عاشت محافظة السويداء ومدينة القريا في سوريا يوم الجمعة 27 آذار، أحداثاً دامية لا تزال تقض مضاجع الأهالي الآمنين راح ضحيتها 15 شاباً من أبنائها.

وأكبر بيان من النخب والفعاليات السورية، تلقت "إيلاف" نسخة منه، "في أهالي درعا الشرفاء، مبادرتهم الوطنية والكريمة والمعهودة فيهم عبر بيانهم الذي أشاروا فيه إلى "ضرورة محاسبة مرتكبي الجريمة، وإدانة الفلتان الأمني وعمل العصابات الذي يقوم به بعض المارقين من كلا الطرفين في السهل والجبل من عمليات خطف، وخطف مضاد، والتعدي على كرامات الناس في السهل والجبل وكامل الجنوب، وابتزاز الأهالي والعبث بالسلم الأهلي والإساءة للتاريخ الوطني المشترك للسهل والجبل".

وقالت الصحافية والناشطة السياسية سعاد خبية في تصريح لـ"إيلاف" أنه بشكل عام تأتي هذه الاشكالات في المناطق والتي تنعكس خلافات ضمن حالة الفوضى والتفكك في النسيج الاجتماعي والوطني التي يسعى ويعمل لها النظام وضمن سياسته" فرق تسد" واثارة وافتعال النزاعات المناطقية".

وأشارت إلى "المجموعات المسلحة التي تعمل تحت امرة النظام ومحسوبة عليه وتعيث فسادا وتروع الأمنين".

وأكد البيان الذي وقع عليه أحزاب ومثقفين سوريين وأكثر من مئة من أبناء حوران والسويداء "إن السهل والجبل، بوطنييه وأهله وعشائره ورجال دين وقواه المدنية والسياسية، جدار متين في مواجهة كل ما يحاك له من مؤامرات وأجندات خفية وطالبوا بذات الوقت "البحث في أسباب هذه الجرائم المتكررة والإشارة بوضوح إلى مرتكبيها، وضرورة العمل على محاسبتهم قانونياً وأهلياً".

وشدد البيان "على ضرورة تشكيل لجنة متابعة أهلية ومدنية مشتركة بين السهل والجبل تبحث في مجريات الحدث الدامي الذي وقع في بلدة القريّا، وتعمل على التحقيق في عمليات الخطف والابتزاز والقتل لدى كل من الطرفين وفضح أسمائهم وتقديمهم للعدالة".

حمّل البيان "مسؤولية أحداث يوم الجمعة الدامي للفيلق الخامس ومن خلفه الضامن الروسي، ومتابعة التحقيق في مجرياته لوضع اليد على حقيقة مرتكبي الفعل أولاً وآخراً، وتبيان ما جرى للأسرى بالوثائق".

وطالب البيان بالعمل على إيجاد الطرائق التي تعمل على كبح الأيدي العابثة في أمن الأهالي في المحافظتين، وهنا أكد على بيان حركة رجال الكرامة في ضرورة محاسبة المارقين والقائمين على عمليات الخطف في محافظة السويداء، وتفعيل القانون والضابطة الجنائية في ملاحقتهم وتجريمهم، والتي أبدت حركة رجال الكرامة استعدادها على المساعدة فيه.

لجنة دائمة

وأكد البيان أيضا على ضرورة تشكيل لجنة دائمة من شرفاء الجبل والسهل تعمل على ترسيخ السلم الأهلي والمجتمعي، وتعزيز العلاقات التاريخية بينهما وتقديمها للواجهة والتحشيد حولها لمواجهة كل المؤامرات المحاكة ضده، وقطع الأيدي العابثة فيه.

وحيا شرفاء حوران ورجالها الوطنيين، وأكبر فيهم مواقفهم الشجاعة، وما تحملوه من جهات عدة، وشدد على أنهم لم يكونوا ضيوفاً في الجبل وحسب بل كانوا أهل بيت معززين مكرمين ولا يزالوا، ولن نسمح لعبث العابثين والمارقين على زرع الفتنة بين السهل والجنوب.

كما وثمّن كل الأصوات الوطنية العاملة في المحافظتين على وأد الفتنة بين السهل والجبل وبين أبناء الجبل، وحمّل المسؤولية الجرمية لمرتكبيها بذواتهم، ومحاسبة وملاحقة الخارجين عن القانون والقائمين على أعمال السلب والخطف والنهب ومشغليهم أيضاً.

