في سجل حافل بما أنجزته المرأة السعودية في ظل الانفتاح الحاصل بفضل رؤية رسم تفاصيلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تقدم "عكاظ" السعودية إصدارًا خاصًا لمناسبة يوم المرأة العالمي، تورد فيه أسماء سعوديات لمعت نجومهن في سماوات كثيرة.

إيلاف من دبي: في يوم المرأة العالمي، أصدرت "عكاظ" السعودية عددًا خاصًا عنونته "سعوديات"، قدمت فيه سجلًا حافلًا بإنجازات المرأة السعودية، والجهوذ المبذولة لتمكينها، قدمت له الأميرة دعاء بنت محمد، الرئيس الأعلى لمؤسسة المرأة العربية، بكلمة قالت فيها إن المرأة السعودية أثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية حتى أصبحت شريكة في تحقيق التنمية، ونالت مميزات وحقوقًا أسهمت في تسريع الارتقاء بمكانتها وزادتها تقدمًا، مع الحفاظ على عاداتها وهويتها وتميزها.

أضافت: "صدر أمر سامٍ بتمكين المرأة السعودية من الخدمات دون اشتراط موافقة ولي أمرها، ما لم يكن هناك سند نظامي لهذا الطلب وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، واعتماد قيام وزارة الداخلية بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش، ومواصلة دعم حقوق المرأة والأسرة والطفل. كما اهتمت المملكة بدخول المرأة في مجال التعليم الفني والتدريب المهني والتقني، واستحدثت أقسامًا للنساء في السلك العسكري، الجوازات، الدفاع المدني ومؤخرًا في المرور، كما صدر أمر سامٍ باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية".

تابعت: "أخذت المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اهتمامًا نوعيًا ملحوظًا، إذ يعد عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز داعمًا للمسيرة المتنامية للمرأة".

قانون وأزياء

في العدد وجوه نسائية سعودية كثيرة، في مقدمها لطيفة الشعلان، الناقدة والكاتبة الصحافية، وعضوة مجلس الشورى السعودي منذ عام 2013، والتي عرفت بكتابتها في موضوعات الابداع والثقافة والمرأة والشأن الاجتماعي والحداثة والحريات. وبحسب "عكاظ"، تمثلت رسالتها الشخصية في جانبين؛ أولهما: علمي أكاديمي، للنمو بعلم النفس وتطويره في البيئة العربية، ودفعه نحو آفاق الحداثة بآليات البحث العلمي واستراتيجيات التدريس ونقل المعرفة.. والثاني: ثقافي اجتماعي، لإشاعة مفاهيم الحقوق والعدالة واحترام الاختلاف، والسعي نحو تمكين المرأة السعودية لتكون عنصرًا فاعلًا في المشاركة والبناء.

وتروي "عكاظ" أيضًا قصة طاهرة السباعي، أول مؤرخة للأزياء السعودية، وهي "قصة واقعية ملهمة وثرية بالعبر عن سيدة مكية قادها طموحها وعزيمتها ورغبتها في تحقيق رؤيتها وأهدافها إلى الهجرة إلى الخارج مع زوجها وأبنائها السبعة في رحلة كفاح عبرت خلالها قارات عدة لتقدم لنا ملحمة إنسانية فريدة من نوعها، فهي أول امرأة في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي استطاعت أن تجمع وتوثق وتنتج نماذج للأزياء الشعبية والبدوية والتراثية التاريخية في مناطق عدة من المملكة والعالم العربي ومن عصور مختلفة".

طاهرة السباعي ترتدي زيًا من تصميمها

عاشت السباعي أمية، لكنها علمت نفسها ذاتيًا مهارات القراءة والكتابة، "لتصبح لاحقًا بعد رحلة طويلة من الكفاح والمثابرة امتدت مجملًا لنحو 7 عقود لتصبح أول مؤرخة وأديبة سعودية تتخصص في الكتابة عن تاريخ الأزياء في الجزيرة العربية منذ صدر الإسلام إلى العهد السعودي، ولها 8 مؤلفات تعد أحد أبرز المراجع العلمية والتاريخية في هذا المجال، كما أنها انفردت أيضًا بالكتابة عن تراث أزياء الأطفال".

