نصر المجالي: ألغت المحكمة العليا في المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، الإدانات التاريخية الصادرة عن جيري آدامز بمحاولته الفرار من سجن المتاهة (Maze) في السبعينيات، بعد أن حكمت بأن احتجازه كان غير قانوني.

وفاز زعيم (الشين فين) الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي، السابق جيري آدامز، بمعركة قانونية استمرت أكثر من 40 عامًا، حيث وافقت المحكمة العليا على أن إدانتين عام 1975 كانتا غير آمنتين لأن اعتقاله لم يتم "اعتباره شخصيًا" آنذاك من قبل ويلي وايتلو، وزير شؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية في ذلك الوقت.

وكان تم اعتقال آدامز في سجن (Maze) -المعروف أيضًا باسم Long Kesh - في عام 1972 كمشتبه به في الجيش الجمهوري الأيرلندي وحاول الهرب في ليلة عيد الميلاد عام 1973 ومرة أخرى في يوليو 1974.

عملية السلام

وحكم على آدامز البالغ من العمر 71 عامًا، الذي كانت عضويته للجيش الجمهوري الأيرلندي تلاحقه طوال مشاركته في عملية السلام وحتى يومنا هذا - على الرغم من إنكاره المتكرر - حكم عليه في وقت لاحق بما مجموعه أربع سنوات ونصف لكلا محاولتي الهروب الفاشلين.

وكان تم سجن آدامز لأول مرة في لونغ كيش في عام 1972 بموجب برنامج الاعتقال الحكومي، والذي سمح للجيش البريطاني باحتجاز المشتبهين بالإرهاب واحتجازهم دون محاكمة.

ثم أُطلق سراحه في يونيو من ذلك العام للمشاركة في محادثات سرية مع الحكومة في لندن، ولكن أعيد اعتقاله في يوليو 1973، وهذه المرة بموجب أمر حجز مؤقت (ICO).

وكان آدامز في ليلة عيد الميلاد عام 1973، من بين أربعة محتجزين تم القبض عليهم وهم يحاولون الهروب من سجن (Maze).

ووصفت محاولة الهروب الثانية في يوليو 1974 بأنها "مخطط متقن" تضمن خطف رجل يحمل "تشابهاً لافتاً" مع جيري آدمز من محطة للحافلات في غرب بلفاست.

ويشار إلى أن جيري آدامز كان سلم زعامة حزب "الشين فين" القومي الإيرلندي جيري في 10 فبراير 2018 لنائبته ماري لو ماكدونالد أمام أكثر من ألفي مندوب في مؤتمر خاص للحزب الذي قاده لأكثر من 34 عاما.

ويعتبر آدامز واحدا من أبرز الوجوه السياسية في إيرلندا الشمالية، وأحد الأطراف التي قادت المفاوضات التي أدت إلى اتفاق الجمعة العظيمة وإنهاء عقود من المواجهات الدامية بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وبريطانيا.