أطلقت بولندا جملة من المواقف اللافتة قبيل لقاء القادة الأوروبيين الـ 27 في قمة عبر الفيديو اليوم الخميس، أبرزها الدعوة إلى خطة مارشال أوروبية جديدة ولكن بعيداً عن الأميركيين والصينيين.

وكان لافتاً استخدام رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي مفردات تؤكد تمسك بلاده بالحاضنة الأوروبية، وذلك خلال لقاء مفتوح مع الإعلاميين عبر فيسبوك تناول العلاقات الأوروبية ومواجهة وباء كورونا.

ويتلخص الموقف البولندي باقتراح خطة مارشال أوروبية جديدة، عبر برامج استثمارية ضخمة واستثمارات في المشارع الابتكارية وفي البنية التحتية، وكذلك عدم السماح للشركات الأميركية أو الصينية بغزو أوروبا، كما قال مورافيتسكي. تجدر الإشارة إلى أن مشروع مارشال هو المشروع الاقتصادي الأميركي لإعادة بناء أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وكان مورافيتسكي أجرى لقاء عبر الفيديو مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأربعاء، حيث اتفقا على ضرورة أن تتمتع أوروبا بطاقتها الإنتاجية المستقلة في القطاعات الرئيسية للإقتصاد، كما سبقه لقاء آخر عبر الفيديو أيضا مع رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين.

وفي مقال له نشرته صحيفة فرانكفورترالألمانية، كتب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي "الوضع الذي وجد فيه الإتحاد الأوروبي نفسه يشير إلى هشاشة النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي".

وأشار ماتيوش إلى أنه "بحثًا عن المدخرات وخفض تكاليف الإنتاج، نقلت العديد من الشركات الأوروبية عمليات التصنيع الخاصة بها إلى المناطق الآسيوية الرخيصة، متجاهلة مصادر التوريد المحلية".

وقال "تحتاج أوروبا إلى حزمة انتعاش اقتصادي شاملة لتحفيز الإقتصاد الأوروبي، وإلى اتفاق مشترك في ما يتعلق بالشكل الطموح للإطار المالي لعدة سنوات وزيادة مواردنا الخاصة وإيرادات الاتحاد الأوروبي، وبهذه الطريقة فقط سنجد توازنا اختفى نتيجة الانقسامات الداخلية والعداوات المتبادلة ".

وأشار رئيس الوزراء البولندي إلى الحاجة الملحة للحد من الاحتيال الضريبي الذي من خلاله تخسر دول الاتحاد الأوروبي "200 مليار يورو على الأقل سنويًا".

تبقى الإشارة إلى جملة بارزة في حديث رئيس الوزراء البولندي خلال حديثه "لقد نهبنا جيراننا خلال الحرب العالمية الثانية، ثم خلال الحقبة الشيوعية" مشيرا إلى أن بلاده تسعى الآن الى حماية الطبقى الوسطى.