إيلاف: فيما دانت الامم المتحدة مواجهة محتجي العراق ببنادق الصيد، فقد كشف تقرير رسمي اليوم عن ان اربعا من محافظات العراق المنتفضة هي الاكثر فقرا في البلاد التي تعاني فسادا غير مسبوق للطبقة السياسية في البلاد.. بينما تم الكشف عن وجود 2887 ايزيديا مازالوا مختطفين لدى تنظيم داعش.

واشار تقرير لوزارة التخطيط العراقية عن معدلات الفقر في البلاد، تابعته "إيلاف" اليوم، الى ان المحافظات الجنوبية ذي قار وميسان والديوانية والمثنى التي تشهد الى جانب محافظات اخرى في الوسط والجنوب انتفاضة شعبية ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة وفشل العملية السياسية المبنية على المحاصصة السياسية والطائفية هي الاكثر فقرا بين محافظات البلاد الثماني عشرة، حيث بلغ معدل الفقر في محافظة ‏ذي قار 40.9% و‏ميسان 42.3% و‏الديوانية 44.1% ‏والمثنى 52.5%.

ويشير مراقبون الى ان هذه النسب العالية من الفقر تكشف بشكل واضح دوافع سكان هذه المحافظات الى جانب آخر كان مستوى الفقر فيها مرتفعا ايضا للخروج بانتفاضة شعبية دخلت الان شهرها الخامس مطالبة بالتغيير الشامل لاوضاع البلاد.

ويشير المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي الى أن الوزارة نفذت مسحا في نهاية عام 2018 أظهر تراجع نسبة الفقر في البلاد بشكل عام إلى 20 في المائة بعدما سجل 22.5 في المائة في عام 2014. واوضح أن هذه النسب تباينت بين المحافظات بحسب النشاط الاقتصادي والحركة التنموية فيها فهناك بعض المحافظات انخفضت فيها نسبة الفقر وأخرى ارتفعت وبعضها حافظت على المستوى نفسه.

وبيّن الهنداوي أن قياس مؤشرات الفقر يعتمد على أبعاد متعددة، من بينها الصحة والسكن والتعليم والدخل والحاجة إلى الغذاء، ووفقا لهذه الأبعاد أطلقت الوزارة الاستراتيجية الوطنية لخفض الفقر في العراق للسنوات 2018-2022. بهدف خفض نسبة الفقر إلى 16 في المائة، والتي تعد الثانية بعد الاستراتيجية الأولى التي أسهمت في خفض نسبة الفقر من 23 في المائة عام 2010 إلى 15 في المائة بنهاية عام 2013 ولكن بسبب الأزمة الاقتصادية والامنية المزدوجة عام 2014 عادت النسبة إلى الارتفاع مجددا لتصل إلى 22.5 في المائة.

ايزيديات يطالبن بالحماية

وقال إنه بموجب مسح الفقر لعام 2018 تبيّن أن محافظة المثنى مازالت تحتل المركز الأول بأعلى نسبة فقر بلغت 52 في المائة. وقد بلغت نسبة الفقر في العراق 10 في المائة في بغداد و48 في المائة بالديوانية، و45 في المائة في ميسان، و16 في المائة في البصرة، و18 في المائة في صلاح الدين، و37.7 في المائة في نينوى، و7.6 في المائة بكركوك، و22.5 في المائة في ديالي. فيما بلغت 4.5 في المائة في السلمانية، و8.5 في المائة في دهوك، والأنبار 17 في المائة، وكربلاء 12 في المائة.

الامم المتحدة تدعو السلطات العراقية الى وقف مواجهاتها للمحتجين ببنادق الصيد
واليوم نددت الامم المتحدة باستخدام القوات الحكومية لبنادق الصيد في مواجهة المحتجين، ودعت الى محاسبة المسؤولين عن استخدامها.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين هينس بلاسخارت في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاثنين ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تواصل تلقي تقارير موثوقة عن استهداف المحتجين المسالمين ببنادق الصيد على الطريق بين ساحة التحرير وساحة الخيلاني في بغداد مساء 14 و15 و16 من الشهر الحالي، ما أدى إلى إصابة 50 شخصًا على الأقل.

واشارت الى انه بحسب ما ورد، فقد تسبب ذلك في اصابات بكريات رصاص من أسلحة الصيد أو الحجارة أو قنابل المولوتوف فيما وردت من كربلاء أيضًا معلومات عن استخدام مقذوفات حركية مماثلة مما تسبب في إصابة أكثر من 150 محتجًا خلال الشهر الماضي وحده.

ودانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بلاسخارت بشدة استخدام بنادق الصيد برصاص الطيور، والتي تسببت مرة أخرى في أعداد كبيرة من الإصابات في الاحتجاجات الأخيرة.

