الدار البيضاء: في حفل، أقل ما يقال عنه، إنه كان استثنائيا، تم مساء السبت، تقديم وتوقيع كتاب "عبد الرحمن اليوسفي: دروس للتاريخ" لمؤلفه إدريس الكراوي، الرئيس الحالي لـ"مجلس المنافسة"المغربي ،في حضور السياسي والوزير الأول السابق في حكومة التناوب التوافقي (1998 - 2002) وحرمه ماري هيلين اليوسفي، وعدد وازن من الكتاب والمثقفين ورجال السياسة والحقوقيين والنقابيين.

شهادات ثمينة

تميز الحفل، الذي غصت قاعة شنقيط بجمهوره، وقام بتسييره الشاعر حسن نجمي، بمشاركة كل من إدريس الكراوي ومحمد نور الدين أفاية، بتقديم شهادات في حق اليوسفي والطريقة التي دبر بها تجربة التناوب التي قادها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.


غلاف كتاب "عبد الرحمن اليوسفي: دروس للتاريخ" لادريس الكراوي

وقدم الكراوي، من خلال كتابه حول اليوسفي، شهادة ثمينة من موقعه السابق" من دون أن يجزي مديحا غير مستحق، بل تأليفا بمروءة، استعان فيه بالوثائق والشخصيات التي عاشت الأحداث، راسما بورتريها للزعيم الاتحادي".

كتاب .. شهادة

قال الكراوي، في تصريح صحفي، إن "المذكرة – الشهادة تكتسي طابعا استعجاليا. وهذا ما حدا بي إلى تخصيص وقت دام ثلاث سنوات لإنجازها. وما كتبته، كان يتسم بجرأة، لكن بموضوعية كبيرة".

كما تحدث الكراوي عن دوافع تأليف كتابه الجديد، فقال: "إنجاز هذا الكتاب، كان مبرمجا بعد انتهائي من كل مهامي وتفرغي الكامل من كافة المسؤوليات التي أنيطت بي. لكن، ما هو معروف عني أني أستاذ جامعي وما زلت أمارس البحث. وبالتالي فإن الكتابة جزء مني".

أضواء كاشفة

نقرأ لليوسفي، في كلمة على ظهر الغلاف، حملت توقيعه: "الكتاب بتضمينه لحصيلة الإصلاحات الاجتماعية الكبرى التي أنجزتها حكومة التناوب خلال الفترة ما بين مارس 1998 وأكتوبر 2002. وباعتماده على معطيات مستقاة من مصدر الأحداث، بما هو ظاهر وخفي فيها، وبما لها وما عليها، فإن مؤلف الكراوي سيشكل بحق قيمة مضافة عامة من داخل التجربة، كما من شأنه أن يلقي أضواء كاشفة على جوانب جوهرية من عمل حكومة التناوب، ومن التجربة التي قادها حزبنا (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) في مرحلة دقيقة من تاريخ بلادنا".

رسالة شكر

من جهته، وصف مؤلف الكتاب، ادريس الكراوي، في مقدمته، اليوسفي بـ"الرجل الاستثنائي الذي لعب دوراً حاسماً في تاريخ بلده بفعل وطنيته الصادقة والتزامه السياسي الخالص واستقامته الأخلاقية القوية وتفانيه اللامتناهي لخدمة الصالح العام".

وأخذا بعين الاعتبار قيمة اليوسفي وتمكّن الكراوي ومعايشته للأحداث التي يغطيها المؤلف، يمكن القول إن الكتاب إسهام جديد في إضاءة تجربة التناوب.

كما أن الكتاب، الذي يتضمن 128 صورة فوتوغرافية ووثائق ثمينة، ويتكون من تقديم وعشرة فصول وخلاصات، هو، بحسب صاحبه، رسالة شكر صادق لزعيم من عيار ثقيل ولرفيق وصديق وأخ ومعلم لمعنى الوفاء للوطن وقيمة الأخلاق وأهمية الالتزام بسمو المبادئ وجرأة وصلابة المواقف.