في الكتابة والثقافة والفنون

من الوجوه التي يستضيفها العدد، انتصار العقيل، "سيدة الفكر والعاطفة، هي الرقم الصعب، هي المرأة التي كتبت عن الحب في عصر الجواري، كتبت بروح حرة بعيدًا عن قيود وعبودية الثقافة، انتصار العقيل أم لأكثر من ستة عشر كتابًا، وسيدة القلم والرأي"، كما ورد التعريف بها. ترى العقيل أن مرحلة حرملك المرأة السعودية انتهت "منذ أن قال ولي العهد: سنعود كما كنا.. سنعود للحياة الطبيعية.. وفي اليوم الثاني لكلمته انشقَّت الأرض وابتلعت كل من كان سببًا في تلك المرحلة لأربعة عقود، مرحلة ثقافة الموت واليأس والانعزال، مرحلة تخالف كل التعاليم الدينية.. الآن في خلال أقل من عامين ما أعطته الدولة للمرأة من حقوق أخرجها بلا شك من أي حرملك.. الآن المرأة تشارك جنبًا إلى جنب مع الرجل في صنع القرار".

عبير بابليد أمام جدارية لها في جدة

وبعدها عبير بالبيد، التي تفتح نوافذها كل صباح على عالم أوسع بحزام الإبداع وحزم اللاتوقف، لتستقر على منابر الفنون واستلهام مساحة أكبر للتنوع واتساع أرحب لطاقتها المتوثبة. أدركت أن الزمن لا يتوقف ومن لم يستوعبه سيبقى فيه لوحده. وأيقنت أن الإطلالة على المستقبل وعدم الوقوف على أطلال الماضي يحقق البراعة. بذلك الطموح لم ترد المهندسة عبير بالبيد أن تكون صفحة تطوى، فلامست نبض التوهج بيديها وفكرها وتطلعها. إنها المهندسة المعمارية، التي يرافقها البيانو، والتي ترسم الجداريات فتغير معالم المكان.

وفي العدد هذا أيضًا مقابلة مجلية مع خبيرة المظهر السعودية آرام قباني، التي تدعو السعوديات إلى الاستماع إلى نصيحة كوكو شانيل: "قبل أن تغادري المنزل انظري إلى المرآة وأزيلي قطعة اكسسوار ترتدينها.. في إشارة منها إلى الجمع بين الأناقة والبساطة". ترى قباني أن توجه السعوديات إلى العمل خبيرات مظهر يأتي انطلاقًا من متابعتهن بشغف دور الأزياء العالمية، واصفة استحداث هيئة الأزياء أخيرًا في المملكة بالحراك اللافت نتيجة وجود مصممات سعوديات بتن يطرحن خطوط الموضة محليًا وعالميًا.

قصص نجاح

تروي "الشيف" ندى الغامدي قصة نجاحها في مهنة الطهي، فتقول: "لا أخفيكم واجهت الكثير والكثير من الانتقاد منها: مشروع لا يليق بمؤهلك العلمي وخبرتك المهنية، أنتِ لستِ بحاجة للمال وو و...، لم أكترث لما يُقال ولا وقت لديّ للتفكير لأي من هذه الانتقادات؛ لأن هدفي ليس ماديًا! هو شيء من تحقيق ذاتي واستقلالي بعمل يخدم مجتمعي ويجعل لي أثرًا واضحًا كرائدة عمل، وهذا هو هدفي الذي طالما سعيت إليه، كنت استمع بحب للملاحظات الإيجابية فقط وأُنميها".

