لا يفرق كورونا بين غني وفقير، وبين مواطن ومسؤول، مهما علا شأنه. فالبشر كلهم سواسية أمام هذا الوباء المتفشي في هذا العالم.

يبدو أن الكل سواسية أمام كورونا المستجد، فهو لم يستثنِ أحدًا، لا النبلاء ولا المشاهير ولا الأثرياء، وفيما كُتب لكثيرين ممن أصابتهم عدواه التماثل للشفاء وعمرٌ جديدٌ، فإن بعضهم خسر معركته مع الفيروس، ربما بسبب إصابته بتعقيدات صحية ناجمة عن أمراض، كداء السكري وغيره، بحسب ما كتب معاوية ياسين في "عكاظ" السعودية، معددًا المشاهير والمسؤولين الذين نالت منهم العدوى. بحسبه، كان ملحوظاً أن عدداً كبيراً من مسؤولي الدول والحكومات في أرجاء العالم وقعوا ضحية الفيروس، وربما كان ولي عهد بريطانيا أمير ويلز الأمير تشارلز (71 عاماً) أشهر المصابين بالفيروس، وكذلك ألبرت أمير موناكو الذي لا يزال يعمل من منزله في رحلة التعافي التي قد تطول.

عائلات مالكة

أثار إعلان أمير ويلز الأمير تشارلز في 25 مارس الماضي أنه أصيب بالفيروس قلقاً بالغاً في القارة الأوروبية، خصوصاً على والدته الملكة إليزابيث (92 عاماً) التي انتقلت من قصر باكينغهام في لندن إلى معقل العائلة في قلعة ويندسور (غرب لندن)، لتكون برفقة قرينها دوق إدنبرة الأمير فيليب (96 عاماً) الذي يعاني هو الآخر أمراض الشيخوخة.

ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز (أ.ف.ب)

أمير موناكو ألبرت الثاني أصيب بالفيروس لكنه بصحة طيبة، ويزاول شؤون الحكم من شقته الخاصة داخل القصر الملكي في هذا الجيْب المتوسطي. وقال ألبرت في مقابلة صحفية إن الأعراض التي شعر بها أشبه بنزلة البرد، لكنها خفيفة جداً. شعر بحمى خفيفة، ليست بذلك السوء، وأنه كان سيالاً خلال الأيام الأولى من الإصابة.

أمير موناكو ألبرت الثاني (ا.ف.ب)

وكان لا بد من أن اتخذ تدابير بسبب تاريخه المرضي، فقد أصيب بالتهاب رئوي قبل سنوات.

وفي العاصمة الإسبانية مدريد، أُعلنت وفاة الأميرة ماريا تريزا عن 86 عاماً بسبب إصابتها بالفيروس. وبذلك تكون أول فرد من عائلة مالكة يتوفى بهذا المرض.

الأميرة ماريا تريزا

بوتين مصاب؟ ليس مصابًا؟

تزايدت المخاوف على صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب مخالطته طبيباً يدير مستشفى كونوناركا للأمراض المُعدية قرب موسكو، حيث يرقد 350 شخصاً يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا الجديد.

وبحسب "عكاظ"، كان الدكتور دينيس بروتسنكو (44 عاماً) في استقبال بوتين الذي زار المستشفى. وأثبتت الفحوص لاحقاً إصابة بورتسنكو بالفيروس. وخلال الزيارة لم يرتدِ بوتين ولا مضيفه أياً من أدوات الحماية.

شكوك حول إصابة بوتين بفيروس كورونا

يتمسك الكرملين بأن بوتين بخير، ويخضع لفحوصات مستمرة. وشملت جولة بوتين في المستشفى العنبر المخصص للمصابين بفيروس كورونا الجديد، حيث يرقد 250 مصاباً. اكتفى الرئيس الروسي عند دخوله العنبر بارتداء كمامة فحسب، وليس الزي الواقي الكامل المستخدم في هذه الحالات. ولا يعرف ما هي خطط موسكو لخلافة بوتين في حال أصيب بالفيروس ولم يعد قادراً على القيام بمهامه. ولم يظهر بوتين علناً منذ تلك الزيارة، ما يدل على أنه فرض على نفسه عزلاً ذاتياً.

جونسون ووزير صحته

خلال جائحة كورونا، أثار بوريس جونسون الغضب بتبنيه سياسات تقلل من شأن مخاطر الوباء، رافضًا في الإغلاق الجزئي ومنع التجول وتعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، متحدثًا عن "مناعة القطيع". الإجراءات التي اتخذها جاءت متأخرة، خصوصاً بعدما تردت الحال في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وتهديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجونسون بأنه سيغلق حدود فرنسا مع المملكة المتحدة.