ودعت السلطات إلى منع استخدام القوة ومحاسبة المسؤولين عن إساءة استخدامها. وقالت "إن النمط المستمر لاستخدام القوة المفرطة مع وجود جماعات مسلحة يتم تحديدها بشكل غامض وولاءات غير واضحة يمثل مصدر قلق أمني خطير يجب أن يمكن معالجتها بشكل عاجل وحاسم. يجب حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات".

على الصعيد عينه، فقد دعا منظمو الاحتجاجات في محافظة البصرة الجنوبية اليوم الى مسيرة احتجاج حاشدة يوم الثلاثاء المقبل.
وقال بيان عن المنظمين الاثنين تابعته "إيلاف" انه "للاستمرار بثورتنا السلمية وتأكيداً على مطالبنا ورفض تسويفها من اجل إختيار رئيس وزراء مستقل غير جدلي ويحظى بتأييد الشعب وساحات الاعتصام والمصادقة على قانون الانتخابات الجديد وتحديد موعد للانتخابات المبكرة واقرار قانون المفوضية الجديد والعمل على توظيف مفوضية مستقلة.

إضافة الى: الإعتراف بـ"شهداء" ثورة تشرين الابطال وضمهم إلى "الشهداء" رسمياً وشملهم بالمخصصات وجميع القوانين النافذة ندعو اهالي البصرة الكرام للنزول مع الطلبة ومشاركتهم مسيرتهم لإعلاء صوت الحق" .. وحددت اللجنة مكان التجمع قرب مول التايم سكوير على الساعة التاسعة صباحا.

يشار الى ان الاحتجاجات العراقية التي انطلقت في الاول من اكتوبر 2019 قد دخلت شهرها الخامس وسط قمع مفرط من قبل القوات الحكومية والمليشيات الموالية لايران المرافقة لها، ما ادى الى مقتل 550 متظاهرا و25 الف مصاب اضافة الى اعتقال 2700 آخرين لا يزال أكثر من 300 منهم قيد الاحتجاز.

كشف عدد المختطفين الايزيديين الذين مازالوا بيد داعش
اعلن مكتب متخصص في شؤون الايزيديين العراقيين اليوم اخر الاحصائيات المعتمدة من قبل الامم المتحدة لحصيلة الهجوم الذي تعرض له الايزيديون من قبل تنظيم داعش على مناطقهم في سنجار والمناطق القريبة منها في الثالث من اغسطس عام 2014.

وقال مكتب انقاذ المختطفين الإيزيديين في تقرير له نشرته وسائل اعلام كردية الاثنين وتابعته "إيلاف" ان عدد الايزيديين في العراق كان يبلغ قبل هجوم داعش حوالى 550 الف نسمة، فيما بلغ عدد النازحين نتيجة الهجوم حوالى 360 الف نازح. واشار الى ان عدد قتلى الايزيديين في الأيام الاولى من الهجوم وصل إلى 1293 شخصًا، ما افرز 2745 يتيمًا.

مسعفات لانقاذ المتظاهرين الجرحى في المواجهات مع الامن في الناصرية

واضاف المكتب ان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الآن ارتفع إلى 81 مقبرة جماعية إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية فيما فجر التنظيم 68 من المزارات والمراقد الدينية.

واشار الى ان عدد الايزيديين الذين هاجروا إلى خارج العراق قد بلغ حوالى 100 الف شخص، بينما بلغ عدد المختطفين 6417 شخصا، منهم 3548 من الإناث و2869 من الذكور.

واوضح المكتب ان مجموع عدد الناجين من قبضة داعش قد وصل الى 3530 شخصا، وبلغ عدد الناجيات من النساء إلى 1199 والرجال 339 شخصا، بينما وصل عدد الإناث من الأطفال 1041، و951 من الاطفال الذكور.

واكد المكتب انه لا يزال هناك الان 2887 من الإيزيديين مختطفين لدى داعش، منهم 1308 من الاناث، و1579 من الذكور.. وقال إن هذه الارقام هي حصيلة احصاءات حتى 16 من الشهر الحالي.

يشار الى ان الايزيديين وهم احد مكونات المجتمع الكردي في شمال العراق يتبعون ديانة خاصة بهم، وقد استهدفهم تنظيم داعش لدى سيطرته على مناطق شاسعة من البلاد في منتصف عام 2014 وقتل المئات منهم وسبى نساءهم وباع الفتيات منهن في سوق النخاسة.

يذكر ان القوات العراقية كانت قد طردت التنظيم في اواخر عام 2017 من جميع المناطق التي احتلها في العراق لكنه عاود نشاطه خلال الاشهر الاخيرة، حيث اشار تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية أخيرا الى أن مقتل البغدادي لم يُوقف عمليات داعش الإرهابية، ولم يؤدٍ إلى تدهور فوري لقدرات الجماعة الإرهابية، وبقي التنظيم متماسكا، كما كشف تقرير للأمم المتحدة أن داعش لا يزال يمتلك 100 مليون دولار تحت تصرفه.