قلق واسع يسود في بعض مناطق الولايات المتحدة، خصوصًا في واشنطن، إثر ظهور دبابير قاتلة قادمة من آسيا، للمرة الأولى، وسط تخوفات من لدغاتها المميتة.

إيلاف: بدأت أخيرًا دبابير عملاقة بعيون عجية ولدغة سامة تغزو الولايات المتحدة، مما أثار الكثير من المخاوف وسط جائحة كورونا. تم رصد "الدبابير العملاقة الآسيوية" في الولايات المتحدة للمرة الأولى في ولاية واشنطن، كما يقول علماء، حسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية.

بدأ اكتشاف هذه الدبابير عندما أبلغ أحد مربّي النحل عن أكوام من النحل الميت في مزرعته، وقد تمزقت رؤوسها، في مشهد نادر ينذر بالخطر في بلد يتناقص فيه عدد النحل على نحو سريع.
بحسب خبراء جامعة ولاية واشنطن، يبلغ طول الدبور أكثر من 5 سنتيمترات، وهو أكبر الدبابير في العالم، وله لدغة قاتلة إذا لدغ الشخص أكثر من مرة، وأطلقوا عليها لقب "دبابير القتل". وهي تتواجد بكثرة في المناخات المعتدلة والمدارية في شرق آسيا، وتقتل حوالي 50 شخصًا سنويًا.

"سي إن إن" نقلت عن سوزان كوبي، مربية النحل في قسم علم الحشرات في جامعة ولاية واشنطن، قولها "تشبه الدبابير تلك التي تظهر في الرسوم المتحركة الوحشية للأطفال.. لها وجه أصفر برتقالي ضخم".

كيف وصلت "الدبابير القاتلة"، وموطنها الأصلي آسيا، إلى ولاية واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية... يحتار العلماء ويعجزون عن تحديد كيفية حصول ذلك.

سيث تروسكوت، من كلية العلوم الزراعية والبشرية والطبيعية في جامعة واشنطن، يرجّح أن يكون قد تم نقلها عبر شحنات دولية، وفي بعض الحالات بشكل متعمد.

رصدت هذه الدبابير العملاقة للمرة الأولى في الولاية في ديسمبر 2019، ويعتقد العلماء أنها بدأت تنشط مرة أخرى في الشهر الماضي، بعدما خرجت الملكات من بياتها الشتوي لبناء الأعشاش وتشكيل المستعمرات.

يوضح تروسكوت أن "الدبابير تكون أكثرًا تدميرًا اعتبارًا من أواخر الصيف (يوليو) وأوائل الخريف (أكتوبر)، إذ إنها في هذه الفترة تكون مشغولة في البحث عن مصادر البروتين لتربية ملكات العام المقبل". يضيف مسترسلًا: "إنها تهاجم خلايا نحل العسل وتقتل النحل البالغ وتلتهم يرقاته... لسعاتها كبيرة ومؤلمة، ولها سم عصبي قوي. يمكن للسعات متعددة أن تقتل البشر".

لذا طالب المسؤولون في مجال الزراعة في ولاية واشنطن مربّي النحل والمقيمين بالإبلاغ عن أي دبابير عملاقة يشاهدونها، وعدم الاقتراب منها، محذرين من أن لدغتها يمكن أن تخترق بدلة النحال العادية.