حل رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور وناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها عثمان العمير ضيفين على مجلس الرؤية الرمضاني، متكلمين في مسألة استعادة دول الخليج انتعاشها الاقتصادي بعد كورونا.

إيلاف: في مجلس "الرؤية" الرمضاني الذي عقد الليلة عبر تقنية الفيديو، تطبيقًا للإجراءات الاحترازية التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لمنع تفشي وباء كورونا المستجد استضاف محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة "الرؤية"، كلًا من خلف أحمد الحبتور، مؤسس "مجموعة الحبتور" ورئيس مجلس إدارتها؛ وعثمان العمير، مؤسس صحيفة "إيلاف" الإلكترونية ورئيس تحريرها.

انعقد المجلس تحت عنوان "دول الخليج وكورونا.. عودة إلى الانتعاش"، وتناول خلاله المتحدثان شؤونًا خليجية راهنة، متصلة بتفشي جائحة كورونا وتداعياتها على الاقتصاديات الخليجية، ورهان عودة دول الخليج إلى الانتعاش بعد إغلاق أثر سلبًا في النمو الاقتصادي الخليجي.

ليست أهزوجة
ما بعد كورونا غير ما قبل كورونا مقولة رائجة، علق عليها العمير قائلًا إن مراكز الدراسات في العالم بدأت تستعد لما بعد كورونا، الفيروس الذي غيّر العالم وطبيعة العالم. وبحسبه، ما بعد كورونا حق وطبيعة، وليس مجرد أهزوجة.

وعن اتهام الإعلام بتضخيم أخبار الجائحة، قال العمير إن الاعلام "أسهل جدار تستطيع أن تقفز عليه وتتهمه، فالناس تنسى كل شيء وتتهم الإعلام، لأنه الخاصرة الرخوة. البلدان كلها صدمت بقوانين، بعضها غير معقول ومختلف، مثل السويد ونيوزلندا، اللتين اعتمدتا مناعة القطيع، وهناك دول تشددت، والإعلام كان حائرًا في التغطية، خصوصًا أن الناس تريد أن تعرف كل شيء عن كورونا، فالصحافة مرآة الناس، وأعتقد أن الصحافيين كانوا يصورون المواجهة البشرية مع كورونا، ولم يبالغوا".

برأيه، التغيير في الإعلام بدأ قبل كورونا، فهناك أكثر من مليار إنسان يستخدمون التواصل الاجتماعي في الأخبار، "ولا أعتقد أن المؤسسات الإعلامية ستبقى كما هي إلا إذا كانت مؤسسات قوية".

عن دول الخليج في الأزمة وما بعدها، رأى العمير أن لا شك في أن الخليج محط أنظار العالم، وكانت الدول الخليجية سباقة إلى حماية شعوبها من الجائحة، ولدى هذه الدول مشكلات نبههم إليها كورونا، مثل الخريطة السكانية، والعمالة الأجنبية الكبيرة، "وهذه الدول بدأت تعالج هذه الموضوعات، وعلينا الاتجاه إلى التكنولوجيا لاختصار عدد العمال، وتحسين ظروف العمال".

الجائحة سيّست كل شيء
بحسبه، فيروس كورونا سيّس الإعلام، "وعندما نقرأ خبرًا نعرف من كتبه ولماذا كتب". وقال إن المملكة العربية السعودية متجهة إلى الاستثمار، على الرغم من قلة السيولة والنقد.

تناول العمير مسألة المنظمات الدولية، فقال إن كورونا ستغيّر صيغة هذه المنظمات، كالأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية. قال: "لا نجد منظمة ناجحة إلا منظمة أوبك، والباقي فيه أمراض كثيرة كالمحسوبية والفساد والتسييس. للأسف الشديد، منظمة الصحة العالمية لم تقدم إلى العالم ماذا يحدث عندما بدأ المرض، نحن بحاجة إلى قيام منظمات جديدة من دون تسييس، تقوم على الأخلاقيات، وإلا ما الفائدة من صرف الأموال عليها؟"، مضيفًا أن منظمات حقوق الإنسان مسيسة، وهو لا يقيم وزنًا لما تقوله.

