الشارقة: طرح العرض المسرحي البلغاري "أساطير صامتة" الذي أقيم على مسرح القصباء ضمن مهرجان فرنج الشارقة، العديد من الأسئلة حول تأثير الأفكار المختلفة على حياة الناس، ومدى قدرة الفرد على تقبل حياة جديدة في بيئة غريبة عليه، وما الذي يحدث عندما يتوقف الانسان عن الحلم.

كل هذه الأسئلة وغيرها، قدّمها العمل الإيمائي الصامت الذي يروي حكاية اسطورة قديمة، جسدها مجموعة من الفنانين الاستعراضيين، من خلال أداء إبداعي يظهر للمرة الأولى في الإمارات، والشرق الأوسط، حيث قدموا على مدى ستين دقيقة، لوحات إبداعية من الرقص، والموسيقى المصاحبة ألفها نخبة من الموسيقيين الإيرانيين والأرمن والبلغار وغيرهم.

وحسب بيان للمنظمين تلقت "إيلاف" نسخة منه، سلط العرض الضوء على التحديات التي تفرضها الأعراف الاجتماعية على الإنسان، والجدل الدائر حول المساس بأصالة المرء، أو جوهره الحقيقي، باتباع الأعراف المجتمعية، مقابل العيش حياة حرة، خاصةً فيما يتعلق بالمرأة.

ونقل العرض المسرحي الحضور إلى أصل الحكاية، ليعيشها واقعاً مرئياً، عبر الفنانين الذين تمكنوا من سرد الأسطورة، دون أن يتفوهوا بكلمة واحدة، إذ صورت رقصاتهم، وحركاتهم الإيمائية، وموسيقاهم فتاة أسطورية حرّة تعيش في الغابة، تنقلب حياتها رأساً على عقب، عندما تقع في حب رجل بشري يعيش في القرية، وتبدأ في محاولة التأقلم مع حياتها الجديدة، والالتزام بقواعد المجتمع التي لم تكن تعرفها من قبل.

ويؤكد المؤلف والمخرج بويان إيفانوف أنه لا يسعى إلى إرسال رسائل محددة من خلال هذا العمل، إنما يعمل على سرد أصل الحكاية أمام الجماهير، من خلال طرح الأسئلة، والبحث عن الإجابات، إلى جانب تقديم الثقافة البلغارية إلى بقية دول العالم، وتعريفهم بعراقتها.

"يوريا" المطر

واستضافت واجهة المجاز المائية، إحدى أبرزالوجهات السياحية في إمارة الشارقة، مسرحية صامتة بعنوان "يوريا" أيّ المطر بالإسبانية، التي حظيت باهتمام لافت، وشهدت تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذي عاش أحداث القصة عبر مشاهد تمثيلية متقنة، تصاحبها الموسيقى التصويرية، مما أضفى عليها ألقاً، وجمالاً سَحر الحضور.

ونقلت المسرحية إلى الجمهور مشاعر الحزن والأسى عند فقدان الأحباء، ومدى قدرة الإنسان على تجاوز هذه المحنة، فيما صوّرت الحالات الصعبة التي يمر بها من انغلاق على الذات، وانطواء وانعزال، ما يفقده المعنى الحقيقي للحياة.

ويقول فرناندو بارادو الممثل الرئيس في المسرحية: "إن سبب تسمية المسرحية بالمطر، يعود إلى العلاقة الرمزية بين قطرات المطر والدموع، وعدم رغبة الشخصية الرئيسية بتوقف المطر بعد فقدان زوجته، لأنه غير مستعد لتقبل واقعه الجديد، ويرغب في البقاء حزيناً عليها، إلى أن يكتشف أن الطريق لإيجاد السعادة مرة أخرى في الحياة يكون عبر تقبّل الواقع الذي يبقى المطر جزءاً منه، ولكن يمكنه على الرغم من ذلك أن يعيش سعيداً على ذكراها".

ويقدم مهرجان فرنج الشارقة، الذي تنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) بشراكة استراتيجية مع هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، أكثر من 30 عرضًا متنوعاً، يضم العروض المسرحية، والموسيقية، والرقص، وعروض السيرك والخفّة، والكوميديا، إلى جانب العروض الخارجية المصاحبة المفتوحة للجمهور، في كل من واجهة المجاز المائية، والقصباء، وجزيرة النور، وجزيرة العلم، حتى 1 فبراير المقبل.