لبنان معزول حتى إشعار آخر مع إقفال مطار رفيق الحريري الدولي خوفًا من الكورونا وتنفيذًا لمقررات مجلس الوزراء بإعلان التعبئة العامة، وهي المرة الثانية التي يُقفل فيها بعد العام 2006.

إيلاف من بيروت: عزل لبنان نفسه عن العالم خوفًا من وباء كورونا تنفيذًا لمقررات مجلس الوزراء باعلان التعبئة العامة، فأقفل مطار رفيق الحريري الدولي في منتصف ليل أمس، وهي المرة الثانية التي يُقفل فيها بعد العام 2006، وكذلك أقفلت المعابر البرية والبحرية، ليصبح وطن الأرز جزيرة مقطعة الأوصال مع محيطها القريب والبعيد.

انتشر الوباء، وعداده يسجل في كل يوم إصابات جديدة، ما يتطلب مزيدًا من الوعي والحكمة من قبل اللبنانيين لجهة الحرص على العزل المنزلي وعدم الاختلاط وتنفيذ بنود التعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة، لا سيما منع التجمعات، ليصار إلى محاصرة الكورونا، الذي تبيّن أنه ينتقل بسرعة فائقة، ولم تعد بالإمكان مواجهته إلا بالتزام المواطنين منازلهم، أقله حتى 29 من الشهر الجاري ليُبنى على الشيء مقتضاه.

18 إصابة
18 إصابة جديدة بفيروس كورونا سُجّلت، أمس، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 139، مع الاشتباه في وفاة سيدة فارقت الحياة عند مدخل الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي.

ورغم تزايد الإصابات بما يستدعي مزيدًا من التأهب، تتسّم الخطوات المُتّبعة لتدارك الوضع ببطء شديد، مُقارنة مع ضرورة "السباق مع الوقت" الذي تتطلبه الظروف الراهنة.

تجهيز
لم تتضح بعد آلية إنفاق الأموال اللازمة لتجهيز المُستشفيات الحكومية في المناطق لمؤازرة المستشفى الحكومي الذي يشهد ضغطًا كبيرًا، فيما تُفيد المعطيات بأن واقع المُستلزمات الطبية عمومًا، وأجهزة التنفس خصوصًا، زاد سوءًا.

يأتي ذلك فيما يزداد الضغط على مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذي يجري نحو 70% من الفحوصات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا، ويستقبل نحو 50% من الإصابات، في وقت لا يزال فيه أداء المُستشفيات الخاصة خجولًا ودون مستوى الأزمة.

فحوصات
وذكّرت إدارة مستشفى رفيق الحريري، أمس أن المستشفى أجرى 2756 فحصًا مخبريًا "88 منها أتت إيجابية، و74 منها تنتظر النتيجة"، لافتةً إلى أن المستشفى "على أتم الجهوزية لاستقبال الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا".

التذكير جاء في معرض الرد على معلومات أُثيرت، أمس، عن وجود 1500 حالة تنتظر إجراء الفحوصات نتيجة النقص الحاد في المعدات (الـ kit)، الأمر الذي نفته الإدارة.

التأخير
وأوضحت مصادر في المستشفى أن التأخير الحاصل في صدور نتائج الفحوصات سببه الضغط الهائل على الطاقم الصحي "وهو التحدي الأكبر حاليًا"، من دون أن تنفي وجود مخاطر بنفاد المعدّات.

ولفتت إلى أن هناك هبات ومساعدات مالية وعينية تصل إلى المستشفى (من ضمنها معدات فحص pcr قدمتها السفارة الصينية)، إلا أن "ترجمتها" واقعًا تحتاج بعض الوقت "فيما تداهمنا يوميًا أعداد كبيرة من الحالات التي تحتاج إجراء الفحص".