يعتبر البعض أن زيارة رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني إلى بيروت أتت لتقفل أي باب يمكن أن يفتح في العلاقات اللبنانية الخليجية، وهي بالأصل جاءت لدعم حزب الله.

إيلاف من بيروت: شكلت زيارة رئيس مجلس الشورى في إيران، علي لاريجاني، إلى بيروت، ولقاؤه الرؤساء والسياسيين في لبنان، محطة إستفزاز للبعض، فما هي الرسالة من زيارة لاريجاني إلى بيروت؟.

يؤكد النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" أن هذه زيارة إيرانية لإحدى "مستعمراتها"، وبعدها إلى مستعمرة أخرى، ومن الناحية العملية لا توجد أي فائدة للبنان من زيارة لاريجاني، وقد تعرقل الإندفاعة الخليجية نحو لبنان، التي يجهد لبنان لتصحيحها. أما من ناحية المضمون فقد أكد لاريجاني أن رأس مال لبنان الوحيد بحسب تعبيره هو حزب الله. وعمليًا من ناحية المضمون لا مساعدات تستطيع إيران أن تهبها.

يضيف علوش "أما رد فعل المسؤولين اللبنانيين تجاه هذه الزيارة فيبقى خجولًا، ومربكًا، والدليل عدم تصريح لاريجاني عند المسؤولين اللبنانيين، وهذا يؤكد أن الدولة فُرضت عليها الزيارة من دون وجود رغبة حقيقية لها".

حكومة دياب
أما كيف تؤثر هذه الزيارة على حكومة رئيس الحكومة اللبناني حسان دياب خصوصًا أنها متهمة بأنها حكومة حزب الله؟. فيلفت علوش إلى أنه مع الزيارة ومن دونها المعروف أنها حكومة حزب الله، مهما حاول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله نفي الأمر، فقناعة العالم هي هكذا، وأي حكومة لم يفرضها حزب الله وفي ظل وجود هيمنة حزب الله العسكرية على القرارات والخيار اللبناني سوف تعتبر الحكومة حكومة حزب الله.

النفوذ الإيراني
هل تعزز زيارة لاريجاني النفوذ الإيراني أكثر في لبنان؟. يجيب علوش أن النفوذ موجود ومسلح ومن خلال الهيمنة على القرار السياسي والأمني للدول التي تعتبرها من ضمن نفوذها، والزيارة هي رسالة دعم لحزب الله، مع إرسال المزيد من الأسلحة إلى حزب الله، وتبقى الزيارة زيارة ولي عهد لإحدى مستعمراته.

دول الخليج
أما كيف تؤثر هذه الزيارة على علاقة لبنان وانفتاحه نحو دول الخليج، فيؤكد علوش أن العلاقة بالأساس سيئة، والزيارة أتت لتقفل أي باب يمكن أن يفتح في العلاقات اللبنانية الخليجية.

بمعنى دول الخليج لن تستقبل دياب بعد تلك الزيارة؟. يجيب علوش لا أحد يعلم ما هو المستقبل، لكن المهم بعد الإستقبال هل هناك مساعدات؟.

فلبنان لديه استحقاق اليوروبوند، ويجب تأمين سيولة بشكل مباشر، ولا يمكن أن يتأمّن حتى لو عبر المؤسسات الدولية التي لديها شروطها القاسية، لدرجة من المستحيل أن ينفذ لبنان منها.

عقوبات
هل بعد تلك الزيارة يواجه لبنان، وخصوصًا حزب الله، المزيد من العقوبات الأميركية ضده؟. يجيب علوش أن الزيارة لن تشكل فرقًا، لكن قد تشكل حجة ربما لزيادة العقوبات على حزب الله، ولاريجاني يبقى متشددًا جدًا، ولكن مع زيارة أو من دونها نحن نتجه نحو الإنهيار وحالة لبنان مأساوية.

استفزاز
عن اعتبار البعض أن الزيارة شكلت استفزازًا لفرقاء في لبنان، يلفت علوش إلى أنه على الأرجح الزيارة استفزازية في شكل من الأشكال، وكما قلنا مجرد أن مسؤول إيراني يزور إحدى مستعمراته، فالأمر يشكل استفزازًا للبعض، والمفروض أن تكون مستفزة لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء لكن يبدو أنهما يسلمان لأمرهما.