ما زالت الفجوة الجندرية واسعة في ميداني السياسة والعمل، إذ أكدت دراسة أممية جديدة أن 90 في المئة من الرجال والنساء على السواء متحيزون ضد المرأة، كما بينت الدراسة أن ضرب الرجال للنساء ما زال مقبولًا في بعض الدول.

إيلاف من دبي: قبل أيام من الاحتفاء بيوم المرأة العالمي في 8 مارس الجاري، قال تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة إن لدى 90 في المئة على الأقل من الرجال والنساء تحيز ضد المرأة. فقد حلل مؤشر "المعايير الاجتماعية للجنس" نسب التحيز في مجالات عدة، مثل السياسة والتعليم، في 75 دولة، فتبيّن أنه على الصعيد العالمي، قال نحو 50 في المئة من الرجال إنهم يتمتعون بالأفضلية في العمل أكثر من النساء، واعتقد نحو ثلث المستطلعين أن ضرب الرجال شريكاتهم أمر مقبول. كذلك، وجدت الدراسة أنه لا توجد دول في العالم تشهد مساواة فعلية بين الجنسين.

يحسب تقرير نشرته "بي بي سي"، تشهد زيمبابوي القدر الأكبر من التحيز ضد المرأة، حيث نفى 0.27 في المئة فقط من الناس وجود أي تحيز جنسي. في الطرف المقابل من المؤشر تقع أندورا، حيث أفاد 72 في المئة من المستطلعين فيها بعدم وجود أي تحيز ضد المرأة. وفي زيمبابوي أيضًا، قال 96 في المئة من الناس إن العنف ضد المرأة مقبول، والنسبة نفسها لا تدعم حقوق المرأة الإنجابية، بينما 91 في المئة من الفلبينيين يؤيدون الرأيين نفيسهما.

المرأة والسياسة

وفقًا للتقرير نفسه، يشعر نحو نصف الرجال والنساء في العالم بأن الرجال قوامون على النساء في ميدان السياسة. ففي الصين، قال 55 في المئة من المستطلعين أن الرجال أكثر ملاءمة لتبوء المناصب السياسية القيادية. وفي الولايات المتحدة، التي لم تشهد بعد رئيسةً للبلاد، يعتقد نحوالي 39 في المئة من المستطلعين أن الرجال القادة أفضل من النساء القائدات، خلافًا لنيوزيلندا التي تترأسها امرأة، حيث قال 27 في المئة فقط من المستطلعين إن الرجال أفضل من النساء في ميدان السياسة.

لقد انخفض عدد النساء اللاتي يشغلن مناصب حكومية قيادية اليوم عما كان عليه الحال قبل خمسة أعوام. فثمة 10 نساء يتزعمن دولهن اليوم، من بين 193 دولة ، فيما كان عددهن 15 امرأة في عام 2014.

إلا أن الأمر محتلف في العمل البرلماني. فأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تشهدان أعلى نسبة نساء برلمانيات، تصل إلى 31 في المئة، فيما سجلت دول جنوب آسيا أقل نسبة في هذا افطار، وقفت عند عتبة 17 في المئة فقط.

تعليقًا على هذه النتائج، قال بيدرو كونسيساو، رئيس مكتب تقرير التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "قطعنا شوطًا طويلًا في العقود الأخيرة لضمان حصول المرأة على الفرص الأساسية نفسها التي يحصل عليها الرجل في الحياة. لكن الفجوة بين الجنسين لا تزال واضحة للغاية في مجالات أخرى، لا سيما تلك التي تتحدى علاقات القوة والأشد تأثيرًا في تحقيق المساواة الحقيقية. واليوم، المعركة في سبيل المساواة بين الجنسين محكومة بالتحيز والأحكام المسبقة".

المرأة والعمل

يقول التقرير إن النساء يتقاضين أجورًا أقل من أجور الرجال، وفرصهن في شغل مناصب عليا أقل كثيرًا من فرص الرجال. فعلى الصعيد العالمي، يرى 40 في المئة من المستطلعين أن الرجال أكفأ من النساء في إدارة الأعمال.

في المملكة المتحدة، قال 25 في المئة من المستطلعين إنه يجب أن يتمتع الرجال بالحق في العمل أكثر من النساء، وإن الرجال أفضل من النساء في ميادين العمل. وفي الهند، بلغت نسبة مؤيدي هذا الرأي 69 في المئة.

عقّبت راكيل لاغوناس، القائمة بأعمال مدير فريق المساواة بين الجنسين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على هذه النسب بالقول: "يجب أن نعمل الآن على كسر حاجز التحيز والأحكام المسبقة إذا كنا نريد أن نرى تقدمًا بالسرعة والحجم اللازمين لتحقيق المساواة بين الجنسين".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.bbc.com/news/world-51751915