جونسون كان أعلن اصابته بالفيروس

ولم ينجُ وزير الصحة البريطاني ماثيو هانكوك من العدوى في أثناء إدارته الأزمة الصحية. ولا يعرف كيف التقط العدوى، لكنه ظل منهمكاً في متابعة الأزمة متنقلاً من مكتب إلى مكتب في منطقة وايتهول، مقر أهم وزارات الحكومة البريطانية.

وزير الصحة البريطاني ماثيو هانكوك

كان هانكوك يعقد ويحضر اجتماعات لا حصر لها، من دون تحوطات واقية. كما كان مخالطاً رئيس الوزراء، ومرافقاً له في زيارته الشهيرة للمستشفى الذي يعالج مرضى كورونا الجديد. وقبل هذين المسؤوليْن كانت وزيرة الدولة بوزارة الصحة النائبة نادين دوريس أعلنت في 10 مارس أن نتائج الفحص الذي خضعت له جاءت إيجابية. كما أعلن وزير شؤون أسكتلندا في حكومة جونسون أليستر جاك أنه أيضاً مصاب بالفايروس.

أوروبا العجوز المريض

في أوروبا، كان ميشيل بارنييه، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات بركسيت أبرز المصابين بالفيروس. وفي إسبانيا، قال مسؤولو مكتب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إن قرينته بيغوما غوميز مصابة، وقالت مدريد إن نائب رئيس حكومة منطقة كاتالونيا بيري آراغونز أثبت فحص أجري له إصابته بالفيروس. وقالت الوزيرة الإسبانية ايرين مونتيرو إنها أصيبت أيضاً، وقررت عزل نفسها مع شريكها نائب رئيس الوزراء بابلو إغلسلياس؛ فيما أعلنت نائبة رئيس الوزراء كارمن كالفو في 25 مارس أنها مصابة بفيروس كورونا.

كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه في بروكسل في صورة له تعود الى السادس من فبراير 2019

في ألمانيا، أعلن فريدريك ميرتز الساعي إلى خلافة أنجيلا ميركل في زعامة الاتحاد الديموقراطي المسيحي، أنه أصيب بالفيروس. كما أعلن سفير إسرائيل لدى ألمانيا جيريمي إيساخاروف، في بيان تلته وزارة الخارجية الإسرائيلية في 17 مارس، إصابته بالفيروس.

في فرنسا، قال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر الأسبوع الماضي إنه أصيب بالفيروس، وسيبقى في منزله. وكشف وزير البيئة البولندي مايكل ووس أنه أصيب بالمرض.

وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر

في آسيا والأميركيتين

في اليابان، ذكر رئيس اتحاد كرة القدم الياباني كزوز تاشيما في 17 مارس إصابته بالفيروس. وفي إيران أعلن أن نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار، ونائبه إسحق جهانجيري هما أرفع مسؤوليْن في نظام الملالي يصابان بالفيروس. وكان نائب وزير الصحة الإيراني عراج حريرجي أصيب بالمرض خلال الأيام الأولى من اندلاع الجائحة.

رئيس اتحاد كرة القدم الياباني كزوز تاشيما

كانت صوفي ترودو، قرينة رئيس وزراء كندا جستن ترودو، أول مشاهير أميركا الشمالية الذين أعلنوا إصابتهم بعدوى الفيروس في 12 مارس. في 13 مارس، أعلن عمدة ميامي فرانسيس سواريز أنه أصيب بالفيروس. كما قال السيناتور الجمهوري راند بول إنه مصاب.

صوفي ترودو

في 30 مارس، أعلن المذيع في شبكة سي إن إن كريس كومو، شقيق حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، أنه مصاب.

الصحافي الأميركي كريس كومو (أرشيفية- سي إن إن الأميركية)

أعلن الرئيس البرازيلي جاير بولسانرو في الأسبوع الماضي أن وزير التعدين والطاقة بينتو ألبوكيرك أصيب بالفيروس. وأعلن مستشار شؤون الأمن القومي البرازيلي أوغستو هيلينو إصابته أيضًا. كما أعلن المستشار الصحفي للرئيس البرازيلي فابيو واجناغارتن إصابته بالفيروس، عقب زيارة للولايات المتحدة التقى خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين أميركيين آخرين.

الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو (أ.ف.ب)

أفريقيا

بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا نحو 5 آلاف إصابة في أرجاء القارة السمراء. ومن مشاهيرها الذين أصيبوا بالفيروس أبا كياري كبير موظفي رئيس نيجيريا الجنرال محمد بخاري، الذي أعلنت إصابته في 27 مارس. وهو في السبعينات من عمره. ويعتبر أهم الشخصيات في حكومة بخاري. كما أعلن حاكم ولاية أويو النيجيرية سي ماكيندي إصابته.

وفي 20 مارس، أعلن كل من وزراء الداخلية في بوركينافاسو سيميون سوادوغو، والتعليم ستانسلاس أوارو، والمعادن عمرو إداني، والخارجية ألفا باري تأكيد إصابتهم بكورونا.