المذيعة السعودية جلنار البيطار

ومن قصص النجاح أيضًا قصة جلنار البيطار... أصغر مذيعة سعودية تقتحم السياسة. في التعريف بها، يرد: "لم تكن تتصور أن شغفها بالإعلام التلفزيوني سوف يبعدها عن مجالها الأكاديمي، وتشق طريقها مع الكبار في الشأن السياسي. جلنار البيطار.. اقتحمت الأخبار السياسية قبل اكتمال عامها الـ 26، لتصبح خلال ثلاث سنوات فقط مقدمة نشرات أخبار سياسية في قناة الإخبارية السعودية... بدأت بتقديم برنامج حواري (صباح السعودية) على القناة السعودية 2016، وشاركت في تغطية مناسبة مهمة على مستوى البلاد؛ منها القمم الخليجية والعربية والإسلامية، وافتتاح خادم الحرمين الشريفين لمهرجان الفروسية وغيرها، ثم شاركت في فعاليات مهمة عبر القناة السعودية مثل حفلات العيد وبرامج المرأة وقيادة المرأة وغيرها".

نجاح وإصرار

تحت عنوان "مشوار نجاح" تقرير تناول دور مشروع سلام للتواصل الحضاري في تمكين المرأة السعودية. فاستجابة لرؤية المملكة 2030 التي ركزت على أهمية تمكين المرأة السعودية كعنصر فاعل في المجتمع، والمشاركة في عملية البناء والتنمية في شتى مجالات الحياة، وانطلاقًا من المسؤولية المجتمعية، عُنيَ مشروع سلام للتواصل الحضاري بقضايا المرأة السعودية، التي ظهرت أحد أبرز محاور عمل المشروع، وضمن أهدافه الخاصة بمسائل الحوار العالمي وتعزيز الصورة الإيجابية للمملكة، والتعريف بمنجزاتها، وإبراز دورها في التعايش مع مختلف الثقافات العالمية.

غلا عبد الله الشاعل الخالدي

وفي باب "إصرار المرأة" تقرير بعنوان "ذوات الاحتياجات الخاصة في المملكة أكثر قوة وازدهارًا"، إذ لم تغب يومًا المرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة عن برامج تمكين المرأة، ضمن منظومة القرارات والإجراءات الاصلاحية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، لتكفل حقوق المرأة عمومًا والمرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة بشكل خاص. ترجم ذلك عبر العديد من البرامج والمبادرات التي ترفع سقف الطموح حول مشاركتها في التنمية والاقتصاد، في ظل ما حققته من تقدم ونجاحات في جميع المجالات، حيث قدمت الدولة حزمة من الإصلاحات ومراجعة الأنظمة واللوائح لدعمها وتمكينها في مختلف القطاعات. وفي الوقت الذي تنظر فيه رؤية 2030 إلى المرأة كشريك مهم وفاعل، خصصت برامج التحول الوطني 2020 هدفًا كاملًا من أهدافها الـ 37 لتمكين اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل.

وأوردت الصحيفة نماذج نماذج مشرقة، مثل غلا عبد الله الشاعل الخالدي التي لم يمنعها جلوسها الدائم في كرسي متحرك من أن تكون أفضل الشخصيات تأثيرًا في الوطن العربي.

قضايا نسوية

في هذا الإصدار أيضًا دراسة عن تمكين المرأة السعودية، إذ أصبحت المرأة السعودية "ترند" يتصدر شبكات التواصل الاجتماعي، ويرى البعض أن التمكين بمثابة الحرية، وآخرون يرونه تعبيرًا عن المساواة والعدالة بين الجنسين، وغيرهم يعتبرونه اقتراب المرأة من الحصول على جميع حقوقها في المجتمع، ومنهم من ينظر إلى التمكين في أبسط صورة تتمثل في الحصول على جواز سفر وقيادة السيارة والمناصب الإدارية والعمل في القطاعات المختلفة، والبعض يجهل المقصود بمفهوم التمكين وأهدافه وأبعاده. ولتوضيح معناه وأبعاده لا بد من استعراض جهود المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة وسد الفجوة بين الجنسين.

وتقرير آخر عن اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية في عام 2020، ويعد هذا الحدث إنجازًا للمرأة السعودية وتكريمًا لجهودها المبذولة خلال الأعوام السابقة، وقد تفاعلت وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي مع هذا الخبر.

