أسامة مهدي: فيما أعلن العراق اليوم عن خطة لتجاوز الازمة المالية التي تواجه البلاد فقد اكد الكاظمي التصميم على مواجهة التحديات السياسية والامنية والاقتصادية والصحية في بلاده التي سجلت الاحد اعلى حصيلة من الاصابات بفيروس كورونا لليوم الثالث على التوالي.

وخلال ترؤسه لاجتماع استثنائي لحكومته لبحث الازمة المالية التي تمر بها البلاد وسبل معالجتها اليوم، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "بعد إكمال التشكيلة الوزارية نبدأ بالخطوات العملية، كفريق واحد، لتجاوز التحديات التي يمرّ بها البلد " كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "إيلاف".

وأقر بأن العراق "يمرّ بأزمات وتحديات كبيرة في الجانب المالي وجائحة كورونا وانهيار أسعار النفط وغيرها".. كاشفا عن وضع الخطط الكفيلة بتجاوزها .. مشددا على ان تجاوزها يتطلب التعاون من قبل الجميع مع الحكومة لوضع البلد على الطريق الصحيح.

والقى باللائمة على سوء النظام الإداري في عرقلة العديد من المشاريع التي قال انه يتم العمل حاليا بجد على إصلاحه.

والاسبوع الماضي شدد الكاظمي اثر اعلانه تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث واصحاب الدرجات العليا قائلا "لن نسمح بأن تكون حلول الأزمة المالية على حساب حقوق الموظفين من ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين ومستحقي الرعاية الاجتماعية فقرارنا هو: خفض مرتبات الرئاسات والدرجات الخاصة والوظائف العليا، وإيقاف مزدوجي الرواتب والوهميين وترشيد الإنفاق الحكومي . مصممون على تجاوز الازمة معاً".

خطة اصلاحية لتجاوز الازمة المالية

وعقب انتهاء اجتماع الحكومة كشف وزير المالية علي علاوي عن خطة حكومية إصلاحية لتعظيم موارد الدولة وتأمين رواتب الموظفين، فيما أكد امتلاك وزارته حزمة من القرارات ستقدم خلال ثلاثة اشهر إلى مجلس الوزراء والبرلمان.

وقال علاوي في مؤتمر صحافي نقلته وكالة "بغداد اليوم" وتابعته "إيلاف" إن "مجلس الوزراء اجتمع اليوم بشأن الإصلاحات والإجراءات الضرورية لمعالجة الازمة المالية" .. مبيناً أن "المشكلة ليست بتراجع أسعار النفط وظهور جائحة كورونا وانما ابعد واعظم من ذلك".

وأضاف علاوي أن "البلاد مرت بـ18 سنة من التغيير في السياسات المتبعة والتراكمات والسياسات الخاطئة جميعها أدت الى مشاكل حقيقية، حيث لم تقدر الحكومات المتلاحقة على الصعوبات الاقتصادية، وهذا يدفعنا إلى البدء بطريقة جديدة لتجاوز الازمة".

واشار الى ان "الإيرادات النفطية خفضت واردات الدولة من الدخل 3 تريليونات دينار شهرياً (حوالي 3 مليارات دولار) فيما تصل النفقات الى 7 تريليونات وهناك عجز 5 تريليونات في الشهر وحاجة الى التمويل التلقائي في أجواء اقتصادية تختلف عن الحلول التي نفذت في الازمة المالية السابقة عام 2014".

وأكد وجود "عدة مشاكل يجب ان تحل بينها الضغط على الشرائح المتوسطة وتوحيد الاستقطاع الضريبي واعادة التوازن لتحقيق نوع من الانصاف وكذلك التوجه الى اصلاح القطاعين المالي والمصرفي، واعادة هيكلتها وجلب الاستثمارات الخارجية ورفع القيود فضلا عن إصلاحات أخرى بينها جباية الكهرباء".

وانتقد الوزير الاعتماد على النفط بنسبة تصل الى 90%، مؤكدا ان هذا الامر غير صحيح مع وجود 3 ملايين ونصف المليون موظفين يعتمدون على الدولة برواتبهم و2 مليون ونصف المليون من المتقاعدين ومجموعهم 6 ملايين ونصف المليون يعتمدون على الدخل الحكومي، وهذه النسبة غير صحيحة أي ما يعني أن نسبة 25% من الشعب يعتمدون على الرواتب الحكومية في حين أنه في كل دول العالم تكون النسبة 5% للموظفين و10% مثل دول الخليج".