بناءً عليه قال البيان "لابد من التأكيد على أنّ إظهار الحقائق هو بداية الطريق الصحيح لوأد فتنة تسعى إليها الأطراف المذكورة ".

رجال الكرامة

وانتقد فصيل محلي في السويداء ذات الغالبية الدرزية، دمشق بسبب ما قال أنه تتقصّد حصول فراغ أمني في المدينة، ووجه انتقاداً أيضا لموسكو بتهمة عدم منع فصيل في درعا موالٍ لها بتصعيد التوتر الأخير في جنوب سوريا.

وقالت حركة رجال الكرامة في السويداء، إن "الفيلق الخامس تشكيل من مرتبات الجيش، ويتبع مباشرة للقوات الروسية في سوريا، وعلى هذا فإن المسؤولية المباشرة عن المجزرة التي ارتكبها الفيلق التابع لها تتحملها القوات الروسية، ويقع على عاتقها محاسبة المرتكبين، بدءاً من حليفها أحمد العودة وصولاً إلى عناصره الذين ارتكبوا المجزرة بحق المدنيين".

وعزت الحركة" مسؤولية الفراغ الأمني في محافظة السويداء بشكل كامل للجهات الحكومية في دمشق"، وأشارت الى إن الضيوف من الوافدين من كل المحافظات السورية، خصوصاً من سهل حوران، هم أهلنا، وقد أثبت أهالي الجبل خلال تسع سنوات من أمد الصراع أنهم على عهد سلفهم الصالح، يُكرمون ضيوفهم وجيرانهم على السواء.

ولكن اجتمع أهالي حوران ممثلين بوجهائها، وأشرافها، بحسب بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، يوم 31-3-2020، وأعربوا في البيان عن وحدة المصير ورفض الفتنة.

وأعربوا عن مفاجأتهم ببيان رجال الكرامة، وحمّلوا قيادة هذه المجموعة مسؤولية بث الفتنة وزعزعة الأمن في المحافظتين وحماية قطّاع الطرق وشذّاذ الآفاق".

واعتبروا الادعاء بإعدام الأسرى هو محض كذب وافتراء، "فهؤلاء قتلوا أثناء هجومهم على شبابنا الذين أتوا لمساعدة عناصر الدوريّة المُعتدى عليها، وقد كانوا مسلحين وسقطوا من ساعتهم في أرض المعركة".

وقالوا إنّ الخطاب الطائفي الذي ينطق به هذا البيان لا يعبّر عن أهلنا في السويداء، بل يعبّر فقط عن "شرذمة صغيرة لا قيمة لها ولا ثقل بين أهل السويداء".

وشدد أهالي حوران على وضع الجميع أمام مسؤولياتهم وطالبوهم باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الاعتداء علينا وعلى أهالينا.

وشددوا إن قواعد القانون الدولي والوطني ومبادئ الحق والعدل وقواعد الشرف تحضّ على نصرة المظلوم ورفع الحيف والضيم عنه، كما تقدّس حق الدفاع الشرعي عن الأنفس والأعراض والأموال.

علاقات تاريخية

وفي بداية البيان أوضحوا "إنّ العلاقات التاريخية بين محافظتي درعا والسويداء أكبر مما يتمّ تداوله عبر بيانات زائفة وأخبار عارية عن الصحّة، فما زالت محاولات زرع الشقاق بين أهالي المحافظتين مستمرة من قبل أطراف عديدة ذات مصلحة بتأجيج الصراع على أسس غير حقيقية ولا صحيحة".

وفي يوم 24-3-2020 قامت مجموعة (عصابة) يحيى رائد نجم بخطف الشابّين خلدون العوض ونضال حسان من أهالي بصرى الشام والاستيلاء على سيارتهما وما تحمله من أموال وماشية، كما قال البيان.

وبناءً على مشاورات مع وجهاء ومشايخ من أهالي السويداء قام شباب بصرى الشام بتسيير دوريّة على الطريق الواصل بين بصرى الشام والقريّا لحماية المدنيين من أهالي المحافظتين من شرور هذه العصابة، و تعرّض أفراد الدوريّة للهجوم من قبل مجموعة مسلّحة قادمة من جهة بلدة القريّا و"قد استُشهد على إثره الشاب عبد الرحمن محمود الدوس وجرح كل من : صالح محمد خير العيسى وعبد اللطيف المقداد و محمد زهير المقداد " بحسب البيان أيضا.