بكين: أعلنت السلطات الصينية الجمعة أنّ فيروس كورونا المستجدّ أودى حتى اليوم بحياة 1483 شخصاً في الصين القاريّة بعدما سجّلت مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، 116 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين، في حصيلة تقلّ بكثير عن تلك التي سجّلت الخميس.

وقالت السلطات الصحية في هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد والتي ظهر الفيروس للمرة الأولى في عاصمتها ووهان في أواخر ديسمبر، في تحديثها اليومي لحصيلة الوفيات والإصابات إنّ الوباء حصد خلال الساعات الأربع والعشرين الفائتة أرواح 116 شخصاً وأصيب به 4823 شخصاً إضافياً. وكانت المقاطعة سجّلت الخميس 242 وفاة و14800 إصابة، في حصيلة يومية قياسية عزتها السلطات إلى تغيير في النظام المعتمد لرصد الوباء.

توافق أوروبي على تنسيق الجهود لمواجهة الفيروس

وشدد وزراء الصحة الأوروبيون الخميس في بروكسل على ضرورة تحسين تنسيق اجراءاتهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد، خصوصا مع امكان حصول مشاكل في امدادات الأدوية وتجهيزات الحماية المستوردة من الصين.

وقالت وزيرة الصحة الفرنسية انيس بوزين عند وصولها الى هذا الاجتماع الطارئ "نحن بحاجة الى المضي أبعد من ذلك، وتنسيق الاجراءات وتحليل الحالات ومخزونات الوقاية" مضيفة انه من "المهم جدا ان نتمكن من التحدث بصوت واحد".

وأشارت الوزيرة إلى أن "هذه الأزمة" يمكن أن "تستمر عدة أشهر"، وعبّرت عن تخوفها من حصول "تداعيات" مرتبطة بتوفر معدات الوقاية (قفازات، كمامات) على الطواقم الطبية.

وأضافت في الصدد أن "أغلب مصنّعي المعدات (الوقاية) موجودون في الصين، وقد نفد مخزونهم"، وتحدثت عن توحيد عمليات الشراء على مستوى أوروبي.

- "تدابير متناسبة" -

ودعا المفوض الاوروبي الى "تدابير متناسبة" بخصوص احتمال تعزيز الرقابة.

بحسب مسودة نتائج الاجتماع، فإن المفوضية ستكلف من قبل الدول الأعضاء ب"تسهيل الحصول بشكل ضروري على تجهيزات الوقاية الفردية بهدف خفض النقص المحتمل الى الحد الادنى".

وقالت المفوضة الاوروبية المكلفة الشؤون الصحية ستيلا كرياكيدس إن "الفيروس لا يعرف حدودا، ولقد آن الاوان للاتحاد الاوروبي لمواجهة هذا التحدي بطريقة منسقة وموحدة".

واعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان انه "لا يمكن استبعاد ان يصبح هذا الوباء المحدود اقليميا وباء عالميا" في حين لم يستبعد نظيره التشيكي آدم فويتش احتمال فرض قيود في المستقبل على حرية التنقل في فضاء شنغن.

وأكد المفوض المكلف إدارة الأزمات يانس ليناريتش الذي يشارك ايضا في الاجتماع أن "عدد الحالات في أوروبا لا يزال محدودا"، مضيفا "الخطر محدود لكنه قائم ويمكن أن يزيد وبالتالي يجب أن نكون جاهزين لمثل هذا السيناريو".

ويبحث المسؤولون الأوروبيون أيضا سبل منع تأثير الوباء على امدادات الأدوية في أوروبا. والصين هي المنتج الرئيسي للمواد التي تدخل في تركيبة الدواء.

وحذر مايكل ريان رئيس دائرة الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية، والذي سيتحدث خلال الاجتماع عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، الأربعاء من انه "لا يزال من المبكر جدا توقع نهاية الوباء".

وعبر رئيس أكبر كتلة في البرلمان الاوروبي مانفريد ويبر عن أسفه، لان اجتماع وزراء الصحة الاوروبيين "يأتي متأخرا جدا".

ودعا الى رد "مشترك في مواجهة الاشخاص الذين يصلون الى الاتحاد الاوروبي بعدما زاروا الصين الشهر الماضي" قائلا "ليس هناك آلية أوروبية قائمة في هذا الصدد اذ ان ايطاليا تفرض منعا (تعليق رحلات) والمانيا لا تقوم بذلك، لكن ليس من الصعب جدا التوجه من مطار ميونيخ الى ميلانو".

وخصصت المفوضية الأوروبية عشرة ملايين يورو للأبحاث المخصصة لايجاد لقاح للفيروس، ولدعم مشروع يربط بين 300 مستشفى و900 مختبر.