تطرح التساؤلات عن خلو البيان الوزاري في لبنان من المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين، رغم الآمال التي كانت معقودة عليها لبنانيًا لرفع الضغوط المالية والإقتصادية عن لبنان.

إيلاف من بيروت: توقفت بعض الأوساط السياسية أمام خلو البيان الوزاري لحكومة حسان دياب من المبادرة الروسية لتأمين عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم وقراهم في سوريا، مع أن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون كان يراهن عليها لرفع الضغوط المالية والاقتصادية والاجتماعية المكلفة للبنان من جراء استضافته لهم، وسألت عن الأسباب الكامنة وراء إغفال الحديث عنها والتعامل معها وكأنها لم تكن، في حين اضطرت الحكومة للترحيب بأي مبادرة تدفع باتجاه تحقيق عودتهم الآمنة والكريمة.

كما سألت الأوساط السياسية نفسها ما إذا كان تجاهل الحكومة للمبادرة الروسية يعني بطريقة غير مباشرة بأن لديها جملة من المعطيات تؤشر إلى أنها سُحبت من التداول حتى إشعار آخر لئلا يقال إنها أصبحت مادة أرشيفية.

ولفتت إلى أن تجاهل البيان الوزاري لهذه المبادرة يدفع للاعتقاد بأنها أصبحت من الماضي رغم الآمال التي كانت معقودة عليها من قبل عون وفريقه الوزاري والاستشاري الملحق به، خصوصًا بعد القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو وراح يهلل لها باعتبار أنه حقق إنجازًا سيُترجم في عودة النازحين السوريين إلى ديارهم في سوريا.

روسيا
عن موقع روسيا كلاعب أساسي في الشرق الأوسط في القضايا اللبنانية عمومًا، والسورية خصوصًا، يؤكد النائب السابق خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" أنه في الموضوع السوري تبقى روسيا موجودة بقوة، وأصبحت قوة فاعلة ومؤثرة في هذا الملف، وتحاول أميركا التوصل إلى تسويات مع روسيا في الملف السوري، والملف اللبناني يتأثر بالأزمة السورية، من هذا المنطلق روسيا لديها دورها الفاعل في محاولة تحصين لبنان والوصول إلى حلول في الملف اللبناني، ولديها حلفاء على مستوى سوريا من هنا دورها فاعل من أجل التوصل إلى حلول في المنطقة.

خطر إضافي
من جهته، يؤكد النائب السابق ناجي غاريوس في حديثه لـ"إيلاف" أن النازحين قد يكونون من جنسيات مختلفة ومع وجود مشاكل في سوريا، هذا يشكل خطرًا إضافيًا على لبنان، وعددهم مع وجود تطمينات من الأمن العام، أكبر مما يُعلن، وقد حان الوقت لبحث عودتهم إلى بلادهم مع الجانب الروسي.

أما هل يشبه النزوح السوري اليوم نزوح الفلسطينيين في أربعينات القرن الماضي؟. فيجيب غاريوس: "مع التهجير الفلسطيني في 1948 قالوا إن الفلسطينيين سيأتون موقتًا، غير أن الدولة اللبنانية حينها وضعت الفلسطينيين حول المدن الكبيرة في لبنان، من طرابلس إلى بيروت وصيدا وصور والبقاع. واليوم بعد مرور سنوات كثيرة لم تحل قضيتهم، وأثرت القضية الفلسطينية على لبنان".

توطين
ماذا عن الحديث عن سعي بعض الدول الغربية إلى توطين اللاجئين السوريين في لبنان، هل يؤثر الموضوع على عدم تضمين البيان الوزاري للمبادرة الروسية في حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان؟ يتساءل وزير شؤون النازحين السابق معين المرعبي في حديثه لـ"إيلاف" على أي أساس سيتم ذلك؟ وما الذي يثبت ذلك؟.

ربما يثبت ذلك الحديث بأن اللاجئين السوريين قد يستعمل توطينهم في لبنان للوقوف في وجه المد الشيعي وحزب الله؟ يجيب المرعبي أن الفرقاء كلهم يرفضون التوطين، وذلك حفاظًا على لبنان، وتنوعه، والسوري المطلوب منه الحفاظ على بلده، لذلك لن يبقى في لبنان.

ويرى المرعبي أن الجميع في لبنان يرفض التوطين، وهو شخصيًا ضد التوطين بكل أشكاله وتحت أي ذريعة، والتوطين لا يمكن أن يحصل بالقوة، من هنا الجميع متفق على عدم التوطين. ويضيف المرعبي حتى الساعة لم يوطن الفلسطيني الذي هاجر في العام 1948، فكيف سيتم توطين السوريين؟.