المحامي عبدالله بن سعد آل معيوف

أما قضية العدد فكانت "نساء بثوب العدالة"، إذ عكس ارتفاع الرخص الممنوحة للمحاميات بنسبة 240 %، وزيادة عددهن إلى 418 محامية، إيقاعًا جديدًا في شكل تمكين المرأة الذي بدأت وزارة العدل تطبيقه على أرض الواقع، في ظل اتخاذ أكثر من 32 قرارًا وتوجيهًا بشأن حقوق المرأة أمام المحاكم. وبعدما توجت النساء السعوديات بمكانتهن المستحقة بالتمكين المباشر وفتح المجال لهن للعمل كموثقات، تضاعفت رخص المحاميات، فيما هناك 3140 متدربة، و67 ممثلة نظامية.

وثمة تقرير واف عن تقدم المرأة السعودية في سوق العمل، في ظل خطط تمكين أعادت للمجتمع نصفه المعطل، لتكتمل مسيرة بناء الوطن، بسواعد كل من فيه، رجالًا ونساء، إضافة إلى حوار مع المحامي عبدالله بن سعد آل معيوف، الذي كسر القالب التقليدي للحضور المنمط للمستشارين الشرعيين بمحاوراته العقلانية وطرحه الموضوعي خاصة في قضايا المرأة، فله عدد من الصولات والجولات العامة وأحاديث حول حقوق المرأة لم تأتِ على أهواء التيارات الدينية، خاصة في حديثه عن أحقية الفتيات بالاستقلال كالرجال.

بارزات رياضيًا

من النساء البارزات في مجال الرياضة اللواتي يتناولهن إصدار "عكاظ"، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أول امرأة تتولى اتحادًا متعدد الرياضات في المملكة من خلال منصبها رئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية؛ والأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود آل سعود، مدير عام الاقتصاد الرياضي؛ إضافة إلى الدكتورة هايدي العسكري، وكيل الهيئة العامة للرياضة المكلف، وأضواء الدخيل التي حصلت على المركز الأول سعوديًا في رياضة الاسكواش في عامي ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، ودلما محلس، أول فارسة سعودية تمثل المملكة في دورات الألعاب الأولمبية، وأضواء العريفي مؤسِّسة ورئيس نادي اليمامة النسائي منذ ٢٠٠٧.

كما أروردت الصحيفة أسماء كل من لاعبة كرة السلة الأميرة فهدة بنت فهد بن خالد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، وأسيل الحمد أول سعودية تنضم إلى عضوية الاتحاد الدولي للسيارات والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، والمتسلقة رها محرق، والحكمة الدولية في الشطرنج العنود إسحاق، ومدربة الغوص نوف العصيمي، والفارسة أروى مطبقاني، ولاعبة كرة القدم الدولية سجى كمال، والملاكمتان هالة الحمراني ورشا خميس، والعداءة كريمان أبو الجدايل، ولاعبتا التايكوندو أبرار بخاري ونورة المري، والعداءة سارة عطار، ومدربتا اليوغا ريم العرفج ونوف المرعي، والمدربة الشخصية روان زهران، والفارسة هيفاء الخنيزان، وأول حكمة سعودية في كرة القدم شام الغامدي، وسائقة الراليات ريما الجفالي، ولاعبة السكواش ندى أبو النجا، ولاعبة البولينغ أماني الغامدي، وبطلة الكارتينغ ياسمين المدني، والسائقتان أمجاد العامري وريم العبود.

الأميرة ريما بنت بندر

وأوردت أيضًا أسماء: شيماء الحصيني (المديرة التنفيذية للاتحاد السعودي للرياضة للجميع)، الأميرة نورة بنت سعد (السعودية الأولى التي ترأس ناديًا رياضيًا)، الأميرة نوف بنت خالد (أخصائية تواصل اجتماعي في الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية)، شيماء الحصيني (المديرة التنفيذية للاتحاد السعودي للرياضة للجميع)، مشاعل العتيبي (مدربة معتمدة في رمي السهام)، دنيا أبو طالب (لاعبة تايكوندو).

لقراءة إصدار "سعوديات" الخاص من "عكاظ" كاملًا:

https://www.okaz.com.sa/variety/na/2013988