واكد على ضرورة "توفير فرص عمل للقطاع الخاص وتحفيزه ومكافحة الفساد والهدر المالي".. مشيرا الى امتلاك وزارته "حزمة من الإصلاحات ستقدم خلال ثلاثة اشهر الى مجلس الوزراء ومن ثم الى مجلس النواب والشعب العراقي".

وأكد وزير المالية حاجة الموازنة الى "المصارف الحكومية لتمويل العجز".. مشيرا الى "امتلاك موارد أخرى مثل الجمارك التي يتوقع ان تجلب الى الواردات 7 تريليونات دينار سنويا".

العراق يسجل لليوم الثالث اعلى الاصابات بكورونا

اعلن في بغداد اليوم عن تسجيل أعلى اصابات بفيروس كورونا لليوم الثالث على التوالي وسط تحذيرات من موجة جديدة للوباء.

وقالت وزارة الصحة والبيئة العراقية الأحد في بيان تابعته "إيلاف" انه تم تسجيل رقم قياسي جديد بعدد المصابين بفيروس كورونا خلال الاربع والعشرين ساعة المقبلة بلغ 1268 إصابة.

وأكدت فحص 8609 نماذج في المختبرات المختصة في العراق اليوم وبذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق في 24 فبراير الماضي 303053 فحصا.

مستشفى لعلاج مرضى كورونا في اقليم كردستان

واشارت الى أن مختبراتها سجلت اليوم 1268 إصابة في البلاد و282 حالة تماثل للشفاء اضافة الى 28 وفاة.

وأوضحت أن مجموع الإصابات بالفيروس قد بلغ 12366اصابة ومجموع حالات الشفاء 5186 حالة وعدد الراقدين الكلي في المستشفيات 6843 والراقدين في العناية المركزة 69 فيما ارتفع مجموع عدد الوفيات الى 346.

وإزاء هذه الزيادات في الاصابات والوفيات، فقد حذرت منظمة الصحة العالمية العراق من موجة جديدة لتفشي فيروس كورونا وقال ممثلها في العراق أدهم اسماعيل في تصريح صحافي أن بعض المحافظات العراقية تسرعت بإعادة التبادل التجاري مع دول الجوار بسبب الازمة الاقتصادية مما ادى الى ارتفاع كبير في عدد الاصابات بالفيروس.. مشددا على ضرورة تأجيل النشاط التجاري مع الدول التي تشهد الموجة الثانية للسيطرة على انتشار الفيروس أو وضع ضوابط صحية صارمة عليه.

كما طالب بتمديد الحظر الشامل للتجوال بسبب تسجيل ارقام كبيرة باعداد المصابين موضحاً ان حياة الناس مهمة ويجب تطبيق الحظر بشكل كامل وغلق الحدود مع الدول التي تسجل اصابات كثيرة وصولا الى احتواء الفيروس.

وعبر اسماعيل عن قلق المنظمة الشديد من تزايد ارقام عدد الاصابات المسجلة يوميا في بغداد والمحافظات نتيجة عدم تطبيق اجراءات السلامة والوقاية بشكل صحيح والتشكيك بعدم وجود هذا الوباء مشدداً على ضرورة التطبيق الصارم للحظر امنيا وصحيا وليس امنيا فقط بمعنى الالتزام بالتعليمات الوقائية وعزل المناطق التي سجلت اصابات عالية بشكل كامل، وعدم التهاون في تطبيق تلك الاجراءات والحيلولة دون نقل المرض من منطقة الى اخرى.

يشار الى ان اللجنة العراقية العليا للصحة والسلامة الوطنية كانت قد قررت أمس تمديد حظر التجوال الشامل لمدة اسبوع بدءا من اليوم الاحد والتجوال الجزئي من الساعة السادسة مساء لغاية الساعة الخامسة صباحا بدءا من الاحد التالي الرابع عشر من الشهر وفرض حظر التجوال الشامل أيام الخميس والجمعة والسبت من كل اسبوع وإلغاء جميع الاستثناءات الممنوحة أثناء أيام وساعات الحظر وإلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمستشفيات الأهلية بتوفير مواد التعقيم والكمامات لمنتسبيها كافة مع تطبيق إجراءات التباعد الجسدي ومنع التجمعات.