نصر المجالي: حذر تقرير نشر في لندن من أن تزوير الانتخابات البرلمانية الإيرانية، لصالح المتشددين والقضاء على الإصلاحيين قد يكتب نهاية الاتفاق النووي.

وتستعد إيران يوم 21 فبراير الحالي لانتخابات مجلس الشورى (البرلمان) وسط تجهيزات عالية من المتشددين لاكتساح المقاعد، في ظل دعوات واسعة لمقاطعة الانتخابات التي يعتبرها المنتقدون والمعارضون معروفة النتائج مسبقا بسبب "هندستها" من قبل "مجلس صيانة الدستور" الذي يشرف عليه ويهمين عليه المتشددون.

ونقل تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن "السلطات الدينية في النظام الإيراني عازمة على التلاعب في الانتخابات البرلمانية المنتظرة الشهر الجاري ليفوز بها المتشددون باكتساح، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى القضاء التام على الاتفاق النووي مع إيران".

إستبعاد الإصلاحيين

ويشير التقرير إلى أنه "تم استبعاد الكثير من المرشحين الإصلاحيين من قوائم الانتخابات، وبشكل ممنهج، قبيل بدء التصويت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وذلك بتوصيات من مجلس صيانة الدستور، وهو كيان قوي مؤلف من 12 شخصا من رجال القضاء والدين، الذين يعينهم المرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي شخصيا".

ويقول التقرير إن "أكثر من 90 مرشحا من قوائم المرشحين الإصلاحيين، التي تضم 290 مرشحا، تم استبعادهم لأسباب مطاطية متعددة تبدأ من ارتكاب مخالفات مالية وتنتهي بعدم الإيمان بالإسلام".

وتتناول (الغارديان) في تقريرها الجدل الدائر في إيران بسبب استبعاد المرشحين، خاصة بعدما نشر المرشح المستبعد، محمود صادقي، تسجيلات عزز بها تصريحات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها إن "عددا كبيرا من المرشحين المستبعدين تلقوا عروضا من وسطاء بإعادتهم لقوائم المرشحين مقابل دفع رشاوٍ كبيرة.

دعوة خامنئي

يذكر أن المرشد الإيراني علي خامنئي حث المواطنين الإيرانيين في خطاب يوم 5 فبراير الحالي على المشاركة الفعالة في انتخابات مجلس الشورى (البرلمان)، وقال "كل من يحب إيران ويحرص على أمنها أن يشارك في الانتخابات التشريعية المقبلة".

واعتبر المرشد الإيراني أن "المشاركة الفاعلة والواعية لجميع المواطنين في الانتخابات ستساهم في حل المشاكل الداخلية والخارجية"، حسب تعبيره.
وقال خامنئي: "ربما هناك من لا يحبني، لكن لو كان يحب إيران فيجب أن يأتي إلى صندوق الاقتراع".

يذكر أن المجلس الأعلى للإصلاحيين في إيران، أعلن إحجامه عن تقديم قوائم انتخابية في العاصمة طهران، نتيجة رفض ترشيح أغلبية المرشحين الإصلاحيين.

وجاء في بيان للمجلس، يوم 4 فبراير أنه "نظراً إلى رفض ترشيح غالبية رؤساء وأعضاء الأحزاب الإصلاحية في إيران لا يمكننا أن نخوض الانتخابات بصورة عادلة".

ووفقاً لوكالة "فارس"، أعلن محمد رضا عارف، رئيس المجلس الأعلى للإصلاحيين أن "الأحزاب الإصلاحية ستخوض الانتخابات تحت قوائم حزبية متعددة".