غيّر فيروس كورونا الكثير من العادات البشرية، ووصل إلى تغيير الطقوس الدينية، فما تمكن البابا ولا المطارنة من غسل أقدام الناس كما اعتادوا في خميس الغسل، الذي مرّ في هذا العام متأثرًا بالتباعد الاجتماعي.

بسبب تفشي فيروس كورونا، احتفل المسيحيون على الطقس الشرقي، أي الأوثوذكس والأقباط، بخميس الأسرار أو خميس العهد عند الأقباط، وصلى الرهبان الأقباط فى أديرتهم صلوات البصخة المقدسة ثم لقان وقداس خميس العهد.

صلاة اللقان

هذا يتكرر اليوم بعدما احتفى المسيحيون الذين يتبعون الطقس الغربي، كالكاثوليك والملكيين، في الأسبوع الماضي من دون تنفيذ طقس غسل الأرجل الكنسي.

في خميس العهد أو الغسل، يحتفل المسيحيون باجتماع المسيح وتلاميذه في العشاء الأخير، إذ قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم، حتى أنه غسل قدمي يهوذا الذي سلمه لليهود المتعصبين الذين صلبوه. ويروى في الأناجيل إن الناصري قال لتلامذته ليلتها: "واحد منكم سيسلمني".

في هذا اليوم، تتبع الكنائس القبطية تقليد الصلاة على مياه تُسمى "صلاة اللقان"، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل الناس.

و"اللقان" مفردة يونانية لكلمة "إناء"، أي الإناء الذي يوضع فيه الماء للاغتسال، وثمة نماذج منه فى كنائس مصر القديمة وهو وعاء حجري أو رخامي مثبت في أرض الكنيسة. اليوم، يوضع هذا الماء في إناء عادي يصلي عليها الكاهن، قبل أن يغسل بمائه أرجل الكهنة.

معمودية المسيح

يرتبط هذا الطقس بمفهوم معمودية المسيح، تذكرًا لتواضعه حين غسل أرجل تلاميذه. كذلك يرتبط بسر الكهنوت وسر التناول، لذا يُسمى أيضًا خميس الأسرار.

اعتاد البابوات إقامة طقس خميس العهد في واحدة من كبرى كاتدرائيات روما حيث يغسلون أقدام 12 قسيسًا. لكن البابا فرنسيس نقله في العام الماضي إلى السجون ومراكز المهاجرين ونزل المسنين للتأكيد على رمزيته، وغسل أقدام هؤلاء.

في هذا العام، وبسبب جائحة كورونا، لم ينفذ بابا روما، ولا المطارنة الروم، بهذا الطقس. إلا أن تواضروس الثانى بابا الإسكندرية للأبقباط احتفل بخميس الغسل في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، فانحنى ليغسل أرجل الأساقفة والكهنة الذين يشاركونه الصلاة.