أسامة مهدي: في خطوة مهمة تقلل من حظوظ الزرفي للحصول على ثقة البرلمان، فقد أعلنت قوى عراقية سنية اليوم دعمها لترشيح رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة الجديدة، بينما اكد تقرير اميركي فشل زيارة قائد فيلق القدس الإيراني الاخيرة للعراق في تحقيق هدفيها بتوحيد البيت الشيعي واختيار رئيس حكومة موال لإيران.

فقد أعلن تحالف القوى العراقية السنية برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وله 40 مقعداً برلمانياً الاربعاء دعمه وتأييده لترشيح مدير جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي لرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال التحالف في بيان اليوم حصلت "إيلاف" على نصه إنه "يؤكد موقفه الثابت والداعم لاستقرار العراق، والمضي نحو الخيارات الوطنية في تشكيل الحكومة ضمن السياقات الدستورية، ويجدد تمسكه بأسس الوحدة الوطنية أمام التحديات التي تواجه بلدنا وشعبنا العراقي فإنه يؤكد ايضا التزامه بوحدة الصف السياسي؛ من أجل تجاوز المرحلة الصعبة والمخاطر الجمة التي يعاني منها البلد على المستويات الصحية والأمنية والاقتصادية والسياسية".

واضاف أنه "يضع باهتماماته أن يكون المرشح لرئاسة الحكومة، الذي من شأنه التصويت لصالح حكومته في مجلس النواب، يحظى بقبول وتأييد من قوى المكون السياسية المسؤولة عن الترشيح، وأن يتمتع بالقبول على المستوى الوطني وعليه فإنه يؤكد دعمه وتأييده.

وأكد التحالف "دعمه وتأييده لتوافق الكتل السياسية المعنية (في إشارة إلى كتل شيعية) على ترشيح مصطفى الكاظمي الرئاسة وتشكيل الحكومة الجديدة". وشدد التحالف على رفضه الفرقة والفتن والتقاطعات السياسية استجابة لطموحات الشعب في الامن والسلم والاصلاح.

قادة تحالف القوى العراقية السنية خلال اجتماعهم

وكان اجتماع عقد في بغداد في الرابع من الشهر الحالي بين قادة قوى شيعية معارضة لتكليف عدنان الزرفي بمشاركة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري قد اسفر عن ترشيح مصطفى الكاظمي بديلا عن الزرفي.

وكان اسم الكاظمي قد طرح الشهر الماضي لتشكيل الحكومة لكنه اشترط لقبول المهمة اجماعا على ذلك من قبل القوى الشيعية وهو ما لم يتم انذاك.

هكذا فشلت مهمتا آقاني في العراق

ومن جهته، أكد تقرير اميركي نشر اليوم ان زيارة قام بها إلى العراق الاسبوع الماضي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء أسماعيل قاآي قد فشلت في تحقيق اهدافها بالضغط على القادة السياسيين والدينيين الشيعة لترشيح مكلف لرئاسة الحكومة يكون مواليا لإيران.. مشيرة إلى أنّ المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قد رفض مقابلته كما ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد الغى اجتماعاً مقرراً سلفا معه.

واشار التقرير الذي نشرته صحيفة المونيتورالاميركية الاربعاء واطلعت على نصه "إيلاف" إلى أنّ زيارة قاآني "كانت محاولة لتوحيد القوى الشيعية في ترشيح رئيس وزراء جديد، تكون له علاقات وثيقة مع إيران وسط جهود غير مثمرة للمكلف عدنان الزرفي لتشكيل حكومة".. موضحة أن "الزرفي يواجه حالياً معارضة من الأغلبية البرلمانية الشيعية".

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال أسماعيل قاآني خلال وجوده في بغداد

وأضاف أن "قاآني فشل في توحيد الفصائل الشيعية على عكس سلفه قاسم سليماني، الذي جمع القوات الشيعية معاً لتحقيق أهداف إيران".. موضحاً أن "قاآني لم يفشل في توحيد القادة العراقيين فحسب، بل لقي أيضاً إدانة وانتقادات من القيادة الشيعية".

ونقل التقرير عن مصدر شيعي كبير في النجف قوله إن "مكتب علي السيستاني رفض طلب قاآني لعقد اجتماع وعلاوة على ذلك ألغى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اجتماعاً مقرراً سلفا مع قاآني وذكر في رسالة مكتوبة إلى قاآني سلمها المستشار العسكري للصدر أبو دعاء العيساوي أنه يجب ألا يكون هناك تدخل أجنبي في شؤون العراق".

وأشار التقرير إلى أن "قاآني لم يلتقِ السياسيين السنة أو الكرد خلال زيارته الى بغداد".. مبينا انه "بخلاف سليماني فهو ليست لديه علاقات أو روابط شخصية بين السياسيين العراقيين خارج الدوائر الشيعية كما انه في الواقع يفتقر إلى العديد من الصفات الحاسمة اللازمة لقيادة القوات الإيرانية في العالم العربي على عكس سليماني وهو لا يتحدث العربية ويفتقر إلى الكاريزما، وبغض النظر عن ذلك، فإن رحلة قاآني الأخيرة إلى العراق تشير إلى أن قوة القدس لا تزال تلاحق ملف العراق".

وخلال الشهر الماضي، زار الامين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بغداد والتقى الرئيس برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في اعتقاد على أن إيران تنقل معالجة ملفها في العراق من فيلق القدس إلى الجهاز الدبلوماسي الإيراني.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد كلف في 17 من الشهر الماضي محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة والذي قدم برنامج حكومته إلى البرلمان في الرابع من الشهر الحالي، وطلب عقد جلسة برلمانية استثنائية للتصويت على تشكيلته الحكومية.