دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن قراره حظر دخول الوافدين من الاتحاد الأوروبي دون إبلاغ الحكومات الأوروبية مسبقاً، قائلاً للصحافيين الخميس إنّه لم يجد وقتاً كافياً لفعل ذلك.

وجاء تصريح ترمب بعد رد فعل غاضب من رئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي على إعلانه الذي "اتّخذ من جانب واحد ودون استشارة" الأطراف الأوروبية.

وقال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض "لم أرغب في قضاء وقت في ذلك... يستغرق الأمر بعض الوقت... كان علينا التحرّك بسرعة".

وأضاف "عندما زادوا الضرائب علينا... لم يتشاوروا معنا"، معترفاً من جهة ثانية بأنّ تعليق دخول المسافرين من دول منطقة شنغن 30 يوماً إلى الولايات المتّحدة سيكون له "تأثير كبير" على الاقتصاد.

من جانب آخر، اعتبر الرئيس الأميركي الخميس أنّه من الممكن إرجاء دورة الألعاب الأولمبية المقرّرة هذا الصيف في طوكيو "عاماً واحداً" بسبب كورونا.
وقال "من الممكن إرجاؤها عاماً واحداً... هذا مؤسف... لكنّي أفضّله على رؤية استادات فارغة في كل مكان".

وانهارت الأسواق من جديد الخميس بعد إعلان ترمب المفاجئ وقف دخول الوافدين من أوروبا إلى الولايات المتحدة لمدة 30 يوماً، في إجراء يهدف إلى احتواء تفشي فيروس كورونا، فيما قال الاتحاد الأوروبي إنه "سيعيد تقييم الوضع" على المستوى الاقتصادي على خلفية القرار.

والإجراء الذي يدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة بتوقيت واشنطن (4,00 ت غ)، لا يشمل المملكة المتحدة ولا يطبق على المواطنين الأميركيين والمقيمين في الولايات المتحدة.

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "عدم اتفاقه" مع ترمب الذي اتخذ قراره "بشكل أحادي ودون استشارة مسبقة"، وفق ما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وأضافا "فيروس كورونا أزمة عالمية...تتطلب التعاون بدل اتخاذ تدبير أحادي".

وكتب ميشال في تغريدة سابقة أن الاتحاد الأوروبي "سيقيم" الوضع، مشدداً على ضرورة "تفادي أي اضطراب اقتصادي".

وانتقدت بريطانيا كذلك القرار الأميركي وقالت إنها لا ترى أي دليل على أن مثل هذا الإجراء سيكون فعالاً.

في غضون ذلك، أعلنت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الخميس أن المصرف يلحظ "تفاقما كبيرا في آفاق النمو على المدى القصير" في منطقة اليورو.

وأكد من جهته المتحدث باسم صندوق النقد الدولي الخميس أن أثر فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي يصعب "التنبؤ به".

وانهارت الأسواق على مستوى كبير الخميس. وبعد مؤتمر لاغارد الصحافي بقليل، خسرت بورصتا باريس وفرانكفورت 10% من قيمتهما، بينما تراجعت بورصتا مدريد وميلانو بنحو 5% عند منتصف اليوم. كما علقت المداولات لمدة 15 دقيقة في بورصة وول ستريت مع بدء المداولات الخميس بعد انهيار الأسهم بنسبة 7%.

وانخفض سعر النفط بأكثر من 6% صباح الخميس في آسيا بعد خطاب الرئيس ترامب. وواصلت أسواق طوكيو وهونغ كونغ تدهورها كما في الأيام السابقة. وعرفت البورصة الأسترالية أسوأ أيامها منذ أزمة 2008 المالية مع فقدانها 7,4%.

"فيروس من الخارج"

في خطابه الذي استغرق عشر دقائق، وصف ترمب فيروس كورونا المستجد بأنه "فيروس من الخارج". وقبل بضعة أيام، أثار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جدلا وغضب بكين بعدما وصف كورونا بانه "فيروس ووهان".

وكان عدد من اعضاء الكونغرس والعلماء اتهموا ترامب بمحاولة التقليل من شأن الأزمة وتوجيه رسائل متناقضة.

وهناك أكثر من 20 الف شخص (22307) مصابون في أوروبا وقد توفي منهم 930 من جراء المرض.

وفي العالم هناك أكثر من 125 ألف إصابة في 115 دولة ومنطقة ما تسبب بوفاة 4687 شخصاً بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية الخميس عند الساعة 12,00 ت غ.

وفي الولايات المتحدة، سجلت أكثر من 1100 حالة وأكثر من 28 وفاة.

