالتزامن مع عيد الشرطة الـ 68، أصابت الإرهابيين بالإحباط، وخيبت آمال كل المراهنين، على انسياقه وراء التضليل والأكاذيب، لافتًا إلى أنّ احتفالية القبائل والعائلات المصرية جاءت لدعم الدولة، لتحبط كل محاولات المغرضين.

وأضاف في تصريح أرسله لـ"إيلاف" إن اعتزال محمد علي السياسة، وغلق صفحته، نتيجة طبيعية لليأس والإحباط، جراء صمود الشعب المصري، ووقوفه خلف قيادته السياسية، رافعين شعار مصر فوق كل شيء، مصر شعب واحد ، مصر عائلة واحدة.

وأوضح نقيب الفلاحين، أن ثبات الشعب المصري، رغم كل الظروف، وكثرة الحيل والمؤامرات، لزعزعة ثقته بنفسه، وبث الفتنة بين الشعب وقياداته، دفعت المتآمرين للاستسلام والاضطراب، داعيًا فلاحي مصر الشرفاء، لمواصلة العمل والإنتاج، واستمرار التماسك الاجتماعي، ومواصلة الوقوف بقوة خلف القيادات المصرية الحكيمة، للحفاظ على الوطن، وازدهار ورفعة شأنه.

وفي 1 ديسمبر الماضي، قررت نيابة التهرب الضريبي إحالة علي إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، لاتهامه بالتهرب الضريبي، وذلك بعد تحقيق بناء على طلب وزير المالية.

وكشفت التحقيقات أن علي بصفته مسجلاً وخاضعاً لأحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة تهرب من سداد الضريبة المقيمة قانوناً، وذلك بعد أن تلاعب في سجلات ودفاتر ضريبية وشركات وهمية، وقدم خدمة دون الإقرار عنها، ولم يسدد الضريبة المستحقة في المواعيد المقررة، وذلك بأن أصدر فواتير محملة بضريبة المبيعات رغم أنها غير مسجلة.

وكان علي بث من إسبانيا عدة فيديوهات كشف فيها عن وقائع فساد وإهدار وتبديد للمال العام في بناء فنادق فخمة وقصور تابعة للرئاسة والجيش، ما أثار غضب المصريين، لاسيما مع ارتفاع معدلات الفقر، الذي وصل إلى أكثر من ثلث المصريين خلال العامين الأخيرين، 2017 و2018.

وتسبب محمد علي في خروج مظاهرات محدودة في عدة محافظات، للمرة الأولى منذ خمس سنوات ضد السيسي، في شهر سبتمبر الماضي، بينما تظاهر الآلاف من أنصار السيسي في القاهرة.

وبعد أن فشلت دعواته المصريين في الخروج للتظاهر من قبل، أعلن المقاول المقيم في الخارج، أنه قرر اتباع استراتيجية جديدة في مواجهة السيسي، مشيرا إلى أنه سوف يستمر في دعوة المصريين إلى الاحتجاجات، من أجل تحقيق هدف واحد وهو "اجهاد النظام والشرطة والجيش".

ويواجه محمد علي اتهامات لا حصر لها في صورة بلاغات تقدم بها محامون إلى النيابة العامة، ومنها بلاغ يطالب بسحب الجنسية.