واشنطن: دعت سيدة، اتّهمت جو بايدن بالاعتداء عليها جنسيًا عام 1993، المرشّح الديموقراطي، الخميس، إلى الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرة إلى أنها على استعداد للخضوع لاختبار مرتبط بالحادثة على جهاز كشف الكذب.

وقالت ريد في مارس إن بايدن مرشّح الحزب الديموقراطي المرجح للرئاسة، اعتدى عليها جنسيا في أحد أروقة مبنى الكونغرس قبل 27 عامًا عندما كانت في التاسعة والعشرين من عمرها، وتعمل في مكتبه، بينما كان هو سناتورًا. ويعد الاتهام الذي نفاه بايدن أكبر هزّة تعصف بحملته الانتخابية.

قالت ريد في مقابلة مسجّلة مع المذيعة ميغن كيلي من شبكة "إن بي سي"، نشرت الخميس "جو بايدن، أرجوك أخرج واعترف بمسؤوليتك. لا يجدر بك أن تترشّح لرئاسة الولايات المتحدة".

عندما سألتها كيلي "هل تريدينه أن ينسحب" من السباق الرئاسي؟. أجابت ريد "أتمنى بأن يقوم بذلك، لكنه لن يفعل. أعتقد أن الوقت تأخّر قليلًا" على الاعتذار. وكانت المقابلة هي الأولى لريد على الكاميرا منذ أصدر بايدن (77 عامًا) بيانًا قبل أسبوع قال فيه إن الحادثة "لم تحصل قط".

تأتي المقابلة بينما ظهرت أدلة موثّقة جديدة من تسعينات القرن الماضي تشير إلى أن ريد، التي لم تنشر الشكوى التي قدّمتها على ما يبدو لمكتب موظفي الكونغرس سنة 1993، قالت حينها لزوجها السابق إنها تعرّضت للتحرّش الجنسي أثناء عملها لدى بايدن.

لكن وثيقة المحكمة العائدة للعام 1996 لا تفيد بأن بايدن ارتكب فعل التحرّش، ولا تأتي على ذكر تهم ريد الأخيرة، والأكثر خطورة بالاعتداء الجنسي.

كتب زوج ريد آنذاك ثيودور درونن في إعلان المحكمة أنها أبلغته بـ"مشكلة كانت تواجهها في العمل تتعلّق بالتحرّش الجنسي في مكتب السناتور جو بايدن". وقالت ريد، التي باتت اليوم تبلغ من العمر 56 عامًا، إن بايدن دفعها إلى الحائط، ووضع يده "تحت تنورتها" وانتهكها.

لكن رواية ريد تغيّرت مع الوقت. ففي مطلع العام 2019، كانت بين نساء عدة اتّهمن بايدن بلمسهن بطريقة غير مناسبة أو بطرق جعلتهن يشعرن بعدم الارتياح، لكن من دون ورود أي اتهامات له بالاعتداء الجنسي. وأصدرت كيت بيدنغفيلد، نائبة مدير حملة بايدن، بيانًا الخميس تحدّت فيه بعض ادّعاءات ريد.

جاء في البيان بحسب صحيفة "واشنطن بوست": "تظهر أمور متضاربة أكبر فأكثر. ينبغي بأن تتقدّم النساء ويشاركن رواياتهن من دون الخوف من الانتقام أو الأذى".

أضافت "في الوقت نفسه، علينا ألا نضحّي إطلاقًا بالحقيقة. والحقيقة هي أن هذه الاتهامات كاذبة، والمواد التي تم تقديمها لتدعيم (الرواية) يثبت بأنها كاذبة، عندما يتم التدقيق فيها".

وأكدت ريد أنها مستعدة "تمامًا" للتحدّث تحت القسم عمّا حدث. ولدى سؤالها إن كانت على استعداد للخضوع لجهاز فحص الكذب، قالت إن طلبًا كهذا قد يشكّل سابقة سلبية بالنسب إلى الناجين من العنف. لكنها أكدت "سأخضع له إذا خضع له جو بايدن"، مضيفة "لكنني لست مجرمة".

وكانت ريد أعربت عن تأييدها علنًا لبيرني ساندرز، المرشح الليبرالي الذي انسحب من سباق الترشح عن الحزب الديموقراطي في أبريل ودعم بايدن.