وأغلق ابتداء من مساء الخميس مقر الكونغرس الأميركي أمام السياح حتى 1 ابريل، بعدما تبينت إصابة أحد العاملين بفريق السناتورة ماريا كانتويل، كما أعلن متحدث في بيان.

وبعدما صنفه الأربعاء بأنه "وباء عالمي"، أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن جائحة فيروس كورونا المستجد "يمكن السيطرة عليها".

وفي الصين من حيث تفشى الوباء، انخفض عدد الإصابات اليومية إلى 15 إصابة جديدة الخميس، الأدنى منذ بدء احتساب الإصابات منتصف يناير. وينخفض عدد الحالات اليومية كذلك بشكل ملحوظ في كوريا الجنوبية.

وأرسلت الصين خبراء ومعدات إلى إيطاليا المغلقة بسبب تفشي كورونا، كما بدأت بإرسال خبراء ولوازم طبية إلى عدة بلدان منها العراق وإيران، وفق متحدث باسم وزارة خارجيتها.

تدابير عالمية

في أوروبا وخارجها، يواصل الوباء التفشي، ويعطل مجريات الحياة اليومية في العديد من الدول ويحدث اضطرابا في حركة التنقل كما تسبب باغلاق مدارس وأماكن عامة وقيود على تجمع اعداد كبيرة من الاشخاص.

وأعلنت جمهورية تشيكيا الخميس حال طوارئ لمدة 30 يوماً، وأغلقت حدودها أمام الوافدين من "مناطق الخطر"، وهي 15 دولةً بينها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة. ومنعت سلوفاكيا من جهتها الخميس دخول كافة الاجانب إلى أراضيها باستثناء البولنديين ابتداء من صباح الجمعة.

وأصدرت نيودلهي الخميس قراراً بإغلاق صالات السينما وكافة المنشآت التعليمية حتى 31 آذار/مارس، بعد أسبوع من إغلاقها لكافة المدارس الابتدائية.

في النروج، قررت الحكومة إغلاق كافة المنشآت التعليمية والجامعية، وأصدرت توصيات بعدم السفر إلى الخارج ومنعته على العاملين في مجال الصحة، كما ألغت كافة المناسبات الثقافية والرياضية.

في الفيليبين، أعلن الرئيس رودريغو دوتيرتي وضع العاصمة مانيلا تحت الحجر الصحي.

وأميركا اللاتينية، أعلنت كولومبيا الخميس حال "طوارئ صحية" على خلفية الفيروس، ومنعت رسو السفن السياحية والتجمعات التي تضم أكثر من 500 شخص.

وفي إيطاليا التي تسجل أكثر من 12 ألف إصابة و827 حالة وفاة، اعلنت الحكومة عن اغلاق كل المتاجر باستثناء متاجر بيع المواد الغذائية والصيدليات منذ الأربعاء.

مساعدات مالية

يتفاقم الوضع كذلك في إسبانيا، التي سجلت فيها حتى الآن نحو 3 آلاف إصابة. وأغلقت المدارس في منطقة مدريد.

وفي مواجهة مخاوف أزمة اقتصادية بالغة الخطورة، عمدت معظم الدول الى الاعلان عن مساعدات كبرى. وأعربت ألمانيا عن استعدادها للمرة الأولى التخلي عن قاعدة التوازن في الميزانية بين النفقات والمدفوعات.

أما أستراليا، فأعلنت عن خطة إنعاش بقيمة تفوق 10 مليارات يورو.

وكشف البنك المركزي الاوروبي الخميس عن مجموعة حوافز جديدة لضمان استمرار تدفق الائتمان ومساعدة الشركات الصغيرة على مواجهة التأثيرات الاقتصادية للوباء.

وطلبت إيران دعماً من صندوق النقد الدولي الخميس للمرة الأولى منذ عام 1962 لتتمكن من التصدي للفيروس.

على صعيد آخر، أرجأت نيويورك موكبها التقليدي السنوي الذي تقيمه للاحتفال بيوم القديس باتريك بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو الأربعاء.

وبعد الفوضى العارمة التي تسبب بها في روزنامات الرياضة العالمية لاسيما في آسيا وأوروبا، تسبب الفيروس بتعليق دوري كرة السلة للمحترفين "حتى إشعار آخر" على خلفية إصابة لاعب.

وعلق الدوري الإيطالي لكرة القدم حتى 3 ابريل، ولحق به نظيره الاسباني الذي أعلن تعليق المباريات لمرحلتين على الأقل، وذلك بعد أن أعلن ريال مدريد فرض حجر صحي على كامل أفراد النادي.

وألغيت نهائيات كأس العالم للتزلج التي كانت مقررة بين 16 و22 مارس في كورنتينا دامبيتسو بسبب تفشي الفيروس في إيطاليا.