برأي العمير، كشف كورونا أن الناس يحبون الحرية أكثر مما يخافون الموت، "فالناس في بريطانيا تحدوا الحظر وذهبوا إلى الشواطئ". وبرأيه، لن تمر هذه الأزمة بسهولة، فما حصل لم يعتده البشر، "وأصبحنا كأننا في حي واحد، واكتشفنا أن بإمكان الإنسان أن يعيش وحيدًا".

اقتصاديًا، قال إن الكثير من الدول بدأت تعتمد الفائدة السالبة، ومن الطبيعي أن يكون هناك دفع لعجلة الاقتصاد إلى الأمام، داعيًا الناس إلى اكتشاف بلدانهم بعد فك العزل.

أمورنا جيدة
من جانبه، تمنى الحبتور أن يحصل تغيير في حقبة ما بعد كورونا، "أتمنى أن تبقى طبيعتنا كما هي، ويبقى تقاربنا العائلي".

اقتصاديًا، رأى الحبتور أن العالم كله تأثر، أكان ذلك خطة أو طبيعة، فدول عدة في آسيا تعافت بخلاف أوروبا وأميركا والعالم العربي. لكن، هل يضخم الإعلام فيروس كورونا؟.

برأيه، الإعلام الغربي خصوصًا الأميركي يوجه الناس إلى الخطر حتى في طريقة تقديم الخبر، "يقنعك أنك مريض، بينما الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيجابي ومتفائل، الباقون خائفون".

وصف الحبتور دبي بأنها "مبروكة". وقال: "يتكلمون بطريقة تشاؤمية عن دبي، هي شقيقة الإمارات الأخرى ولو كان الثقل الاقتصادي فيها، وبدأت الحياة تعود إلى دبي، وإذا فتحوا المطارات، مطار دبي ومطارات الخليج، سترى الحياة الاقتصادية منتعشة في دبي أكثر من ذي قبل"، مشددًا على أن الإعلاميين لا يستقون الخبر من المصدر الصحيح بشكل متعمد... "لكن أمورنا جيدة".

برأي الحبتور، الطريقة الأنسب للخروج من الجائحة هي فتح الحدود البرية والبحرية والجوية بين دول الخليج، على أساس التمسك بالضوابط الصحية، "والجميل في دبي دعم الشركات من كهرباء وماء، فالشيخ محمد بن راشد يدعم رجال الأعمال الذين يدعمون بدورهم الاقتصاد في دبي، لكن من دون فتح المطارات لا حركة، وإقفال الأبواب لن ينعش الاقتصاد".

روح الإمارات
نوّه الحبتور بالدعم الذي يحظى به الاقتصاديون في دبي، وقال: "الاقتصاد بنتعش بخطوات سريعة، العقار في دبي لم يتغير، خصوصًا في المواقع المهمة، وتأجير السيارات تحسن، أما الفنادق فلن تنتعش إلا بفتح الحدود، وسنعود إلى الانتعاش سريعًا كما حصل في عام 2008، فدبي أول من تعافى من الأزمة المالية العالمية".

تابع الحبتور قائلًا إن الجميل في الإمارات هو تقدير المقيمين فيها، "فقد بنينا معهم هذه البلد، لذا يجب ألا نتركهم في وقت الضيق، لكن لا بد من تخفيف العمالة، والكثير من الشركات بدأت تقلص عمالتها، تحت الضغط الاقتصادي، من دون التأثير في الإنتاجية، لكن مستحيل أن نتخلى عن مدير ناجح أو موظف ناجح، روح الإمارات ودبي لا تنسى من تعاون معها لرفع مستوى الدولة".

برأيه، العالم كله مدين، "فالدين يعم الجميع، في الإمارات أجّلوا دفع القروض إلى آخر العام، وأتوقع تأجيلها إلى آخر عام 2021، الكل يدعمون الاقتصاد الإماراتي، وأعتقد أن لا حل أمام المصارف إلا تأجيل التحصيل، فإذا أرادت أموالها عليها أن تدعم المقترض، الصغير والكبير".

لأصحاب المشروعات الصغيرة، قال الحبتور: "الصبر مفتاح الفرج، وعليهم تخفيف التكاليف، والأمور ستتحسن".